العقوبات الأمريكية تحاصر نظام الملالي في قم وطهران

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

ضربات تلو الضربات يتلقاها نظام الملالي الكسروي في قم وطهران، فالعقوبات الاقتصادية تزداد ضراوة، وكل ما أبرمته إيران مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق “أوباما” أصبح في مهب الريح.

فالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بات يحاصر النظام الإيراني والحرس الثوري ومليشيات إيران في العراق ولبنان وسوريا بشكل غير مسبوق، وكل هذه الضربات ستعجل بنهاية هذا النظام الإرهابي الدموي الذي نشر الدمار بإيران قبل أن ينشره في الشرق الأوسط.

ففي مايو 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، الموقع في 2015، بين إيران ومجموعة (5 1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية، ومنذ ذلك الحين تصاعدت وتير العقوبات بشكل كبير، نتج عنه تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران وخروج الشعب الإيراني مرات للتظاهر والمطالبة بإسقاط النظام.

ترامب والنووي الإيراني

ترامب، قال إن بلاده لن تسمح لإيران بتعريض العالم لخطر الصواريخ الباليستية، وإن العقوبات التي فرضتها واشنطن على إيران تشمل تدابير رقابة على الصادرات و27 كيانا وفردا إيرانيا، وأكد ترامب أن الاتفاق النووي تشوبه عيوب عميقة، مؤكداً أن النظام الإيراني كذب وعرقل مرارا المفتشين الدوليين.

وأُعلنت واشنطن عن عقوبات على وزارة الدفاع الإيرانية وعلماء إيرانيين ساهموا في برنامج طهران النووي. وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن واشنطن مستعدة لمواجهة أي تهديد إيراني، يستهدف الولايات المتحدة أو أي من حلفائها، وأضاف وزير الخارجية الأمريكي بومبيو إن “إجراءاتنا اليوم هي تحذير ينبغي أن يسمعه العالم أجمع”.

كذلك، أعلن وزير الخزانة ستيفن منوتشين، عن إجراءات بحق المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.

استهداف كل من سيساعد إيران

ووقع الرئيس دونالد ترمب مرسوماً يجيز فرض “عقوبات اقتصادية شديدة بحق أي بلد أو شركة أو فرد يساهم في تقديم وبيع ونقل أسلحة تقليدية إلى إيران”.

وأردف بومبيو “منذ نحو عامين، يعمل مسؤولون فاسدون في طهران مع النظام غير الشرعي في فنزويلا للالتفاف على حظر السلاح الذي قررته الأمم المتحدة”.

وأكد بومبيو ليل السبت إلى الأحد إعادة العمل بـ”كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران والتي كانت رفعت سابقا”. لكن سائر القوى الكبرى، وبينها الحلفاء الأوروبيون لواشنطن، ترفض هذا التدبير وتعتبر أن لا مفاعيل قانونية للمناورة التي قامت بها الولايات المتحدة.

محاصرة البرنامج النووي الإيراني

واشنطن أكدت أن إيران تمتلك مواد تمكنها من صناعة قنبلة نووية نهاية العام، فيما أعلنت عن توقيع عقوبات على 27 شخصاً وكياناً على علاقة ببرنامج إيران النووي، وهؤلاء شاركوا في البرامج النووية والصاروخية والأسلحة التقليدية الإيرانية، حيث تعتقد واشنطن أن إيران ربما تملك مواد انشطارية تكفي لصنع قنبلة نووية بحلول نهاية العام.

وأعلنت وزير الخارجية، مايك بومبيو، تفعيل آلية “سناباك” وإعادة فرض العقوبات على إيران، وحذرت بأنها ستحاسب المخالفين لها، وقال، إن “العقوبات المُعاد فرضها على إيران تشمل تمديدًا مؤقتًا لحظر الأسلحة”.

وبحسب المراقبين فإن “سناباك” هي آلية وردت في قرار مجلس الأمن رقم 2231، والذي بموجبه يتم رفع العقوبات الاقتصادية الشديدة التي كانت مفروضة على إيران، وكان القرار صدر في أعقاب التوصل إلى الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران عام 2015، وتتيح هذه الآلية لأي من الدول الأعضاء دائمة العضوية في مجلس الأمن التي وقعت الاتفاق النووي، أن تلجأ إليها لإعادة فرض العقوبات في حال انتهاك طهران التعهدات المنصوص عليها، ولتفعيل هذه الآلية سيتعين على الولايات المتحدة تقديم شكوى بشأن انتهاك إيران للاتفاق النووي إلى مجلس الأمن، على أن تقوم الأمم المتحدة بفتح تحقيق يستمر ثلاثين يوما قبل العودة بإيضاحات وضمانات للطرف الذي قدم الشكوى.

غضب إيراني

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن رد بلاده سيكون حاسما فيما لو تعاملت الولايات المتحدة معها بتنمر، مشيرا إلى أن واشنطن فشلت في إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.

وأفاد روحاني أن الولايات المتحدة فشلت 3 مرات خلال الشهر الأخير، بفرض عقوبات ضد إيران في مجلس الأمن الدولي، الذي تعده مركز قوتها، وأضاف: “إذا تعاملت الولايات المتحدة بتنمر ونفذت عمليا قرارات مجلس الأمن الدولي، فستحصل بالتأكيد على رد حاسم منا”، وأوضح أن الولايات المتحدة منيت بالهزيمة في كافة المسارات، وتلقت ردا سلبيا من المجتمع الدولي، لافتا إلى أنه حتى حلفاءها التقليديين لم يقفوا بجانبها، وأردف: “حاولت الولايات المتحدة مدة سنتين ونصف، تشكيل تحالف دولي ضد إيران، وإعادة تفعيل عقوبات مجلس الأمن، لكنها لم تنجح”.

أما وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، فقال إن واشنطن تلجأ إلى ممارسة الدعاية بشأن العقوبات التي ستفرضها على إيران، وأشار إلى أنها فشلت في تحقيق إجماع دولي ضد إيران، لذلك تسعى لممارسة الضغط باستخدام آلية فض النزاع.

وأضاف: “الأمريكيون يمارسون الدعاية من أجل تحقيق أهدافهم، وإذا قرأ بومبيو (وزير الخارجية الأمريكي) القرار رقم 2231 فإنه سيرى عدم تضمنه لآلية فض النزاع”، ولفت إلى أن القرار الذي أعلنت واشنطن أنها ستقوم بتفعيله ضد إيران لم يصادق عليه مجلس الأمن الدولي.

أوروبا تنتقد العقوبات

من جهتها، أكدت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عدم وجود أي أثر قانوني للإجراءات الأمريكية الخاصة بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران، واعتبرت هذه الدول أن الولايات المتحدة لم تعد مشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحابها من الصفقة في 8 مايو/آيار 2018″، وأكد البيان أن “أي قرارات وإجراءات يتم اتخاذها بناء على هذا الإجراء (الأمريكي) أو على نتائجه المحتملة لن يكون لها أي أثر قانوني”، والجمعة الماضية، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مجلس الأمن الدولي، أن إعفاء إيران من عقوبات الأمم المتحدة بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015، سيستمر بعد 20 سبتمبر/أيلول الجاري.

عقوبات سابقة

والخميس الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، فرض عقوبات على كيانين إيرانيين متورطين في شبكة التهديد السيبراني العالمية للنظام الإيراني، ومدعومون من الاستخبارات الإيرانية، العقوبات استهدفت مجموعة للتهديد السيبراني الإيرانية تحت اسم “التهديد المتقدم المستمر 39” وشركة واجهة تسمى “رنا للذكاء الحاسوبي” و45 فردًا مرتبطًا بهما، وتابعت بأن الحكومة الإيرانية استخدمت حملة برمجيات خبيثة استمرت لسنوات، استهدفت المعارضين الإيرانيين والصحفيين والشركات الدولية في قطاع السفر.
 

ربما يعجبك أيضا