السعودية والإمارات “يد واحدة”.. مؤامرات الدوحة تذهب أدراج الرياح

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

أحداث متسارعة شهدها اليمن خلال الأيام الماضية خاصة في مدينة عدن، سعت الدوحة إلى استغلالها للوقيعة والنيل من وحدة ومتانة العلاقات الإماراتية السعودية لكنها فشلت فشلا ذريعا.

الادعاءات المغرضة والأنباء الواهية والكاذبة التي عمدت الدوحة لاستخدامها، بحديثها عن وجود خلاف بين السعودية والإمارات بسبب أحداث عدن، ما هي إلا خطوة بائسة لتعكير صفو العلاقات الأبدية بين الشعبين الشقيقين.

تغريـــدة حمد بن جاسم “الخبيثــة”

حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر السابق وزير خارجيتها الأسبق، أثار ضجة وموجة انتقادات ضده من سعوديين وإماراتيين، بعد تغريدة خبيثة عن العلاقات بين الرياض وأبوظبي، أراد بها الوقيعة بين المملكة العربية السعودية والإمارات.

وانهالت التعليقات على تغريدة حمد بن جاسم من مغردين سعوديين وإماراتيين يؤكدون فيها على قوة العلاقات بين المملكة والإمارات ويهاجمون سياسات قطر ورئيس حكومتها السابق.

واستشهد بعض المغردين بتصريح أمير مكة خالد الفيصل الذي قال فيه: إن “السعودي إماراتي والإماراتي سعودي”، تعليقا على ما تردد عن وجود خلاف بين السعودية والإمارات بسبب أحداث عدن.

ويرى متابعون للشأن اليمني أن السعودية والإمارات، تبذلان جهودا جبارة سعيا نحو مد جسور الحوار بين الأطراف اليمنية المتقاتلة بالعاصمة المؤقتة عدن، على قاعدة الأمن والاستقرار، وبحثا عن بوابة لاحتواء الأزمة المتفجرة فيها.

الدوحة وتمويل الإرهاب في اليمن

وكشفت مصادر يمنية أن الدوحة تمول خلايا إرهابية في جنوب اليمن وعدن تحديداً، عبر أحد البنوك التجارية التابعة لزعيم تنظيم الإخوان حميد الأحمر المقيم في تركيا، وتمد عناصر التنظيم الإرهابي بأسلحة عبر مياه البحر.

وتظل ازدواجية النظام القطري في دعم الإرهاب واستنكاره، ليست مجرد سلوك بل هي منهجية تتحرك فيها ببث الرعب والإرهاب والفوضى، لإثبات حضورها من أجل تنفيذ نزوات حكام دولة فقدوا الاتجاه الصحيح، واندفعوا في مسالك الشر والظلم لشعبهم الذي يخسر ثرواته المالية في مقامرة خاسرة.

وبحسب مصادر يمنية، فإن الخطة القطرية المتخبطة في اليمن مليئة بالتناقضات، فهي تهدف بالأساس إلى استيلاء حزب الإصلاح الإخواني على السلطة، إلا أنها راحت تصوب نحو العلاقات السعودية الإماراتية المتينة وتحاول زعزعتها، انتقاماً من مقاطعتها لها.

وذكرت المصادر أن الدوحة قامت بتحريك جحافل الإصلاح والقاعدة للمواجهة مع الجنوبيين عسكرياً، لتضع الشرعية اليمنية التي يستولي الإصلاح على قراراها ويتحكم به على المحك، وليبدو أن قرار التحالف بالتراجع عن دعم الشرعية بات في مأزق.

كما كشف عضو الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي عادل الشبحي، مخطط جناح وأدوات قطر للتحريض بين المجلس الانتقالي الجنوبي، ودول التحالف العربي، مؤكداً أن القوات الجنوبية ستظل اليد الضاربة للمشروع الإيراني بالمنطقة.

وقال -في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر- “إشاعات وحملات وافتراءات يقودها جناح وأدوات قطر للتحريض بين الانتقالي والتحالف وسيخسأون، القوات الجنوبية ستظل بدعم التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية اليد الضاربة للمشروع الإيراني في المنطقة”.

تفاعل كبير على وسائل التواصل

وعبر هاشتاج “الإمارات تحب السعودية”، تفاعل نشطاء على موقع التواصل تويتر من السعودية والإمارات، حيث أكدوا على متانة العلاقات بين الدولتين تفنيداً للأكاذيب والادعاءات الباطلة التي تسعى لإثارة الفتنة والنيل من العلاقات الأخوية المتينة.

وعبر مغرد عن قوة العلاقات بين الدولتين قائلاً: “تحاول قطر شق الصف السعودي – الإماراتي، في تجاهل واضح للعلاقة الاستراتيجية التي تربط الشعبين قبل العلاقة السياسية بين الدولتين، وكل ذلك بسبب ما تشعر به الدوحة من إهانة بعد طردها من التحالف العربي الذي خانته لصالح إيران”.

السعودية والإمارات.. خندق واحد

لا يمكن وصف العلاقة الأخوية السعودية الإماراتية بما توصف به العلاقات التقليدية المتعارف عليها بين الدول الأخرى. إنها علاقة عضوية لا انفصام لها، إذ لا ترتبط بالمصالح المشتركة فقط، بل تتجاوز ذلك إلى ما هو أشمل وأكبر وأسمى بكثير.

وجاءت الزيارة الأخيرة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إلى السعودية خلال موسم الحج، ولقائه بالملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لتؤكد كذب الدوحة وزيف الادعاء القطرية.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وبحث مجمل الأوضاع في المنطقة، وخصوصا على الساحة اليمنية والجهود المبذولة تجاهها.

وشدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على أن الإمارات والسعودية تقفان معا، بقوة وإصرار، في خندق واحد في مواجهة القوى التي تهدد أمن دول المنطقة وحق شعوبها في التنمية والتقدم والرخاء.

وأكد أيضاً أن السعودية تعد الركيزة الأساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وصمام أمانها في مواجهة المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها، لما تمثله من ثقل وتأثير كبيرين على الساحتين الإقليمية والدولية.

وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، ثمّن دور السعودية والإمارات في احتواء أحداث عدن، داعياً إلى توحيد كافة الجهود الوطنية في المعركة الرئيسية لليمنيين وعدم الانشغال بمعارك جانبية بما يضمن استعادة الدولة وإسقاط انقلاب الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران.

وأشار سفير السعودية لدى اليمن، المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، محمد آل جابر، إلى أن المملكة تثمن دور الإمارات في جهود معالجة الأحداث في عدن، وقال: إن “الإجراءات التي اتخذت لمعالجة أحداث عدن وتجاوب الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، أكدت متانة العلاقات السعودية الإماراتية، واتفاق قيادتها على الحفاظ على الدولة واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن”.

تحالف دعم الشرعيـــة في اليــمن

وفي ذات اللقاء تطرق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة السعودية، قائلا إنه “منذ تشكيل التحالف في عام 2015، قام بدور تاريخي ووقف بحزم ضد محاولة اختطاف اليمن، وعمل -ولا يزال- من أجل يمن ينعم شعبه بالتنمية والتقدم”.

وفي تغريدة -عبر حسابه بـ “تويتر”- وصف الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى السعودية بـ”المميزة”، مشيرا إلى أن “لقاءات الأخوة الصادقة مستمرة”.

وأضاف أن “تحالف الخير السعودي الإماراتي حقيقة جيوستراتيجية ثابتة لعقود قادمة والركن الأساسي في هندسة الاستقرار في المنطقة، نمضي معا قدما بثقة وعزوتنا السعودية بقيادتها وشعبها”.

ربما يعجبك أيضا