أردوغان يتأهب للغزو.. سوريا جديدة بالأفق الليبي

كتب – حسام عيد

تركيا تدق نواقيس الحرب برا وجوا وبحرا في ليبيا، أخيرا أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان صراحة وبلا مواربة، أنقرة سوف ترسل قوات إلى طرابلس مطلع يناير 2020.

الإعلان الأردوغاني يشرع الحدود والأبواب على مصاريعها تمامًا أمام التدخل التركي العسكري وما دون ذلك كلها إجراءات تجميلية حتى ولو كان بداعي الاستجابة لطلب رسمي من حكومة الوفاق الليبي.

وضاق الخناق على ميليشيات طرابلس ورئيس حكومتها فائز السراج، فتحولت إلى استدعاء التدخل التركي أملا في وقف زحف الجيش الوطني لتحرير العاصمة، وهذا ما جاء بطلب رسمي يوم الخميس الموافق 26 ديسمبر 2019.

تونس تقطع طرق أردوغان

ولا ريب أن المحصلة مؤلمة بامتياز وهي أن الصراع الدائر هناك سوف يدخل في بؤرة خلافات إقليمية ودولية على أوسع نطاق.

وما يكشف عن التخبط بحسابات أنقرة والعجلة غير المحسوبة ما كشفت عنه البيانات الصادرة عن الرئاسة التونسية التي جاءت قاطعة كل الطرق على أي هواجس بأنها لن تدخل في أي تحالف أو اصطفاف على الإطلاق، مشددة على أنها لن تقبل أبدًا بأن يكون أي شبر من ترابها إلا تحت السيادة التونسية.

وأكدت أن ما اعتبرته تأويلات وادعاءات زائفة تتبع نفس المصادر التي دأبت على الافتراء والتشويه.

يأتي الرد التونسي الحازم بعدما حاول وزير الداخلية في حكومة الوفاق الزج بتونس في صراع وأعلن أن هناك تحالف ليبي مشترك مع تونس والجزائر وتركيا.

معارضة دولية للعدوان التركي

التورط التركي في ليبيا تقابله معارضة دولية؛ حيث أعربت موسكو عن قلقها، وقال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي اتفقا على أن الموقف في ليبيا يجب حله بالطرق السلمية.

كما ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفق مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي على رفض الاستغلال الخارجي على الأراضي الليبية.

تكرار النموذج السوري

التطورات التركية المتسارعة ساهم في عجلتها الاتفاقين الذين وقعتهما أنقرة شهر نوفمبر الماضي مع حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج.

ويخص أحدهما التعاون الأمني والعسكري والآخر يتعلق بالحدود البحرية في شرق المتوسط، ولكن الحسابات التركية بغلوها تتجاوز كل ما هو متوسط.

وترجمت وعود أردوغان للسراج بمدد عسكري، في خطوة أولى بإرسال ما يزيد عن ألف مقاتل سوري من التنظيمات المتطرفة للقتال إلى جانب الميليشيات.

ويأتي دفع تركيا بمخزونها الاستراتيجي من المقاتلين المتطرفين، في ظل تخوف أنقرة من سقوط طرابلس بأيدي الجيش الوطني الليبي، وخسارة أحد أهم معاقل حلفائها الإيديولوجيين، في انتظار إقرار البرلمان إرسال الدعم العسكري المباشر لحكومة السراج.

وتشير المعلومات إلى أن المراكز التي فتحتها فصائل مسلحة سورية موالية لأنقرة، لتسجيل أسماء الأشخاص الراغبين بالذهاب للقتال في ليبيا، تعد لوائح بما يزيد عن 8 آلاف مسلح أغلبهم من التركمان السوريين، الذين غادروا الأراضي السورية باتجاه مدينة غازي عنتاب التركية ومنها إلى ليبيا عبر مسارات مختلفة.

وتعد أنقرة المقاتلين السوريين برواتب مغرية، وتسهيلات لعائلاتهم المقيمة في مناطق النفوذ التركي.

وإن كانت حكومة السراج تجاهر بطلب مساعدة عسكرية من أنقرة، فإنها تخفي تواطؤها في جعل البلاد ساحة أخرى للإرهاب الدولي متعدد الجنسيات، مما ينذر بتكرار النموذج السوري في ليبيا، وفق تحذيرات مراقبين.

ربما يعجبك أيضا