أمام الأمم المتحدة .. “ترامب” يصر على استكمال العقوبات ضد إيران

يوسف بنده

رؤية

تصدر “خطر إيران” أجندة خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، حيث شن هجوما حادا على الجمهورية الإسلامية.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن على إيران أن تغير نبرتها قبل أن اللقاء بينهما، معرباً في الوقت ذاته عن أمله بعلاقة عظيمة مع إيران في المستقبل.

وشدد ترامب على أن سلطات إيران لا تحترم جيرانها وتنشر الفوضى والدمار في المنطقة، معربا عن عزم الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية بعد بدء سريان الحظر الأمريكي على الصادرات النفطية الإيرانية في 5 نوفمبر المقبل.

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن طهران استغلت الاتفاق النووي المبرم بينها والقوى الكبرى في عام 2015 لتعزيز تمويلها لبرنامجها الصاروخي، مضيفا أن دولا في الشرق الأوسط دعمت قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الصفقة.

وقال ترامب إن القيادة الإيرانية نهبت خيرات شعبها لتمويل أنشطة “عملائها” في المنطقة، وتابع أن واشنطن تعمل مع دول مستوردة للنفط الإيراني لمنع طهران من تمويل أنشطتها المزعزعة للاستقرار، مناشدا زعماء العالم الإسهام في عزل طهران ما لم تغير سلوكها.

كما حمّل سيد البيت الأبيض الحكومة الإيرانية المسؤولية عن تمويل وإطالة أمد النزاع السوري، قائلا: “يجب أن يضم أي حل لتسوية الأزمة الإنسانية في سوريا طرح استراتيجية للتصدي للنظام العنيف الذي يؤججها ويمولها.

التأكيد على العقوبات

وتطرق الرئيس ترامب في كلمته إلى الإجراءات التي اتخذتها بلاده ضد جمهورية إيران الإسلامية، مؤخرًا، خاصة قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي، وإعادة فرض العقوبات على النظام الإيراني، مشيرًا إلى أن “الديكتاتوريين في إيران يؤيدون القتل ولا يحترمون جيرانهم ولا حدودهم ولا سيادة الدول، بل إنهم نهبوا مصادر الأمم وملأوا بها جیوبهم ومن ثم نشروا الفوضى بكافة أرجاء الشرق الأوسط”، مؤكدًا أن “شعبَ إيران غاضب، وله الحق، لأن قادته سرقوا المليارات من الدولارات من الخزينة الإيرانية وصادروا أجزاء مهمة وثمينة من الاقتصاد ونهبوا الوقف الدیني للبلاد وذلك لإنفاق الأموال علی عملائهم لشن الحروب وهذا أمرٌ سيئ”.

وأضاف ترامب أن “شعب إيران دفع ثمنًا باهظًا بسبب سياسة قادته التوسعية، ولهذا فالکثير من دول الشرق الأوسط دعمت وبقوة قرار انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة الإيرانية السيئة التي أبرمت عام 2016”.

وقال: “إن نظام الجمهورية الإسلامية حقق مكاسب كبيرة من الاتفاق النووي، وصل إلى نحو 40 في المائة من مجمل دخله، وإن طهران استخدمت هذه الأموال لبناء الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية والقمع الداخلي وتمويل الإرهاب وبث الدمار والمذابح في سوريا واليمن. وقد بدأت الولايات المتحدة عقوبات على النظام الإيراني عبر الضغط الاقتصادي، حتى نحرم النظام من الأموال التي يحتاجها لتنفيذ خطته الدموية”.

وقال ترامب: “إن العقوبات الصارمة التي کانت قد رُفعت بموجب صفقة إيران، عادت، وسوف تُستأنف عقوبات أخرى في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وستليها عقوبات أکثر وأکثر.. ونحن نتحاور الآن مع الدول التي تستورد النفط الخام من إيران، حتى تخفض من مشترياتها بشکل ملموس.. لا يمکن لنا أن نسمح لأکبر راعٍ للإرهاب في العالم بأن يمتلك أخطر أسلحة الکوکب، ولا يمکن لنا أن نسمح لنظام ينادي بـ(الموت لأميرکا) ويهدد إسرائيل بالدمار والمحو، لن نسمح له بأن يمتلك وسائل الوصول برأس حربي نووي لأي مدينة على وجه الأرض”.

وفي نهاية كلامه عن إيران لم ينس ترامب أن يدعو زعماء العالم إلى أن ينبذوا نظام جمهورية إيران، حتى يصبح العالم أكثر أمنًا، حسب قوله.

خطاب منتظر

من جهته يرتقب ان يؤكد روحاني في خطابه أن إيران تواصل التزامها بالاتفاق الموقع في 2015 وان يندد بالولايات المتحدة بسبب خرقها التزاماتها الدولية.

ورغم أن الرئيسيين الاميركي والإيراني سيتحدثان من نفس المنبر، إلا أنهما استبعدا عقد لقاء بينهما على هامش الاجتماع.

والثلاثاء أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إنه لا يعتزم لقاء الرئيس الإيراني.

وكتب ترامب على تويتر “لا أنوي لقاء الرئيس حسن روحاني رغم وجود مطالب” بذلك، مضيفا “ربما يوما ما في المستقبل. أنا متأكد بأنه رجل رائع!”

وحسب شبكة “سي ان ان” الأمريكية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن على إيران أن تغير نبرتها قبل أن اللقاء بينهما، معرباً في الوقت ذاته عن أمله بعلاقة عظيمة مع إيران في المستقبل.

ومنذ انسحابها من الاتفاق تقول واشنطن إنها تسعى لزيادة الضغط على إيران التي تتهمها بنشر الفوضى في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

وقال جون بولتون مستشار الامن القومي لترامب “كما قلت مرارا، تغيير في النظام في إيران لا يشكل جزءا من سياسة الإدارة” الأميركية. واضاف “فرضنا عقوبات مشددة للغاية على إيران وسنفرض المزيد، وما نتوقعه من إيران هو تغيير هائل لسلوكها”.

وعقب اجتماع في ساعة متأخرة الإثنين أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني عن إنشاء كيان قانوني جديد بهدف مواصلة التجارة مع إيران ولا سيما شراء النفط الإيراني.

وقالت موجيريني للصحافيين وإلى جانبها وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن هذا الكيان “سيتيح للشركات الأوروبية مواصلة التجارة مع إيران وفقاً للقانون الأوروبي، ومن الممكن أن ينضمّ إليه شركاء آخرون في العالم”.

وصرح روحاني أنه لا يخطط للقاء ترامب خلال وجوده في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة ووصف عرض ترامب بأنه “ليس صادقا ولا نزيها”.

وكشرط مسبقا لأي حوار قال روحاني إن على ترامب أن يصلح الضرر الذي تسبب به بالانسحاب من الاتفاق النووي. وقال لشبكة “إن بي سي” إنه “يتعين إعادة بناء ذلك الجسر”.

والأربعاء سيترأس ترامب للمرة الأولى اجتماعا لمجلس الأمن حول منع انتشار أسلحة الدمار الشامل سيسمح له بتأكيد مطالبته بموقف دولي أكثر تشددا مع إيران.

وقال روبرت مالي رئيس مجموعة الأزمات الدولية “يبدو أن موقف إدارة ترامب تجاه إيران يمكن اختصاره بالقول: لنضغط ونرى ما سيحصل”.

ربما يعجبك أيضا