الخوذ البيضاء تشد الرحال إلى الغرب..من سيضمد جروح السوريين؟

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

وصل إلى الأردن حوالى 800 مسعف من جماعة “الخوذ البيضاء” السورية للدفاع المدني تم إجلاؤهم وعائلاتهم عن طريق إسرائيل، أمس الأحد، بعد أن كانوا محاصرين بمحافظتي درعا والقنيطرة.

وأكدت المملكة الأردنية أنها وافقت على طلب بريطانيا وألمانيا وكندا منح هؤلاء السوريين لجوءا مؤقتا في المملكة قبل إعادة توطينهم في الغرب خلال 3 شهور لأسباب إنسانية.

وقال الجيش الإسرائيلي: إن العملية الليلية كانت “بادرة إنسانية استثنائية” بناءً على طلب الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين، بسبب تهديد مباشر لأرواح السوريين، ونشر شريط فيديو على الإنترنت يظهر جنودها يوزعون زجاجات المياه على من تم اجلاؤهم.

ويمثل “الخوذ البيضاء” عناصر الدفاع المدني في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية، وهم متطوعون تم ترشيحهم لجائزة نوبل للسلام في 2016.

وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان منفصل بالفيديو، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو وآخرين طلبوا منه المساعدة في إجلاء أعضاء مجموعة أصحاب الخوذ البيضاء.

وأضاف: “هؤلاء هم الناس الذين أنقذوا الأرواح والذين أصبحت حياتهم في خطر الآن، لقد أذن لي بترحيلهم من إسرائيل إلى دول أخرى كبادرة إنسانية مهمة”.

ورحبت وزارة الخارجية الأمريكية بإنقاذ “هؤلاء المتطوعين الشجعان” واستشهدت بالأمم المتحدة وإسرائيل والأردن لمساعدتهم في العملية.

كما دعت المتحدثة باسم الحكومة الأمريكية هيذر ناويرت، الحكومة السورية وحليفتها روسيا، إلى “التقيد بالتزاماتها وإنهاء العنف وحماية جميع المدنيين السوريين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني مثل الخوذات البيضاء، في المناطق التي كانت جزءًا من جنوب غرب التصعيد السابق”.

وكان هذا أول تدخل إسرائيلي من هذا القبيل في الحرب الأهلية السورية الطويلة، وهي الآن في عامها الثامن.

وعلى الرغم من أنها أرسلت مساعدات إلى سوريا وقدمت العلاج الطبي لآلاف السوريين الذين وصلوا إلى حدود هضبة الجولان، قال الجيش الإسرائيلي: إن تصرفاته لا تعكس تغييرا في سياسة عدم التدخل الإسرائيلية في الحرب السورية، حيث جميع الأطراف المتحاربة تعتبر معادية.

وبدأ هؤلاء المتطوعون العمل في عام 2013 بعد تصاعد حدة النزاع الدامي الذي تسبب -منذ سبع سنوات- في مقتل أكثر من 350 ألف شخص وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

ومنذ 2014، باتوا يعرفون باسم “الخوذ البيضاء” نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم، ومعظمهم من الرجال. لكن بينهم أيضا نساء يشاركن في عمليات الإنقاذ.

ويبلغ عددهم نحو 3700 متطوع، وتعرّف عليهم العالم بعدما تصدّرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الأنقاض عن أشخاص عالقين تحت ركام الأبنية أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء إلى المشافي.

وقتل أكثر من 200 عنصر منهم خلال السنوات الأخيرة، وأصيب نحو 500 بجروح في عمليات تمّ خلالها إنقاذ آلاف المدنيين.

وتلقى عدد منهم تدريبات في الخارج، قبل أن يعودوا إلى سوريا لتدريب زملائهم على تقنيات البحث والإنقاذ.

وتتلقى منظمة “الخوذ البيضاء” تمويلا من عدد من الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة. كما تصلها تبرعات فردية لشراء المعدات والتجهيزات.

وقد تم ترشيحهم لنيل جائزة “نوبل” للسلام في 2016، لكنهم لم يحصلوا عليها.

غير أنهم حصلوا في العام ذاته على جائزة المنظمة السويدية الخاصة “رايت لايفليهود” السنوية لحقوق الإنسان التي تعد بمثابة “نوبل بديلة”، وقد أشادت “بشجاعتهم الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الإنساني لإنقاذ المدنيين من الدمار الذي تسببه الحرب”.

في شباط/ فبراير 2017، حصل فيلم وثائقي يتحدث عن عملهم على جائزة “أوسكار” لأفضل وثائقي قصير.

ورغم تأكيد رئيس “الخوذ البيضاء” رائد صالح على حيادية المنظمة واستقلاليتها وعدم ارتباطها بأي’ جهة سياسية او مجموعة مسلحة، فإن هذه المجموعة تتعرض لانتقادات قاسية من النظام السوري وأنصاره الذين يتهمونها بأنها “أداة في أيدي المانحين الدوليين والحكومات الداعمة للمعارضة السورية، وصولا إلى القول إن مقاتلين وحتى جهاديين منضوون في صفوفها.

واتهم الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع وكالة فرانس برس “الخوذ البيضاء” بأنها جزء من تنظيم القاعدة.

ربما يعجبك أيضا