الإمارات والصين.. شراكة استراتيجية ومستقبل مشرق

الصين أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات بـ 15% من إجمالي التجارة

مصطفى خلف الله

تعتبر العلاقات التجارية بين الإمارات والصين قوية ومتعددة الأوجه، وبفضل دور الإمارات كمصدر رئيسي للنفط ومكانة الصين كمستهلك كبير للطاقة، تمتد الشراكة إلى ما هو أبعد من الطاقة لتشمل التعاون في البنية التحتية والبناء والاستثمارات.

ووقعت الدولتان اتفاقيات ثنائية، وتعمل الإمارات كلاعب رئيسي في مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث تساهم في التواصل الإقليمي، وفي حين توجد تحديات مثل الاختلافات الثقافية، فإن العلاقة تستمر في التطور مع احتمالات التنويع في القطاعات الناشئة مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة.

تعزيز التعاون في عدة قطاعات

وخلال اجتماع الطاولة المستديرة الذي عقد مؤخرا في دبي، ناقش الدكتور عبد الله الصالح وكيل وزارة الاقتصاد، ووانغ وينتاو وزير التجارة الصيني، سبل تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والعقارات والطاقة والتصنيع والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والصحة والنقل والتحول الرقمي.

وأدت إضافة الإمارات إلى مجموعة البريكس إلى توسيع نطاق الدولة الخليجية المتعدد الأطراف حيث انضمت إلى المجموعة التي كانت تتألف سابقا من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وإلى جانب الإمارات تم الترحيب بانضمام السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والأرجنتين إلى الحظيرة.

قطاعات استثمارية جديدة

بالنسبة للإمارات، يمثل هذا فرصة لتعميق العلاقات التجارية والاقتصادية مع الصين، ومن المتوقع أيضا أن تشهد هذه الخطوة استفادة لاقتصاد الإمارات، حيث من المتوقع أن يرتفع الاستثمار في مختلف القطاعات، بما في ذلك الفضاء والطب والتمويل والتكنولوجيا.

وستكون الذكرى الأربعون للعلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين في عام 2024 بمثابة تعميق التعاون التجاري والاستثماري بينهما.

حجم التجارة

في نوفمبر 2023، صدرت الصين 5 مليارات دولار واستوردت 3.04 مليار دولار من الإمارات بين نوفمبر 2022 ونوفمبر 2023، وزادت صادرات الصين بمقدار 141 مليون دولار (2.91%) من 4.85 مليار دولار إلى 5 مليارات دولار. بينما انخفضت الواردات بمقدار 1.46 مليار دولار (324%) من 4.5 مليار دولار إلى 3.04 مليار دولار.

وكانت أهم صادرات الصين إلى الإمارات هي أجهزة الكمبيوتر (341) مليون دولار)، والهواتف (298) مليون دولار)، والسيارات (168) مليون دولار)، والنسيج المنسوج من الخيوط الاصطناعية (121) مليون دولار). والسيارات قطع الغيار والملحقات (102) مليون دولار).

وكانت أهم واردات الصين من الإمارات هي النفط الخام (199) مليار دولار)، والغاز البترولي (314) مليون دولار)، وبوليمرات الإيثيلين (174) مليون دولار)، والبترول المكرر (129) مليون دولار)، والحديد شبه النهائي (44.1) مليون دولار).

الطاقة والنفط

تعتبر الإمارات الغنية بالموارد النفطية، مصدراً رئيسياً للنفط، وتلبي احتياجات الصين الكبيرة من الطاقة.

وبشكل هذا التعاون حجر الزاوية في علاقاتهما الاقتصادية، حيث تعتمد الصين على النفط الإماراتي لتغذية نموها الاقتصادي، وبشكل قطاع الطاقة والنفط محركاً رئيسياً، حيث يساهم بشكل كبير في تحقيق هذا الهدف القوة الشاملة واستدامة العلاقات التجارية الثنائية بين البلدين.

كشفت شركة النفط الوطنية الإماراتية “أدنوك” في 20 ديسمبر أنها وقعت اتفاقية مدتها 15 عاماً لتوريد ما لا يقل عن مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى إحدى الشركات التابعة لشركة “إي إن إن” للغاز الطبيعي الصينية.

وقالت أدنوك في بيان إنه سيتم الحصول على الغاز الطبيعي المسال بشكل أساسي من مشروع أدنوك للغاز الطبيعي المسال منخفض الكربون في الرويس والذي يجري تطويره حاليا في مدينة الرويس الصناعية بأبوظبي، ومن المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2028، عند بدء المشروع العمليات التجارية للمنشأة”.

تعتبر علاقات دولة الإمارات مع جمهورية الصين الشعبية نموذجاً بارزاً للعلاقات الثنائية الطيبة المبنية على الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، والتي تتوافق مع هذه المبادئ، حيث تدعم الصين السياسات والإجراءات التي تتخذها دولة الإمارات الاحترام سيادتها، وسلامة أراضيها، في حين تدعم الإمارات سياسة الصين الواحدة.

يتمسك البلدان بمبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومحلان القضايا الخلافية بالوسائل السلمية.

الإمارات شريكًا اقتصاديًأ رئيسياً للصين

وبما أن دولة الإمارات هي بالفعل ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، فإنها تسعى إلى مضاعفة حجم اقتصادها بحلول عام 2031، ووفقاً لوزير الاقتصاد عبد الله بن طوق، فإن هذا يرجع إلى حد كبير إلى مجموعة التدابير التي اعتمدتها الحكومة لتعزيز المرونة لاقتصادها مثل: ومنح ملكية أجنبية بنسبة 100%. وجذب المواهب والمهارات في كافة القطاعات، والاستفادة من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر والنمو غير المسبوق في التجارة الخارجية.

وتتمتع الإمارات والصين بعلاقة تجارية متبادلة المنفعة، وتعد الصين أكبر شريك تجاري الدولة الإمارات، حيث تمثل أكثر من 15% من إجمالي التجارة في البلاد. وتعد دولة الإمارات أيضا مستثمرا مهما في الصين، حيث يبلغ إجمالي استثماراتها أكثر من 2 مليار دولار أمريكي. وبالإضافة إلى التجارة والاستثمار، تتعاون الإمارات والصين أيضاً في مبادرات مختلفة، بما في ذلك استكشاف الفضاء، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا.

ربما يعجبك أيضا