أقمار صناعية للتجسس بالإيجار.. شركات تكنولوجية تربح المليارات بعد حرب أوكرانيا «تفاعلي»

هالة عبدالرحمن

تزامن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا مع طفرة في عدد وتطور أقمار المراقبة التجارية التابعة للشركات الخاصة.


قامت إحدى أكبر وكالات الاستخبارات الأمريكية بتجنيد 3 شركات تجارية تابعة للأقمار الصناعية للمساعدة في التجسس على الأنشطة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ووقّع مكتب الاستطلاع الوطني “NRO”، الذي يمتلك ما لا يقل عن 50 من أقمار جمع المعلومات الاستخبارية الخاصة به، صفقة بمليارات الدولارات مع الشركات التي كانت تقود المجال في فضح الإجراءات الروسية في أوكرانيا، بما في ذلك نهب صادرات الحبوب الحيوية، وفقًا للتايمز.

دور الأقمار الصناعية في مساعدة الأوكرانيين

أفاد تقرير، نشرته التايمز، أمس الجمعة 27 مايو 2022، بأن صور الأقمار الصناعية التجارية لعبت دورًا مهمًّا في مساعدة الأوكرانيين في التخطيط لهجمات مضادة ضد القوات الروسية ومدرعاتهم، وكشف للعالم عن الإجراءات التي اتخذتها القوات الروسية منذ 24 فبراير يوم إعلان الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

ونشرت شركة ماكسار تكنولوجي، التي حصلت على عقد مدته 10 سنوات من  مكتب الاستطلاع الوطني الأمريكي بقيمة 3.24 مليار دولار، صور الأقمار الصناعية هذا الأسبوع التي أظهرت سفينتي شحن ترفعان العلم الروسي.

كشف خدع بوتين الحربية

حتى قبل وصول القوات الروسية إلى أوكرانيا، كشفت الأقمار الصناعية خطط الكرملين وخدع بوتين عندما قال إن قواته المحتشدة على الحدود تتراجع، أظهرت الأقمار الصناعية عكس ذلك، وأن روسيا قامت ببناء جسر من بيلاروسيا للدبابات لعبور نهر إلى أوكرانيا، حسبما قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “بلانيت” للأقمار الصناعية، ويل مارشال.

مارشال أوضح أن أسطوله، المكون من 200 قمر صناعي يقوم بمسح أنحاء أوكرانيا مرة واحدة يوميًّا. تبلغ دقة الأقمار الصناعية للشركة حوالي 9 أقدام ، وهو مقياس لمستوى التفاصيل التي يمكن لأجهزة الاستشعار تصويرها، ويمكنها تحديد التغييرات على الأرض.

عقود الاستخبارات الأمريكية مع شركات الأقمار الصناعية

أعلن مكتب الاستطلاع الوطني في واشنطن، الأربعاء الماضي، عن عقود بمليارات الدولارات على مدى العقد المقبل لثلاث شركات لتصوير الأقمار الصناعية، وهي ماكسار وبلانيت وبلاك سكاي، وفقًا للتايمز.

وكشفت ماكسار أن عقدها الخاص لمدة 10 سنوات تبلغ قيمته 3.24 مليار دولار، مع عقد أساسي مدته 5 سنوات بقيمة 1.5 مليار دولار وعقود اختيارية تصل إلى 1.74 مليار دولار، وتبلغ قيمة عقد بلاك سكاي ما يصل إلى 1.02 مليار دولار على مدى 10 سنوات، حسبما كشفت الشركة في ملف، لكن لم تكن قيمة عقد بلانيت متاحة على الفور.

توسع تاريخي لشركات الأقمار الصناعية

وصف مكتب الاستطلاع الوطني الأمريكي، بحسب واشنطن بوست، العقود بأنها “توسع تاريخي” لاستراتيجيتها، مشيرًا إلى أنه “يزيد من قدرتنا على الصمود ويمكّننا من اتباع نهج متكامل للأمن القومي”، وتُعد الوكالة الأمريكية التي تدير مجموعة واسعة من قدرات الاستخبارات عبر الأقمار الصناعية، بما في ذلك تشغيل أقمارها الصناعية المصنفة.

وارتفعت أسهم بلاك سكاي بأكثر من 99% في التداول بينما ارتفعت أسهم بلانيت 14%، وارتفعت أسهم ماكسار 20% خلال تعاملات جلسة الأربعاء.

التجسس لصالح الإدارة الأمريكية وحلفائها

قال مسؤولو شركات تكنولوجيا الأقمار الصناعية لوول ستريت جورنال إنه يوجد مئات الأقمار الآن في المدار،  لنقل البيانات إلى الولايات المتحدة والحكومات الحليفة، وأحيانًا بقدر مباشر إلى سلطات كييف لمساعدتهم في صد القوة الغازية لروسيا، وكذلك إلى الجماعات الإنسانية لمساعدتهم على رسم خريطة للفوضى وإجلاء المدنيين.

وكشف تحليل وول ستريت جورنال لمقاطع الفيديو والصور وصور الأقمار الصناعية من 4 أسابيع، كيف دمرت القوات الروسية البنية التحتية المدنية من خلال سلسلة من القذائف، مع وجود بقايا أسلحة تشير إلى استخدام قنابل عنقودية ضربت أهدافًا مدنية في ماريوبول.

ومثلما يقول كبار مسؤولي الأمن القومي والمديرين التنفيذيين في الصناعة في الولايات المتحدة، إن استخدام الأقمار الصناعية بأسعار معقولة غيرت الحرب، ما جعل من الصعب على روسيا الاختباء أو التستر بشأن أعمالها العسكرية، نظرًا لتكنولوجيا الأقمار الصناعية التي سهلت أيضًا على وكالات الاستخبارات الأمريكية رفع السرية ومشاركة بعض أسرارها الخاصة.

ربما يعجبك أيضا