أبرزها تأمين المياه والكهرباء.. تعرف على مزايا سد «واو» بين مصر وجنوب السودان

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

على خطى التنمية وتحقيق الاستقرار في القارة السمراء، تتعاون مصر مع جنوب السودان لإنشاء سد «واو» متعدد الأغراض لتحقيق التنمية والحد من مخاطر الفيضانات وتوليد الكهرباء، فضلًا عن تأمين احتياجات المواطنين من مياه الشرب والري، حسبما ذكر بيان رسمي اليوم.

وأفاد البيان أن مصر تواصل دعم أشقاءها من الدول الإفريقية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات على الأرض بهدف خدمة المواطنين وتحقيق الاستقرار وحل مشاكل مياه الشرب وحماية الأهالي من أخطار الفيضانات مثل التعاون بين مصر وتنزانيا لإنشاء سد «روفينجي»، وسد «أوين» بأوغندا.

في غضون ذلك، حرصت مصر على تحقيق التنمية لأهالي دولة جنوب السودان الشقيقة، إذ تم توقيع بروتوكول للتعاون الفني في مجال الموارد المائية بين وزارة المواد المائية والري بمصر ووزارة الموارد المائية والري بجنوب السودان والمتضمن مشروع إعداد دراسات جدوى إنشاء سد «واو» المتعدد الأغراض بجنوب السودان.

سد2

نستعرض فيما يلي أبرز مزايا السد والهدف من إنشاءه:

يقع المشروع على نهر سيوى أحد فروع نهر الجور الرئيسي بحوض بحر الغزال وعلى مسافة ٩ كيلومتر جنوب مدينة «واو» بجنوب السودان.

توليد ١٠.٤٠ ميجاوات من الكهرباء

يهدف السد لتوليد ١٠.٤٠ ميجاوات من الكهرباء، بالإضافة لتوفير مياه الشرب لحوالي ٥٠٠ ألف نسمة، والاستفادة من المياه في الري التكميلي لحوالي ٣٠ – ٤٠ ألف فدان.

وزيري الري المصري وجنوب السوداني

مصر قامت بإعداد الدراسات الفنية ودراسة الجدوى

انتهت القاهرة من إعداد الدراسات الفنية والاقتصادية المتكاملة للمشروع بالاستعانة بخبراء المركز القومي لبحوث المياه لإعداد الدراسات الهيدرولوجية والهيدروليكية والأعمال المساحية والخرائط الكنتورية لموقع السد وبحيرة التخزين، وكذلك الدراسات الجيولوجية والجيوتكنيكية والإنشائية والبيئية وأعمال التصميمات المبدئية للسد والمنشآت التابعة له.

كما تم التعاقد مع وزارة الكهرباء والطاقة لإسناد أعمال التصميمات الخاصة بالمحطة الكهربائية وملحقاتها ودراسة الجدوى الاقتصادية لها من خلال إحدى الشركات المتخصصة التابعة لها، والتي تعاونت مع إحدى المكاتب الاستشارية الكبرى لإعداد الدراسات المطلوبة.

وقامت وزارة الري المصرية بالانتهاء من جميع الدراسات الفنية والاقتصادية وتسليمها إلى الجانب الجنوب سوداني في ورشة عمل ضخمة عقدت بمدينه واو بحضور السادة المسؤولين الحكوميين والفنيين وممثلي المجتمعات المدنية بالولاية وبعض الشركات الاستثمارية في شهر فبراير  ٢٠١٥.

الحد من مخاطر الفيضان

كان الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية المصري، قد أعلن في ختام زيارته لدولة جنوب السودان توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين البلدين لتنفيذ مشروع جديد للحد من مخاطر الفيضان بحوض بحر الجبل، والذي يهدف لحماية المدن والقرى الواقعة بحوض بحر الجبل من أخطار الفيضانات من خلال التدخل السريع بتنفيذ أعمال التطهيرات بمناطق الاختناقات بالمجرى المائي لبحر الجبل بالإضافة لتقوية الجسور الضعيفة أمام المدن والقرى المعرضة للفيضانات.

خبرة في إنشاء السدود

لم تكن المرة الأولى التي تساهم بها مصر في إنشاء السدود، فقد سبق وأن أسهمت في إنشاء سد «أوين» في أوغندا، وخزان جبل الأولياء في السودان، كما قامت بإنشاء العديد من سدود حصاد مياه الأمطار ومحطات مياه الشرب الجوفية لتوفير مياه الشرب النقية في المناطق النائية البعيدة عن التجمعات المائية مع استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في عدد كبير من الآبار الجوفية بما يسمح باستدامة تشغيلها، وتنفيذ مشروعات لتطهير المجاري المائية والحماية من أخطار الفيضانات، وإنشاء العديد من المزارع السمكية والمراسي النهرية، بالإضافة لما تقدمه مصر في مجال التدريب وبناء القدرات للكوادر الفنية من دول حوض النيل.

وكان نائب وزير خارجية جنوب السودان دينق داو دينق، قد أعلن أن بلاده تخطط لتحقيق حلم تطمح لتحقيقه منذ عقد من الزمان لبناء سد كبير على نهر النيل، لتوفير الكهرباء ومنع الفيضانات المدمرة.

مصر وجنوب السودان

دعم التنمية في حوض النيل

الإعلان عن سد «واو» وغيره من السدود وتعزيز أفق التعاون في مجالات المياه بين مصر ودول القارة السمراء، يؤكد دعم مصر للتنميه في دول حوض النيل وإفريقيا وأبلغ رد على الادعاءات الإثيوبية في أزمة «سد النهضة»، كما يعكس صدق نوايا الجانب المصري على مدار سنوات مضت قوبلت بالتعنت الإثيوبي وأحالت دون إحراز أي تقدم في المفاوضات.

يشار إلى أن المفاوضات الخاصة بسد النهضة بين دولتي المصب «مصر والسودان» ودولة المنبع «إثيوبيا» متوقفة منذ الجولة الأخيرة التي عقدت في كينشاسا في أبريل الماضي.

سد النهضة

وتصاعد حدة التوتر مؤخرًا مع إعلان أديس أبابا موعد الملء الثاني للسد في يوليو القادم، في خطوة تعتبرها الخرطوم «خطرا على الأمن القومي»، وتخشى مصر من تأثيرها السلبي على حصتها من مياه النيل.

وترفض أديس أبابا تدويل ملف سد النهضة وتتمسك بأفريقية الحل، فيما تسعى الخرطوم لاستئناف المفاوضات بوساطة لجنة رباعية وإشراف أمريكي وأممي، ومن الاتحادين الأفريقي والأوروبي، وهو ما تؤيده القاهرة.

ربما يعجبك أيضا