الحرب في أوكرانيا والخسائر في الضفة الغربية المحتلة

محمود

سوء الحظ يلاحق الفلسطينيين حتى في صراع ساحاته في قارة اخرى، لتنعكس نتائج الحرب الروسية الأوكرانية عليهم خسائر تتهدد وجودهم إن تم لإسرائيل ما تخطط له.


كثفت الحكومة الإسرائيلية جهودها، بالتعاون مع الوكالة اليهودية والجيش ومجلس الأمن القومي في تل أبيب والجبهة الداخلية وهيئات عدة ذات صلة، لاستكمال “خطة الطوارئ” التي وُضعت لاستقدام أكثر من 200 ألف يهودي من أوكرانيا ليستقروا في مستوطنات الضفة، التي تبتلع كل حلم فلسطيني بالدولة والاستقلال.

إسرائيل تجند أذرعها لانتزاع يهود أوكرانيا

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، أصدر تصريحًا جاء فيه: “إن المستوى السياسي الإسرائيلي قرر دعم الجالية اليهودية في أوكرانيا، والاستعداد لاستيعاب المهاجرين منها”.وأعلنت الوكالة اليهودية تدشين “خط ساخن للطوارئ لتزويد اليهود الأوكرانيين بالإرشادات والمعلومات المتعلقة بعملية الهجرة”.

والخميس، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: ” إن الوكالة اليهودية غُمرت بطلبات من يهود حاولوا الفرار من أوكرانيا إلى إسرائيل”. ويسمح القانون الإسرائيلي لليهود، دون غيرهم، بالهجرة الى إسرائيل دون أي معيقات او متطلبات.

مستوطنات في النقب ليهود أوكرانيا

أعلن قسم الاستيطان الإسرائيلي في المنظمة الصهيونية العالمية، التحرك لإنشاء 1000 وحدة سكنية استيطانية جديدة لاستيعاب اليهود الفارّين من أوكرانيا.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، عن رئيس قسم الاستيطان في المنظمة يشاي ميرلنغ، أنها وضعت خطة مفصلة لإنشاء منازل مؤقتة للعائلات اليهودية في أوكرانيا، التي تخطط للهجرة إلى إسرائيل، قبل أسابيع من بدء الحرب الروسية الأوكرانية. تتضمن مبانٍ سكنية بمساحات مختلفة تتراوح بين 55 إلى 90 مترًا مربعًا، كمجمعات لاستيعاب المهاجرين اليهود الجدد، وستقام المباني في مناطق قرب الحدود الشمالية في النقب، وادي عربة، وادي الينابيع بالقرب من بيسان، وفي وادي الأردن.

مآسي العالم ومعاناة الفلسطينيين

وتكثر في التاريخ الأمثلة على استغلال إسرائيل الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية لاستقدام اليهود في العالم إلى فلسطين وتحويلهم إلى مستوطنين، كحال اليهود في الدول العربية إبان النزاعات مثل اليهود اليمنيين أخيرًا،ويهود الفلاشة في إثيوبيا واستجلاب اليهود من أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية وغيرها.

ومع وصول أول فوج من يهود أوكرانيا إلى إسرائيل، وجهت وزيرة الهجرة والاستيعاب في حكومة الاحتلال الاسرائيلي دعوات للفنادق للاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من المهاجرين من دون تحديد الغرض. وأصدرت تعليماتها للاستعداد لاستيعابهم في مطار بن غوريون في اللد، بما في ذلك تسليم بطاقات الهوية واستيعابهم في مراكز الاستيعاب أو الفنادق ومرافقتهم خلال الفترة الأولى من وصولهم.

 تصعيد إسرائيلي لانشغال العالم بأوكرانيا

وقال السفير الفلسطيني لدى ليبيا محمد رحال، إن التصعيد الإسرائيلي بحق الفلسطينيين “تضاعف مع انشغال العالم بالأزمة الروسية الأوكرانية”.

واشار  معهد السياسات والاستراتيجيات الإسرائيلي ضمن ورقة عمل مشتركة أن القضية الفلسطينية أصبحت على هامش الخطاب إزاء الأحداث في الساحة الدولية، ومع ذلك تزداد قابلية الوضع في الضفة الغربية للانفجار مع تصاعد

الانتقادات الشعبية.

هجرات مستمرة

وفي العقد الأخير، أظهرت بيانات الوكالة اليهودية أنه منذ عام 2010 حتى ديسمبر/كانون الأول 2019 هاجر نحو 255 ألف يهودي إلى إسرائيل من 150 دولة تصدّرتها روسيا وأوكرانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإثيوبيا.

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للإحصاء أنه منذ نكبة فلسطين عام 1948 حتى عام 2020 قدم نحو 3.4 ملايين مهاجر يهودي إلى البلاد، 43.7% منهم هاجروا إلى البلاد منذ عام 1990.

وارتفعت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل بنسبة 31% في عام 2021، مقارنة بالعام الذي سبقه، فقد تم استقدام 20 ألفا و360 يهوديا، حسب إحصاءات وزارة الهجرة والوكالة اليهودية.

وحسب الوكالة، يبلغ عدد اليهود في العالم نحو 14.5 مليون نسمة، من بينهم6.8 ملايين في إسرائيل، ونحو 5.4 ملايين في الولايات المتحدة، ونحو 460 ألفا في فرنسا، ويتوزع الباقون في دول عديدة بخاصة في أوروبا الغربية.

 

 

 

ربما يعجبك أيضا