الأردن في مواجهة كورونا.. التراخي والعزوف عن اللقاح يمهدان الطريق للموجة الثالثة ‎

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق                                

عمّان – بعد مضي أسبوع على خطة فتح القطاعات تدريجيا، للوصول إلى الصيف الآمن في الأردن من جائحة كورونا، عادت التحذيرات الحكومية مجددا للتنبيه من حالة التراخي وعدم الالتزام بسبل الوقاية من الوباء.

وبدأت الحكومة الأردنية، يوم الثلاثاء الأول من حزيران يونيو الجاري، تنفيذ أولى مراحل خطتها والي تستمر حتى مطلع أيلول المقبل مقسمة على ثلاث مراحل.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة المهندس صخر دودين، إن الفرق التفتيشية من الجهات الرقابية على المنشآت والأفراد، رصدت تراجعاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية في مستويات الالتزام بسبل الوقاية من وباء كورونا المستجد.

وأكد دودين في تصريحات لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن “هذه المؤشرات خطيرة ومقلقة، وتنعكس سلباً على الحالة الوبائية في المملكة التي شهدت استقراراً خلال الأسابيع الماضية”.

ولفت إلى أن هذه المؤشرات قد تعيق السير قدما في خطة فتح القطاعات للوصول إلى الصيف الآمن.

وشدد دودين على أن الحكومة ستكثف الجهود الرقابية لمتابعة مدى التزام المنشآت والأفراد بالإجراءات الوقائية من الوباء وتنفيذ أوامر الدفاع الصادرة بهذا الخصوص، مع الاستمرار في تسريع حملات التطعيم لمختلف القطاعات، بهدف الوصول إلى تطعيم أكبر عدد من السكان. 

ويسعى الأردني، لتلافي عودة الوباء إلى المملكة من خلال موجة ثالثة. 

وأكد دودين أهمية استمرار اتباع سبل الوقاية خاصة الالتزام بالكمامات والمحافظة على التباعد الجسدي واستخدام المعقمات وتفادي الاكتظاظ والتجمعات، سيما مع تسجيل إصابات من متحورات فيروس كورونا المستجد خلال الفترة الماضية والتي تمتاز بسرعة انتشارها، محذراً من أن الوباء لم ينتهِ بعد.

تطورات الحالة الوبائية 

ويوم الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة، تسجيل 8 وفيات و599 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في المملكة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 9549 وفاة و741101 إصابة منذ بدء رصد الجائحة في منتصف آذار مارس 2020.

وأشار الموجز الإعلامي الصادر عن وزارة الصحة إلى أن عدد الحالات النشطة حاليّا وصل إلى 8745 حالة، بينما بلغ عدد الحالات التي أدخلت اليوم إلى المستشفيات 52 حالة.

 كما بلغ عدد الحالات التي غادرت المستشفيات 67 حالة، في حين بلغ العدد الإجمالي للحالات المؤكّدة التي تتلقى العلاج في المستشفيات 490 حالة.

وسجلت 842 حالة شفاء، ليصل العدد الإجمالي لحالات الشفاء المتوقعة بعد انتهاء فترة العزل 14 يوماً إلى 722807 حالة.

فيما بلغت نسبة الفحوصات الإيجابيّة نحو 2.75%. 

وبلغ عدد الذين جرى إعطاؤهم الجرعة الأولى من لقاحات كورونا بلغ 1865538 شخصاً والجرعتين 592496 شخصا، فيما بلغ عدد المسجلين على المنصة لتلقي اللقاح 2775614 شخصا.

ومنحت المؤسسة العامة للغذاء والدواء إجازة طارئة لاستعمال لقاح موديرنا، بعد الانتهاء من دراسة الملفات الفنية المقدمة من قبل الشركة.

تحذير من التراخي والعزوف عن اللقاح 

بدوره، دعا وزير الصحة، الدكتور فراس الهواري، إلى عدم التراخي حيال تطبيق إجراءات السلامة ووسائل الوقاية؛ لأن من شأن ذلك أن يفاقم الوضع الوبائي بعد أن استقر بنسب مريحة بعد الانتهاء من الموجة الثانية لتفشي فيروس كورونا.

وأكد وزير الصحة، في بيان صحفي، ضرورة الالتزام بإجراءات السلامة ووسائل الوقاية من فيروس كورونا، خاصةً بعد تسجيل عدد من الإصابات بمتحورات الفيروس.

وشدد على ضرورة عدم التراخي في تطبيق تعليمات وإجراءات الوقاية والسلامة العامة من قبل المواطنين والمقيمين على أراضي المملكة والزائرين والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمنشآت العامة والخاصة والتجارية.

وحث الهواري المواطنين والمقيمين على ضرورة التسجيل على منصة التطعيم والإقبال على تلقي المطاعيم، كونها تعتبر إحدى الركائز الرئيسة والمهمة للوقاية من فيروس كورونا. 

كما دعا إلى عدم العزوف عن تلقي أي نوع من أنواع المطاعيم المتوفرة، وضمن المواعيد المحددة والمرسلة للناس برسائل نصية كونها كلها آمنة وفعالة.

موجة ثالثة 

ويؤكد أطباء وخبراء في القطاع الصحي، أنه وفي حال تأثر الأردن بموجة ثالثة، فإنها ستكون أقل حدة وأعداد الوفيات والدخول إلى المستشفيات ستكون أقل أيضا. 

لكنهم أكدوا أن ما يحدد قوة الموجة الثالثة من ضعفها هو الإقبال على أخذ اللقاح والاستمرار في اتباع وسائل الوقاية من انتشار الفيروس.

وفي هذا السياق، قال القائم بأعمال نقيب الأطباء الدكتور محمد الطراونة في تصريحات صحفية، إن الأردن يمر حاليا بمرحلة استقرار وبائي عقب الموجة الثانية، فيما احتمالية حصول موجة كورونا ثالثة لا تزال عالية.

وأوضح أنه وفي ظل غياب دراسات دقيقة للمناعة المجتمعية، قدر الطراونة، نسبة هذه المناعة بين الفئات المستهدفة كافة – فوق الـ18- عاما بقرابة الـ45-50%، معتبرا أن هذه النسبة من العوامل المطمئنة.

وأشار إلى أن المناعة المجتمعية تتأتى بسبب طبيعي وآخر صناعي، فالطبيعي يتمثل بالإصابة بالفيروس، أما الصناعي فهو تلقي اللقاح.

واعتبر أن كل العوامل الصحية في الأردن مطمئنة من حيث قدرة القطاع الصحي وأعداد متلقي اللقاحات والمناعة المجتمعية باستثناء وجود الطفرات في الأردن والتي تعتبر العامل الوحيد المقلق.

ربما يعجبك أيضا