النوادي الليلية في الأردن.. إرهاق للأمن و”انفلات أخلاقي” مكشوف للعلن

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق

عمّان – زادت حدة المشاجرات وأعمال العنف المرتكبة أمام النوادي الليلية في عمّان، ويقدر عددها بالعشرات مؤخرًا، وأضحت تشكل إرهاقًا لعمل الأجهزة الأمنية، وإزعاجًا لسكان العاصمة التي تعد واحدة من أغلى المدن في العام.

وتنتشر النوادي الليلة في أكثر من منطقة بالعاصمة عمّان، وتتركز في مناطقها الغربية، ومعظمها يستعين بفتيات من جنسيات أجنبية للعمل فيها.

واليوم الأحد، طالب الأردنيون بإجراء تحقيق موسع حول مظاهر الانفلات الأخلاقي، ودعوة مجلس النواب للوقوف ضد عمل النوادي الليلة ومحاسبة القائمين عليها.

وقال أحد المواطنين: “تطالعنا الأخبار كل يوم، بحوادث مشينة، ووقائع غير أخلاقية خطيرة، تنشر الرذيلة في مجتمعنا الأردني الملتزم بدينه، المعتز بقيمه وأصالته”.

واستنكر الأردنيون ما سموه بــ”التردي الأخلاقي”، وموجات الانحطاط المتتالية التي يتعرض لها مجتمعنا، والتي لا يمكن أن تكون مصادفة.

وطالبوا بإغلاق الملاهي الليلية، وحانات الخمر، ومطالبة مجلس النواب بإصدار القوانين الكفيلة بذلك.

كما طالبوا بتسفير كل بنات الليل، اللواتي ينشرن الرذيلة والمرض في مجتمعنا، ومحاسبة المستقدمين لهن، مهما كانت مواقعهم.

حملة أمنية مكثفة

إلى ذلك كشفت مصادر لـ”رؤية”، عن حملة أمنية مكثفة شرعت بها أجهزة الأمن ضد النوادي الليلة ووضع حد للتجاوزات على اختلاف أنواعها.

وقبل أيام، داهمت قوة أمنية إحدى النوادي الليلية في العاصمة، وضبطت بداخلها عشرات الفتيات من جنسيات أجنبية وتم اقتياد بعضهن إلى مراكز الأمن، فيما تمكنت عشرات الفتيات من الفرار من دون أن يلاحقهن الأمن.

وتثير مشاهد المشاجرات الليلية بين فتيات الليل إزعاج السكان، حيث إن معظم النوادي الليلية تقع بالقرب من منازل المواطنين أو في شوارع عامة يحرسها أفراد من شركات أمنية خاصة.

ومع أن ترخيص هذه النوادي يخضع لإجراءات مشددة، عادة ما يشكو أصحابها من تعرضهم لما يسمون لـ”أصحاب الخاوات” الذين يتعرضون للنوادي بغية الحصول على المال.

وقال مسؤول في وزارة السياحة -التي يعود إليها قرار منح ترخيص النوادي الليلة- إن وحدة خاصة ومشكلة من جميع أجهزة الدولة، تقوم بجولات وحملات تفتيش مستمرة على النوادي.

وتحدث عن أنه ورغم الحملات، لا يمكن منع المشاجرات مطلقا داخل هذه النوادي أو أمام أبوابها في الشوارع العامة.

وقال المسؤول، لرؤية: “نتعامل شهريا مع حادثي إطلاق نار أمام النوادي الليلية على الأقل، ناهيك عن المشاجرات التي تقع من حين لآخر”.

وقبل أيام، تناقل الأردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لمشاجرة بين فتيات ليل بعد خروجهن من إحدى النوادي الليلية في عمّان، ما أثار غضب الرأي العام المحلي، والمطالبة بوضع حد لعمل هذه الأماكن وإبعادها عن التجمعات السكانية.

وكان أكثر هذه الجرائم بشاعة، اعتداء شابتين ترتديان ملابس “فاضحة” على سيدة مسنة بوقت متأخر من الليل وفي الشارع العام، بإحدى مناطق العاصمة، وحادثة إجرامية، بإطلاق شاب مسلح الرصاص على صاحب ملهى ليلي وإفراغه رصاص مسدسه بقدميه.

وتقول وزارة السياحة، إنها تتخذ عقوبات فورية بحق النوادي الليلية المخالفة، وعادة ما تكون قاسية، حيث تصل إلى تغريم النادي المخالف بمبالغ كبيرة تصل قرابة 10 آلاف دينار.

يشار إلى أن وزارة السياحة أغلقت منذ العام 2014، حوالي 14 ناديا ليليا لمخالفتها التعليمات والأنظمة ولكثرة المشاكل الناجمة عنها.

ح

معظم النوادي غير مرخصة

واليوم الأحد، فاجأ محافظ العاصمة سعد شهاب، الرأي العام، بعدما كشف عن وجود 150 ناديا ليليا في عمان، منها 23 ناديا مرخصا فقط، إضافة لوجود 20 بار و7 ديسكوهات، متوزعة بمناطق متفرقة.

وبموجب ترخيص المنشآت السياحية يجب على النوادي الليلية ان تغلق أبوابها ولا تستقبل زبائن عند الساعة ٣ بعد منتصف الليل.

وبحسب التعليمات فإن أي ناد ليلي يتم إطلاق النار امامه يتم إغلاقه وهنالك منافسة بين أصحاب النوادي أدت إلى قيام بعضهم بإطلاق النار أمام النوادي الأخرى من أجل إغلاقها.

أما فيما يتعلق بالأتاوات والخاوات، فقال محافظ العاصمة: “تم إيقاف ٢٥٥ شخصًا من فارضي الإتاوات العام الماضي، من خلال محافظة العاصمة فيما بلغ العدد هذا العام ١١٥ شخصا”.

استهداف للأمن

ثمة من يرى، بالأحداث الأخيرة التي أفرزتها النوادي الليلية، رأيًا آخر، ويعتقد أن فيها إساءة لعمل الأجهزة الأمن ومحاولة لتشويه صورة الدولة وضرب موسمها السياحي.

ويرى الخبير الأمني بشير الدعجة، أن ما يشهده ليل عمان طبيعي جدا وجهاز الأمن العام تعامل مع مشاهد أكبر في النوادي الليلية، معتبرًا هناك “حملة ممنهجة من أصحاب مصالح كالنوادي والديسكوهات ضد الأمن العام”.

ربما يعجبك أيضا