السيسي في باريس.. لقاءات متعددة تؤكد دور مصر السياسي وتفتح مزيدًا من الآفاق الاقتصادية

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للعاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في “المؤتمر الدولي حول ليبيا”، عددا من اللقاءات الهامة والتي أبرزت دور مصر المحوري في المنطقة، والجهود المبذولة لتطوير العلاقات مع الشركاء الدوليين، وسبل جذب الاستثمار الأجنبي إلى مصر لمساعدة القاهرة في خطواتها نحو القمة.

“دعم تونس”

وأكد السيسي خلال لقاء مع رئيسة الوزراء التونسية نجلاء بودن، اليوم الجمعة؛ دعم مصر الكامل لتونس ولجهود الرئيس قيس سعيد والحكومة الجديدة لتحقيق الاستقرار والبناء والتنمية لصالح الشعب التونسي الشقيق، واستعداد مصر لتقديم كافة الإمكانات الممكنة، وتطوير التعاون الثنائي ترسيخاً للعلاقات الأخوية التاريخية بين الجانبين في إطار سياسة مصر الثابتة والساعية دائماً إلى التعاون والبناء والتنمية بين الأشقاء.

وأشارت رئيس الوزراء التونسية إلى اعتزاز تونس بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، واهتمام بلادها بالاستفادة من قصة النجاح المصرية بقيادة الرئيس المصري الملهمة ونقل تجاربها التنموية إلى تونس وذلك من خلال التنسيق الثنائي المكثف في كافة المجالات خاصة الاقتصادية والأمنية.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بـ”فيس بوك”، أن اللقاء تناول التباحث حول آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث تم التأكيد على الإرادة السياسية والرغبة المشتركة لتعزيز أطر التعاون بين مصر وتونس وتعظيم قنوات التواصل المشتركة، لاسيما على المستوى السياسي والأمني وتبادل المعلومات في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فضلا عن مناقشة تطورات عدد من القضايا الإقليمية خاصة الأوضاع في ليبيا وملف سد النهضة.

“مصر وفرنسا”

وثمن الرئيس المصري خلال لقاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون المستوى المتميز للعلاقات الثنائية والاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والعسكري، مشددا على عزم الحكومة المصرية على تهيئة الظروف المواتية للشركات الفرنسية لزيادة استثماراتها في مصـر وتذليل أية عقبات قد تواجهها، ومشيداً باتفاقيات التعاون الثنائي التي تم التوقيع عليها بين الجانبين خلال هذه الزيارة.

وأشاد ماكرون بالتطور النوعي في العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في كافة المجالات، مؤكدا تطلع بلاده لتعظيم التعاون الثنائي خلال الفترة المقبلة وتعزيز التنسيق السياسي وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، خاصةً في ضوء أن مصر تعد أحد أهم شركاء فرنسا بالشرق الأوسط، وما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة، مشيرا إلى حرص فرنسا على دعم الإجراءات الطموحة التى تقوم بها مصر سعياً للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة.

وبحث الجانبان سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائية وسبل تنسيق الجهود مع مصر بشأن تسوية الأزمة فى ليبيا، خاصةً في ضوء انعقاد المؤتمر الدولي حول ليبيا في باريس، حيث تم التوافق حول الاستمرار في تضافر الجهود المشتركة بين مصر وفرنسا سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانب الأزمة الليبية، وصولاً إلى انعقاد الانتخابات المرتقبة في ديسمبر 2021، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يساعد على استعادة الأمن والاستقرار في البلاد، ويحافظ على موارد الدولة ومؤسساتها الوطنية بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

كما تم التباحث حول الحاجة إلى تعظيم التعاون الثنائي بين البلدين في مجابهة الجماعات الإرهابية على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، خاصةً بأفريقيـا، مشيرين إلى أهمية تعزيز التعاون الأورومتوسطي بين مصر والاتحاد الأوروبي، في ظل المتغيرات ذات الاهتمام المشترك والأزمات الحالية التي تشهدها الساحة الدولية، صحياً وبيئياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، بهدف العمل على تحقيق الاستقرار والنمو لدول المنطقة والدول المجاورة، فضلاً عن تحجيم تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى دول حوض البحر المتوسط.

“العلاقات مع أوروبا”

وخلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أكد السيسي مكانة الاتحاد الأوروبي الهامة في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط.

من جانبه؛ ثمن ميشيل العلاقات المتميزة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بمصر، مؤكداً في هذا الصدد اهتمام الجانب الأوروبي بتعزيز تلك العلاقات من مختلف أوجهها، خاصةً في ظل الثقل السياسي الذي تتمتع به مصر دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربي والأوروبي، وكذلك واحة للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد والتوتر السياسي.

وبحث الجانبان مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التي يشهدها التعاون المؤسسي بين الجانبين، وتأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة.

كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الإقليمية الهامة في المحافل الدولية؛ كعملية السلام في الشرق الأوسط، والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن ضرورة تعزيز قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات، كما تلاقت الرؤي ووجهات النظر حول أهمية استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها.

“جذب الاستثمارات”

وشدد الرئيس المصري خلال لقاء مع وزير الاقتصاد الفرنسي، تطلع مصر للشراكة مع فرنسا في العديد من المشروعات القومية، إلى جانب المشروعات المختلفة في عدد من القطاعات كالصحة والتعليم والطاقة والاتصالات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فضلاً عن تشجيع الشركات الفرنسية على المساهمة في تنفيذ المشروعات الاستثمارية في محور التنمية بمنطقة قناة السويس والاستفادة من المزايا الخاصة التي توفرها الدولة.

وأكد الوزير الفرنسي اهتمام بلاده بتعزيز التعاون الاستراتيجي المشترك بين الجانبين بهدف تقديم التكنولوجيا المتقدمة لمصر في كافة المجالات، وكذا تشجيع الشركات الفرنسية على العمل والاستثمار في مصر في إطار المساهمة في دفع عملية التنمية الشاملة الجارية فيها، خاصةً في ضوء التطورات الاقتصادية الإيجابية التي شهدتها مصر خلال الفترة الأخيرة.

وأشاد الوزير بالإجراءات المصرية المتخذة من أجل جذب وتنمية الاستثمارات الأجنبية المباشرة، معربا عن اعتزامه مواصلة العمل والتنسيق خلال الفترة المقبلة مع الجهات الحكومية المعنية في مصر من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

“مفاوضات جلاسكو”

وتلقى الرئيس المصري اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، لإحاطة السيسي بآخر تطورات المفاوضات الجارية في إطار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ المنعقد حالياً بجلاسكو، وبالتصور البريطاني لكيفية خروج المؤتمر بنتائج ناجحة، في إطار التنسيق بين مصر وبريطانيا في موضوعات المناخ، فضلاً عن التشاور حول سبل التحرك المشترك للبناء على نتائج المؤتمر خلال الأشهر القادمة، استعداداً للرئاسة المصرية للدورة القادمة للمؤتمر.

وأكد الجانبان أهمية تكثيف العمل المشترك للخروج بنتائج توافقية ومتوازنة من مفاوضات جلاسكو، بما يصب في مصلحة كافة الأطراف في إطار التعامل مع ملف المناخ، ويساهم في وضع المجتمع الدولي على المسار الصحيح للوصول إلى أهداف اتفاق باريس، خاصةً ما يتعلق بتحقيق أهداف التكيف وتمويل المناخ، وذلك بالتوازي مع الحد من الانبعاثات.

ربما يعجبك أيضا