الدوحة متهمة بالوقوف وراء عمليات تخريب ليبيا

يوسف بنده

رؤية

طرابلس – تتحرك قطر لقطع الطريق على محاولات إيجاد تسوية سياسية لحل الأزمة الليبية، وهو ما يعكسه الهجوم الذي نفذته الإثنين الميليشيات الإسلامية المرتبطة بها، ما تسبّب في غلق المنفذ الجوي الوحيد للعاصمة الليبية طرابلس.

فقد أطلقت قطر العنان لأذرعها لتدمير ما تبقى من ليبيا التي تعيش فوضى منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وتشير عدة معطيات إلى تورط الدوحة في الاشتباكات التي جرت الإثنين في قاعدة امعيتيقة الجوية مما تسبب في تحطيم 9 طائرات وإغلاق المنفذ الجوي الوحيد للعاصمة الليبية طرابلس، وهو الهجوم الذي أعاد إلى الأذهان الحرب التي قادتها ميليشيات فجر ليبيا سنة 2014 والتي أدت إلى تدمير مطار طرابلس الدولي بالكامل.

فبمجرد أن بدأت الاشتباكات التي بدت في الظاهر بين ميليشيات منضوية جميعها تحت المجلس الرئاسي، حتى أطلقت الأطراف المعروفة بتقاربها مع قطر، حملة داعمة للميليشيا المهاجمة للمطار.

ومن بين أبرز هذه الأطراف ما يسمّى بـ”غرفة عمليات ثوار ليبيا”، وهي ميليشيا إسلامية اتهمت باختطاف رئيس الوزراء الأسبق علي زيدان عقب اعتقال الولايات المتحدة لأبي أنس الليبي المتهم بانتمائه للقاعدة سنة 2013.

وقالت -في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك- “ثوار ليبيا من تاجوراء وسوق الجمعة وأغلب المناطق الليبية الثائرة التي لديها أبناء مخطوفون مشاركة في تحرير قاعدة امعيتيقة التي يحرسها تجار الدين وسارقو الاعتمادات”.

وجاء بيان الغرفة عقب تأكيد المجلس الرئاسي أن الهجوم يهدف إلى إطلاق سراح موقوفين متهمين بالقتال في صفوف داعش.

وتعززت بصمات قطر في الهجوم بالبيان المصوّر الذي نشره آمر الاستخبارات العسكرية بعملية البنيان المرصوص المعفى من الخدمة العسكرية العميد محمد القنيدي.

وطالب القنيدي، الذي يوصف بأنه أحد أذرع قطر في ليبيا، من وصفهم بثوار ليبيا بالمنطقة الوسطى والغربية وقوات البنيان المرصوص بالوقوف مع من وصفهم بـ”ثوار تاجوراء وسوق الجمعة”. ودعا القنيدي “الثوار” إلى رص الصفوف والتوحد ومحاربة من وصفهم بـ”الظلمة والمستبدين”.

وكان رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج أقال القنيدي من منصبه عقب تهديدات وجهها لمصر على خلفية ضربة نفذتها جهة مجهولة على مدينة درنة في نوفمبر الماضي.

ورغم نفي مصر صلتها بالهجوم إلا أن القنيدي قال حينئذ في تصريح لقناة “التناصح” “نحن ضباط الجيش الليبي، سنقوم بعمليات داخل مصر ردا على عدوانها على درنة، ولدينا القدرة على ذلك”.

والقنيدي واحد من الضباط التابعين لعملية البنيان المرصوص الذين زاروا في أغسطس الماضي قطر والتقوا أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دون موافقة من السراج.

وعقب أيام من الزيارة خرج القنيدي ليتحدث عمّا يسمى بـ”لجنة المبادرة الوطنية العسكرية بمصراتة” قائلا إنها تهدف لجمع العسكريين والضباط الليبيين وهي المبادرة التي اعتبرها مراقبون مسعى لإحباط جهود تقوم بها القاهرة منذ نحو سنة لجمع شتات الجيش الليبي. وهو ما أكده في ما بعد الناطق باسم الجيش العميد أحمد المسماري عندما قال “إن قطر منزعجة من مخرجات اجتماعات القاهرة الهادفة لتوحيد الجيش”، موضحا أنه كانت هناك محاولات للتشويش على الاجتماعات التي تحتضنها القاهرة.

أما المفتي المعزول الصادق الغرياني المعروف بفتاويه المؤيدة للمتطرفين وتصريحاته الداعمة لقطر، فقد استبق الهجوم بنشر مقال هاجم فيه قوة الردع الخاصة واتهمها بسجن “الثوار” ظلما.

ويقول مراقبون: إن الهجوم على مطار امعيتيقة يندرج في إطار مرحلة إعادة خلط الأوراق التي دشنتها الدوحة بتحريض الميليشيات الإسلامية على توسيع دائرة العنف في البلاد مع اقتراب الإعلان عن توحيد المؤسسة العسكرية وقرب إجراء الانتخابات التي تؤكد كل القراءات أن الإسلاميين سيكونون الخاسر الأكبر في حال إجرائها.

وقال بشير زعبية رئيس تحرير موقع بوابة الوسط في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك “بدأ الهجوم بعد ساعات من نشر الصادق الغرياني مقالا في موقع دار الإفتاء، بعد غياب طويل وعقب الهجوم بساعات، قفز موقع ‘ميدل إيست آي’ القطري ليستنتج أن الاشتباكات تؤكد صعوبة إجراء انتخابات في ليبيا قريبا”.

وحملت تدوينة زعبية اتهاما واضحا لقطر بالوقوف وراء الهجوم الذي سيدفع الليبيون وحدهم ثمنه باهظا بعدما دمّر المنفذ الجوي الوحيد للعاصمة ليتم توجيه الرحلات نحو مدينة مصراتة.

وأعلنت الخطوط الجوية الأفريقية (حكومية) أن خمس طائرات تابعة لها، إحداها طائرة شحن تعرضت لضرر كبير جراء القتال.

وأشارت شركة طيران البراق الخاصة إلى أن اثنتين من طائراتها من طراز “بوينغ” تضررتا. وتحول امعيتيقة إلى مطار مدني منذ تعرض المطار الدولي الرئيسي في المدينة لأضرار جسيمة نتيجة القتال بين الفصائل المسلحة المتخاصمة منتصف العام 2014.

ربما يعجبك أيضا