الاعتداءات الإسرائيلية.. تخويف للمليشيات الإيرانية أم اختبار للمنظومة الروسية؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

تعبر الضربات الإسرائيلية التي شنتها مؤخرًا على مواقع للمليشيات الإيرانية في محيط العاصمة السورية دمشق، الأولى منذ تفعيل منظومة صواريخ “إس 300” الروسية.

اختبار صواريخ “إس 300” الروسية

في الوقت نفسه، أكدت قناة التليفزيون الإسرائيلي أن الهجوم جاء اختبارًا لمنظومة الدفاع الروسية بعد أن تولي عناصر من نظام الأسد مهمة تشغليها، هذه المعلومات قدمها رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال تومار مار  الذي نوه إلى أن هذه المنظومة ما زالت تحت إدارة ضباط روس.

هذا الاختبار يطرح سؤالًا مضمونه: ماذا تريد أن تختبر  تل أبيب في ظل التفاهمات المعلنة بينها وبين موسكو حول المنظومة واستهداف الوجود الإيراني في سوريا؟

مخاطر المواجهة بين حزب الله وإسرائيل

تأتي هذه الضربات الإسرائيلية تزامنًا مع التوتر الدائر في المنطقة بين طهران وواشنطن في منطقة الخليج، فالأمريكيون يعيدون انتشارهم العسكري البري والبحري، والإيرانيون يجتمعون بمليشياتهم في المنطقة، ويطلبون منهم الاستعداد لحرب بالوكالة.

وكانت صحيفة الجارديان البريطانية قد نشرت قبل أيام أن إيران نجحت في نقل قافلة من محافظة الأنبار العراقية إلى العاصمة السورية بنجاح.

وفي هذا السياق، قال موقع مونيتور في نسخته العبرية إن هناك تحذيرات داخل تل أبيب من أن شن ضربات في العمق السوري ضد أهداف إيرانية قد يستخدم كمسوغ لإشعال المنطقة، خاصة أن قناة التليفزيون الإسرائيلي الثالثة عشر نشرت تقريرا حول مخاطر المواجهة البحرية بين حزب الله وإسرائيل في أي حرب قادمة قد تنشب بينهم مستقبلا بشكل مباشر أو في سياق حرب أكبر ، تؤكد جميع الأطراف على رفضها وتحشد جميع الأطراف لها في الوقت ذاته.

حمولات مجهولة

تعتبر الكسوة التي شن عليها الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية، منطقة نفوذ للحرس الثوري الإيراني الذي أنشأ فيها منذ نحو عام مستودعات لتخزين أسلحته التي كانت في درعا والقنيطرة.

وفي مايو الماضي كشفت مصادر ميدانية أن الحرس الثوري أفرغ حمولات مجهولة في تلال الكسوة التي استهدفتها الضربات الأخيرة.
أجسام مضيئة

وسرعان ما انبرى الإعلام السوري الذي أكد أن الدفاعات السورية تصدت لأجسام مضيئة مصدرها إسرائيل، مشيرا إلى أن تلك الأجسام هى طائرات مسيرة دخلت من منطقة الجولان المحتلة دون أن يوضح كيف لطائرات مسيرة مثل هذه أن تحدث مثل تلك الضربات.

في الوقت نفسه كشفت مصادر محلية أن المنطقة شهدت استنفارا في كافة القطاعات العسكرية التابعة للفرقة الأولى لجيش النظام السوري، في حين شوهدت سيارات الإسعاف تهرع لمكان الضربات ما يشير إلى وقوع خسائر بشرية.

من جهتها، أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى “دخول أجسام غريبة من الأراضي المحتلة في أجواء المنطقة الجنوبية، والمضادات الأرضية تتعامل معها”، من دون أي تفاصيل أخرى.

وقال ناشطون إن طائرات إسرائيلية أطلقت من الجولان المحتل ثلاثة صواريخ على الأقل، استهدف اثنان منها مقر اللواء 90، في حين أسقطت الدفاعات السورية صاروخًا ثالثًا.

واللواء 90 هو أحد أبرز ألوية الجيش السوري، ويتولى الإشراف على محافظة القنيطرة، وسبق أن استهدف سابقًا من قبل إسرائيل.

قصف متواصل

وكثفت تل أبيب في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.

وفي 13 أبريل، أعلنت دمشق التصدي لقصف جوي إسرائيلي استهدف منطقة مصياف في محافظة حماة (وسط) وأسقطت صواريخ عدة، ما تسبب بإصابة ثلاثة مقاتلين بجروح وفق ما نقلت سانا حينها، فيما أفاد المرصد حينها أن القصف أدى إلى سقوط “قتلى من المقاتلين الإيرانيين”.

وتكرر إسرائيل أنها ستواصل تصديها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله.

 

ربما يعجبك أيضا