بايدن وماكرون في روما.. لقاء ودي يسكّن أزمة الغواصات

محمود رشدي

رؤية -محمود رشدي

عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، لقاء وديا، في روما قبيل قمة مجموعة العشرين، هو الأول منذ أزمة الغواصات التي ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين.

رأب الصدع 

استغل بايدن الفرصة لرأب الصدع الذي أصاب العلاقات بين البلدين بسبب التحالف الأمني بين الولايات المتحدة وأستراليا والمعروف باسم«أوكوس» والذي يضم بريطانيا أيضاً. وتسبب هذا التحالف عملياً في إلغاء اتفاق صفقة غواصات بين أستراليا وفرنسا أُبرمت عام 2016.

وقال بايدن إن أسلوب التعامل مع موضوع الصفقة كان «أحمق» وإن الانطباع الذي كان لديه هو أن فرنسا أحيطت علماً بالفعل بأن صفقتها مع أستراليا لن تتم، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال بايدن «أعتقد أن ما حدث هو، وبتعبير إنجليزي، ما فعلناه كان حماقة… لم يكن مقترناً بقدر كبير من اللياقة… كان لدي انطباع بأن أشياء معينة حدثت وهي لم تحدث… لكنني أريد أن أقولها صراحة… فرنسا شريك موضع تقدير كبير للغاية… وهي قوة في حد ذاتها».

وقال بايدن أيضاً: إن الولايات المتحدة ليس لها حليف أقدم ولا أكثر ولاءً من فرنسا وإنه لا يوجد مكان في العالم لا تستطيع الولايات المتحدة التعاون فيه مع فرنسا.

وكان بايدن وماكرون قد أجريا اتصالاً هاتفياً بعد تفجر الخلاف وناقشا التعاون الأمني في أفريقيا وأوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادي.

التطلع إلى المستقبل

وقال ماكرون إن لقاءه ببايدن “مهم”، وأنه كان مفتاح “التطلع إلى المستقبل”، حيث يعملان على رأب الصدع بعد خلاف حول اتفاق دفاعي مع أمريكا وبريطانيا وأستراليا (أوكوس).

وتابع الرئيس الفرنسي:”بدأنا مع بايدن عملا مشتركا منذ أزمة أوكوس، وقدمنا حلولا سياسية، وعززنا تعاوننا، ويجب أن ننظر إلى المستقبل.

وأضاف: “نرغب سويا في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والناتو، وسوف نتطرق خلال لقائنا لأهمية الاستراتيجية الأوروبية في المحيطين الهادئ والهندي”.

كما أشاد الرئيس الفرنسي بقرارات بايدن الأخيرة، التي تتعلق بدعم أمريكا لفرنسا في حربها على الإرهاب في منطقة الساحل.

أزمة الغواصات 

كانت الأزمة نشبت إثر إعلان أستراليا التراجع عن صفقة الغواصات المبرمة مع مجموعة “نافال غروب” الفرنسية للصناعات الدفاعية فيعام 2016، مدفوعا بإعلان تشكيل تحالف استراتيجي ثلاثي بين واشنطن وكانبرا ولندن، تحصل الحكومة الأسترالية بموجبه على غواصات عمل بالدفع النووي بدلا من الغواصات الفرنسية التقليدية.

واتّهمت فرنسا أمريكا بأنها وجّهت إليها “طعنة في الظهر”، وأقرّ الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنّ التواصل مع باريس بهذا الشأن كان يمكن أن يكون أفضل.

ربما يعجبك أيضا