الأردن في مواجهة كورونا.. حظر “شامل وصارم” ليومين رغم الانتقادات

علاء الدين فايق

رؤيـة – علاء الدين فايق 

عمّان – دوت صافرات الإنذار في عموم أرجاء الأردن، ليسري بذلك قرار حظر التجول الشامل لمدة 48 ساعة، فيما تشرف القوات المسلحة على تنفيذ الخطة الرامية للحد من تفشي جائحة كورونا، رغم سيل الانتقادات والاعتراضات على القرار.

ومنذ ساعات عصر الخميس، بدأ مركبات الجبش والأجهزة الأمنية، بإقامة نقاط الغلق على كافة المداخل والمخارج لمحافظات المملكة بالمشاركة مع مختلف الأجهزة الأمنية.

وتسعى خلية إدارة أزمة كورونا، للتخفيف من أعداد الإصابات اليومية واتاحة المجال لتسهيل عمل فرق التقصي الوبائي.

ويبدأ حظر التجوّل الشامل من الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة الخميس، ولمدة 48 ساعة، لينتهي منتصف ليلة السبت/ الأحد المقبل.

وسيتكرر تطبيق حظر التجول الشامل بالآلية ذاتها خلال الأسابيع المقبلة وحتى إشعار آخر.

ولن يسمح لأحد من المواطنين بالخروج، بما في ذلك حملة التصاريح الإلكترونية.

وتستثنى فقط فرق التقصي الوبائي، والكوادر الطبية والتمريضية، وعدد محدود جداً من القائمين على ديمومة عمل المؤسسات والقطاعات الحيوية.

حصيلة أسبوعية غير مسبوقة

ومع حصيلة، اليوم الخميس، التي بلغت 13 وفاة و1317 إصابة جديدة بفيروس كورونا جميعها محلية، يكون الأردن قد سجل ارتفاعا غير مسبوق خلال الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول أكتوبر الجاري.

وفق التقرير الأسبوعي الصادر عن رئاسة الوزراء، فقد سجل الأردن من 2 إلى 8 تشرين الأول أكتوبر،  75 حالة وفاة و8416 إصابة بفيروس كورونا بينها 8366 حالة محلية.

وبلغت عدد الوفيات حتى مساء الخميس 131 حالة وفاة و20200 إصابة بفيروس كورونا، وفقا لوزارة الصحة.

كما بلغت حالات الشفاء من المرض خلال نفس الفترة 1025 حالة شفاء، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء في الأردن منذ بدء الجائحة 5575 حالة.

ويأتي هذا الارتفاع اليومي المضطرد، في عدد الإصابات في الأردن بعد أن كان يسجل أعدادا قليلة جدا حتى حدود منتصف آب / أغسطس الماضي، وقبل ذلك ظل الأردن طوال أيام من دون إصابات تذكر.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم، يوم الثلاثاء تعليق دوام المدارس اعتبارا من الجمعة “وحتى إشعار آخر”، والتحول الى التعلم من بعد في كافة مدارس المملكة

.وسيشمل قرار حظر التجول المساجد والكنائس التي ستبقى مغلقة.

انتقادات للحظر الشامل

وعلى الرغم من تحذيرات الأمن وحكومة رئيس الوزراء عمر الرزاز الراحلة لكل من يتحدى حظر التجول الشامل ويخالف التعليمات خلال يومي الجمعة والسبت، تقول لجنة الأوبئة في المملكة إنها لم توص بفرض حظر التجول الشامل لمدة يومين.

فقد أكد وزير الدولة السابق لشؤون الإعلام أمجد العضايلة، الأربعاء، أنه سيتم التعامل بصرامة مع أي شخص يتحدى حظر التجول الشامل، مشيرا إلى أنه سيتم حجزه.

وبحسبه، فسيتم منح تصاريح بالحد الأدنى لبعض القطاعات خلال الحظر الشامل يومي الجمعة والسبت لديمومة العمل فيها.

وقال العضايلة إن القرارات المثالية صعبة جدا، وإن قرار حظر التجول الشامل مؤلم، فيما تم استثناء تاكسي المطار من قرار الحظر الشامل والسماح للمسافرين ومغادري المملكة بالتنقل.

ورغم أن الحكومة واثقة من فعالية قرارها بالحد من انتشار كورونا، يقول خبراء في علم الأوبئة إن الحظر الشامل في ظل صعود أعداد الإصابات والوفيات لا يمكن أن يفيد بشيء.

وقال الدكتور حسام أبو فرسخ في منشور له عبر صفحته الرسمية على فيسبوك ” أتمنى أن يتم التراجع عن الحظر الشامل لمدة يومين لأنه مضر جدا على الاقتصاد والصحة العامة وغير مفيد بتاتا لكورونا”.

وتوقع أبو فرسخ خلال هذه الموجة للفيروس أن تصل قمتها في الأردن وفي العالم مع نهاية شهر تشرين الأول أكتوبر وبداية تشرين الثاني نوفمبر”.

وقدر أن يصل عدد المصابين في الأردن إلى أكثر من نصف مليون شخص مصاب.

وقال “قد يكون عدد الإصابات الرسمية أقل من الإصابات الفعلية ولكن تذكروا أن عدد الإصابات الفعلية في أي مكان هي عشرة أضعاف الإصابات المكتشفة”.

100 محطة فحص 

من جانبه، قال مساعد الأمين العام لشؤون الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة الدكتور غازي شركس، إن الوزارة ستعتمد قريبا مراكز ومحطات ثابتة لإجراء فحوصات كورونا للمواطنين الذين يشكون من أعراض تنفسية في المناطق الأكثر اكتظاظا في مختلف محافظات المملكة.

وأضاف شركس أن عدد هذه المحطات سيزيد على 100 محطة في مديريات الشؤون الصحية في المحافظات.

وأكد أنه سيتم تشكيل فريق متخصص للدعم اللوجيستي لتفقد احتياجات المستشفيات الحكومية وجاهزيتها لاستقبال حالات كورونا وتعزيز عدد من مستشفيات الوزارة ورفع قدراتها الاستيعابية من خلال تعزيزها بالكوادر والأجهزة والمستلزمات الطبية القادرة على التعامل مع جميع الحالات المرضية المثبتة بفيروس كورونا التي تتطلب تحتاج إلى إدخال ومتابعة العلاج في غرف العزل وغرف العناية الحثيثة، إضافة إلى تزويدها بعدد كاف من أجهزة التنفس الاصطناعي.

وأشار شركس في بيان حصلت “رؤية” على نسخة منه، إلى أن الوزارة وضعت ضمن خطتها التوسع في أعداد فرق التقصي الميداني عبر زيادة التعيينات في الكوادر الطبية والتمريضية وفنيي المختبرات في الفترة الأخيرة، ما يساهم في الوصول إلى فحص المخالطين ومتابعة الوضع الوبائي للمرض في مختلف المناطق.

وفيما يتعلق بالوضع الوبائي توقع شركس تسجيل زيادة في أعداد الحالات المؤكدة بفيروس كورونا في الأيام القادمة رغم اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية من قبل وزارة الصحة ومختلف القطاعات بالتعاون مع وحدة إدارة الأزمات، كما تسعى الوزارة إلى تخفيف أعداد الوفيات من خلال تلك الإجراءات، على الرغم أن معدل أعداد الوفيات في الأردن هي ضمن المعدلات المتدنية حسب الإحصائيات العالمية.

ربما يعجبك أيضا