إيران تقايض “زاجاري”.. التجسس مقابل الحرية

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

منذ اعتقال إيران لموظفة الإغاثة البريطانية نازانين زاجاري راتكليف في طهران، تتحرك الدبلوماسية البريطانية لإطلاق سراحها، وأخر تلك التحركات هو استدعاء وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت، للسفير الإيراني في لندن يطالبه بتقديم توضيحات بشأن الوضع الصحي لـ”زاجاري” وإطلاق سراحها.

جاءت تلك المطالب بعد دخول المعتقلة البريطانية في إضراب عن الطعام احتجاجًا على استمرار سجنها وظروف اعتقالها، ويقول زوج “زاجاري” ريتشارد راتكليف أن السلطات الإيرانية لا تسمح لها بتلقي العلاج المناسب لوضعها الصحي وهو أحد أسباب دخولها في إضراب عن الطعام.

اعتقلت السلطات الإيرانية موظفة الإغاثة البريطانية من أصل إيراني البالغة من العمر 40 عامًا، في أبريل 2016، في مطار طهران عقب زيارة عائلية، ووجهت لها تهم التآمر لإسقاط النظام، وحكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات، ونفت “زاجاري” هذه التهم، وتدير الناشطة مؤسسة خيرية مع مؤسسة “تومسون رويترز” الخيرية.

وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، قال زوجها ريتشارد راتكليف والذي التقى هانت، أمس الإثنين، أنه يسعى إلى أن يحصل على “حماية دبلوماسية” لزوجته، تجبر إيران على السماح لدبلوماسيين بريطانيين بتفقد حالتها الصحية.

وكان راتكليف قد أشاد في وقت سابق بتصريحات وزير الخارجية البريطاني الأكثر صرامة، لكنه قال إن الوقت قد حان لفعل المزيد تجاهها، مشيرا إلى أن طلب توفير الحماية الدبلوماسية قد تم طرحه قبل أكثر من عام، وأضاف “إن قرار الكشف عن ضغوط زوجته من الحرس الثوري الإيراني للتجسس عن طريق وظيفة مع هيئة الإغاثة البريطانية كان صعبا، لكنه روعه التحذير المرتبط بأنه إذا لم توافق على العرض فستكون هناك عواقب بالنسبة لها ولعائلتها.

ويضيف زوجها “رفضت “زاجاري” العرض على الفور وأصرت على أنها لا تريد التجسس لصالح آي من البلدين، مؤكدًا أن زوجته استخدمت كورقة مساومة واضحة، بحسب الصحيفة.

وكانت “زاجاري” أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر أنها ستقوم بالإضراب إلى جانب سجينة إيرانية احتجزت في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي، مما دفع السلطات إلى تقنين طعامها ووقف المكالمات الهاتفية الأسبوعية مع زوجها.

قالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “طومسون رويترز” مونيك فيلا، إنها “قلقة للغاية” بشأن إضراب “زاجاري” عن الطعام احتجاجًا على معاملتها، وإن حرمانها من دخول المستشفى بعد ظهور “كتل” في ثدييها في ديسمبر هو شكلا من أشكال التعذيب البطيء، مؤكدة إنها بريئة ولا علاقة لها بالتجسس وطالبت بالإفراج الفوري عنها.

قضية “زاجاري” واحدة من قضايا عديدة لسجناء أجانب في إيران يواجهون تهما بالتجسس لجهات أجنبية وتهديد الأمن القومي والتآمر لتغيير النظام، وتصدر بحقهم أحكام قاسية قد تصل إلى الإعدام رغم عجز السلطات الإيرانية تقديم أدلة واضحة ضد المتهمين، مما دفع العديد من الدول الغربية إلى نصح رعاياها بعدم السفر إلى إيران.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: “ناقش وزير الخارجية مسألة الحماية الدبلوماسية مع ريتشارد راتكليف وسوف يواصل النظر بهذا الشأن، إلى جانب جميع الخيارات الأخرى في قضية نازانين وحالات المواطنين الآخرين مزدوجي الجنسية المحتجزين في إيران”، متعهدا بأنه سيفعل كل ما في وسعه لإعادة زوجته.

وتقول الصحيفة نقلا عن زوج نازانين ريتشارد راتكليف، إن محققا من الحرس الثوري زار زوجته في 29 ديسمبر الماضي، بعد مرور 1000 يوم على احتجازها وطلب منها التجسس لصالح طهران وقال لها إن ذلك سيجعلها في أمان هي وأسرتها حال موافقتها.

وبحسب الصحيفة، قال السفير الإيراني في المملكة المتحدة حميد بينيدج، إن تدخل هانت في الشؤون الداخلية لإيران لن يساعد زاجاري راتكليف، بل سيزيد من عداء الشعب الإيراني تجاه المملكة المتحدة.

ربما يعجبك أيضا