الحكومة تنفي والنشطاء يؤكدون.. شبح “الشيكونغونيا” يحاصر السودانيين في كسلا

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

تسيطر حالة من عدم الوضوح على الوضع الصحي في “كسلا”، حيث لا ينقطع الحديث، عبر وسم “كسلا  تحتضر” على وسائل التواصل الاجتماعي، عن انتشار نوع من الحمى في الولاية الواقعة شرقي السودان، فالأنباء متباينة وأعداد المصابين والضحايا تختلف بين الروايات، بشأن مرض حمى الكنكشة “الشيكونغونيا” هناك.

كسلا هي إحدى المناطق الواقعة في جنوب شرق السودان وتقترب من الحدود مع إريتريا، انتشر فيه مرض ينتقل بالعدوى يسمونه محليا كنكشة في السودان لكن منظمة الصحة العالمية تطلق عليه اسم الشيكونغونيا.

ما هو مرض الشيكونغونيا؟

الشيكونغونيا مرض فيروسي ينتقل عن طريق بعض بعوض والحشرات مثل “الإيديس” وتسمى البعوضة المتوحشة، ويسبب آلاما في المفاصل والقيء والحمى والطفح.

كلمة الشيكونغونيا تعني الإصابة بالانحناء، ومشقة الحركة وهي كلمة مشتقة من إحدى اللغات المحلية في المناطق المنتشر فيها المرض.

منظمة الصحة العالمية لم تعلن عن علاج أو دواء لهذا المرض لكنها تنصح بالوقاية من لسعات البعوض وتنظيف البرك القريبة من المناطق السكنية.

اكتشف الشيكونغونيا عام 1952 في جنوب تنزانيا، وراقبت منظمة الصحة العالمية انتشاره في السابق في 60 بلدًا على الأقل، لكن النسبة الأكبر لانتشاره كانت في أمريكا اللاتينية في عام 2015 .

أول من أعلن انتشار مرض غريب في كسلا هم مجموعة من الأطباء نهاية أغسطس الماضي عبر ردايو دبنقا، بدأ بخبر عن وفاة طفل وغلق المستشفى هناك، لكن المحير أن الحكومة أعلنت مؤخرا أن عدد المصابين بلغ نحو 11 ألف مصاب بالعدوى فقط، في الوقت الذي يتداول فيه نشطاء مواقع التواصل قوائم باسماء 153 حالة أو وفاة من الضحايا.

تضارب.. كسلا تحتضر

فتحت حملة هاشتاج “كسلا تحتضر” انطلقت الكومنتات التي تحمل صورا وفيديوهات ونداءات وتشكيك فيما تقوم به الحكومة، متهمين إياها بإخفاء الحقيقة.

في الوقت نفسه وفي صحيفة “الصيحة” أقسم والي ولاية كسلا، آدم جماع آدم على عدم وجود وفيات جراء تفشي حمى الشيكونغونيا “الكنكشة” في مدينة كسلا، وأكّد إصابة “10,935” مواطناً بالحمى.

وتعهّد آدم جماع بإنهاء المرض عن مدينة كسلا مطلع أكتوبر المقبل.

وقطع بأن المرض لم ينتشر خارج مدينة كسلا، مشيراً إلى أن إعلانه وفاة “7” أفراد بالمرض سابقاً كان قياساً على ارتفاع عدد المرضى وتقديره وفاة مريض من بين كل ألف مصاب.

وأشار جماع إلى أن البعض سعى إلى تضخيم وتهويل قضية المرض لتصفية حسابات شخصية مع حكومته وشخصه.

وحدد بعض الأطباء هذا النوع من الحمى بـ”الشيكونغونيا” التي تهدد بالانتشار إلى ولايتي بورتسودان والقضارف المجاورتين، وتحدثت مصادر غير رسمية عن حالات وفاة.

بينما يقول أطباء إن هذا النوع من الحمى لا يتسبب عادة في الوفاة، مطالبين بإجراء فحوص أكثر دقة للوقوف على أسباب الانتشار المتزايد لحالات الإصابة.

ووسط هذه الحالة من عدم اليقين قال المتحدث باسم إدارة ولاية كسلا مجذوب أبو موسى إن الإحصاءات الرسمية تقول حتى الآن إن حوالي 11 ألف شخص أصيبوا، ولا توجد أي حالات وفاة موثقة بسبب حمى الشيكونغونيا.

وأشار أبو موسى إلى أن ولايته تلقت مساعدات صحية وفنية من وزارة الصحة السودانية، لكنه أبدى قلقه من انتشار الفيروس، ودعا إلى مزيد من المساعدات.

وقال شهود إنهم رأوا، الإثنين، طائرات ترش الولاية بمبيدات ضد البعوض.

وفي الجانب الآخر، اتهمت أحزاب المعارضة السودانية الحكومة بالتقاعس عن معالجة الموقف في كسلا ودعت المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة.

وقال بيان من حزب الأمة القومي، وهو أكبر الأحزاب المعارضة في السودان، إنه يحمل الحكومة المسؤولية كاملة عن انتشار الوباء.
ودعا البيان منظمات المجتمع المدني ومنظمة الصحة العالمية إلى مساعدة شعب كسلا.

ربما يعجبك أيضا