أنقرة وبروكسل.. بين سلم العضوية وثعبان الشروط

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

المسافة التي تفصل تركيا عن الاتحاد الأوروبي تتسع مع كل تطور جديد.. عقبات جديدة تعترض طريق أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

فعلاقة تركيا بالاتحاد الأوروبي باتت أشبه بلعبة السلم والثعبان، كلما حاولت تركيا مؤخرًا صعود سلم العضوية في الاتحاد الأوروبي من خلال تحسين علاقاتها الثنائية مع ألمانيا وفرنسا، يقذف بها ثعبان شروط العضوية إلى المربع الأول من جديد.

تعليق مفاوضات الانضمام

قبل أسأبيع من موعد مقترح لقمة تركية أوروبية لبحث العلاقات بين الطرفين، صوتت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي على قرار يدعو إلى تعليق التفاوض مع أنقرة بشأن انضمامها للاتحاد الأوروبي، ما أثار انزعاج أنقرة التي وصفته بـ”غير المقبول”.

المفوضية الأوروبية ودول أعضاء انتقدت عدم احترام أنقرة لحقوق الإنسان والحريات المدنية، بالإضافة إلى تأثير الحكومة على السلطة القضائية والنزاعات الإقليمية مع قبرص وجيران آخرين. عضو بالبرلمان الأوروبي قال: إن تقويض الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا ما يجعل انضمامها للاتحاد مستحيلاً في المرحلة الحالية.

مسودة التقرير الذي يقترح أن يعلّق الاتحاد رسمياً محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد من المنتظر أن تعرض على الجمعية العامة للبرلمان الأوروبي للتصويت عليه يوم الـ13 من مارس المقبل.

أنقرة وبروكسل.. رسائل متبادلة

رغم قبول الاتحاد الأوروبي ترشح تركيا لعضويته عام 1999، إلا أن الأوروبيين وضعوا كثيراً من الشروط أمام أنقرة لتتعثر مفاوضات العضوية بين الطرفين عدة مرات.

فأنقرة -بحسب بروكسل- ابتعدت كثيراً عن المعايير الأوروبية في ظل تواصل حملات المداهمة والاعتقال للمعارضين، وما وصفته بـ”أجواء الخوف” منذ الانقلاب الفاشل في تموز 2016، وعمليات التطهير التي قامت بها تركيا ضد من اعتبرتهم أنصار الانقلاب.

رسائل عدة يرسلها البرلمان الأوروبي لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مفادها أن الاتحاد لن يفتح بابه لنظام مستبد.

حلم يتبدد

الخطوات التركية الأولى على طريق العضوية في أوروبا استغرقت نحو خمسين سنة، منذ أن طالبت أنقرة بالعمل المشترك مع المجموعة الاقتصادية الأوروبية التي ظهرت عام 1963. لكن مفاوضات انضمام تركيا بدأت رسميا عام 2005. 

في عام 2013، قرر الاتحاد الأوروبي تأجيل المباحثات حول انضمام تركيا إلى أوروبا بعد تقدم ألمانيا بالمبادرة بتأييد من النمسا إثر العنف الذي تعاملت به الحكومة التركية مع المتظاهرين والمعارضين.

ورغم إعلان أنقرة أنها لا تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأنها يمكن أن تطرق باب منظمة شانغهاي للتعاون، وهي كيان تقوده الصين وروسيا. إلا أن أردوغان أكد في أكثر من مناسبة على أن “الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي يبقى هدفاً استراتيجياً لتركيا”، وهو ما يستبعده قادة أوروبيون أبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أكدت أن الحلم التركي أشبه بالمستحيل.

ربما يعجبك أيضا