بريطانيا في أكبر انتشار عسكري منذ الحرب الباردة.. ما الهدف؟

آية سيد

أعلنت بريطانيا عن إرسال 8 آلاف جندي وعشرات الدبابات إلى أوروبا الشرقية لردع العدوان الروسي، في أكبر انتشار عسكري منذ الحرب الباردة.


أعلنت بريطانيا عن عزمها إرسال 8 آلاف جندي إلى أوروبا الشرقية للمشاركة في مناورات عسكرية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وبحسب تقرير أوردته صحيفة إندبندنت البريطانية، في 29 إبريل 2022، تمثل هذه الخطوة التاريخية أكبر انتشار عسكري في أوروبا منذ الحرب الباردة. ومن المقرر أن تشهد أيضًا نشر عشرات الدبابات في دول من فنلندا إلى مقدونيا الشمالية هذا الصيف.

سبب الانتشار البريطاني

أفاد تقرير إندبندنت أن عشرات الآلاف من القوات من الناتو وتحالف قوة الاستطلاع المشتركة، التي تضم فنلندا والسويد، سينضمون إلى القوات البريطانية.

3500

بحسب وزارة الدفاع البريطانية، كانت الخطط قيد الإعداد لفترة طويلة، لكن جرى تعزيزها ردًّا على ما تصفه روسيا بأنها “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا. أوضح قائد الجيش الميداني البريطاني، الجنرال رالف ووديز، أن المملكة المتحدة تقدم مساهمة كبيرة للدفاع عن أوروبا وردع العدوان الروسي. وسلسلة تدريبات الجيش البريطاني أساسية لكلا الأمرين.

وبين أن حجم الانتشار، مصحوبًا بمهنية وتدريب وبراعة الجيش البريطاني، سيردع العدوان على نطاق لم تشهده أوروبا هذا القرن. ومن المتوقع أن يصل الانتشار البريطاني إلى 8 آلاف جندي يعملون في أوروبا القارية في الفترة بين إبريل ويونيو.

3500

ولفت تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية، في 29 إبريل 2022، إلى أن هذا القرار جاء بعد يوم من تأكيد مقتل أول مواطن بريطاني في أوكرانيا. وبحسب التقرير، هذا المواطن هو سكوت سيبلي، جندي سابق خدم في سرية الدعم اللوجستي للكوماندوز في أفغانستان.

القوات المشاركة في المناورات

بحسب تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، في 28 إبريل 2022، سيجري نشر قوات من سلاح الفرسان الملكي “الهوسار” إلى فنلندا، التي تتشارك حدودًا مع روسيا بطول 1,335 كم تقريبًا. وسيجري دمج تلك القوات في لواء مدرع. وأفاد التقرير أن العملية المعروفة بـ”مناورات القنفذ” ستبدأ في شهر مايو، وستشمل قوات بريطانية تتدرب على حدود إستونيا ولاتفيا إلى جانب 18 ألف من قوات الناتو، التي تضم قوات فرنسية ودنماركية.

وبحسب تقرير ديلي ميل، مناورة القنفذ هي أكبر مناورة عسكرية في إستونيا وتحدث كل 4 أعوام. وستشمل مجموعة من الوحدات مثل قوات خفيفة ومحمولة جوًا، ومروحيات، وقوات مدرعة، ومدفعية ودفاع جوي.

57180501 10765161 a range of units from helicopters artillery air defence surveill a 1 1651193610685

وأشار تقرير إندبندنت إلى إجراء مناورات إلى جانب القوات الأمريكية في بولندا. يأتي هذا في الوقت الذي مرر مجلس النواب الأمريكي تشريعًا بنسبة أصوات 417 مقابل 10. هذا التشريع سيجعل من الأسهل تصدير المعدات العسكرية إلى أوكرانيا، في إحياء لقانون “الإعارة والتأجير” الذي ساعد في هزيمة هتلر في أثناء الحرب العالمية الثانية. ومن المفترض أن يذهب التشريع إلى البيت الأبيض لكي يُوقّع عليه الرئيس الأمريكي جو بايدن.

قانون الإعارة والتأجير

هذا الإجراء سيسمح لواشنطن بإعارة المعدات العسكرية أو تأجيرها لحلفاء الولايات المتحدة. وفي هذه الحالة، سوف يساعد المتضررين من الغزو الروسي، مثل بولندا وغيرها من دول أوروبا الشرقية بما فيها أوكرانيا. ولفت التقرير إلى أن هذا القانون من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بتقديم المعدات إلى أوكرانيا الآن مع وجود شرط فني بالدفع في وقت لاحق.

ووفقًا للتقرير، حثت النائبة الديمقراطية الأمريكية، ماري جاي سكانلون، على دعم مشروع القانون. قائلة اليوم يقف الشعب الأوكراني على الخطوط الأمامية في معركة من أجل الديمقراطية وضد الطغيان، والولايات المتحدة تحتاج إلى إمدادهم بكل وسائل المساعدات الإنسانية والعسكرية الممكنة.

ضغط بريطانيا على الحلفاء

أفاد تقرير الجارديان أن بريطانيا زادت الضغط على الحلفاء الدوليين لتعزيز الدعم إلى أوكرانيا. وفي خطاب مساء الأربعاء الماضي، دعت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تروس، إلى “مضاعفة” الدعم. هذا يشمل تقديم المزيد من إمدادات الأسلحة الثقيلة، وأن يضغط الحلفاء لتغادر القوات الروسية الأراضي الأوكرانية بالكامل، وتعود الدولة إلى حدود ما قبل 2014.

وقالت تروس: “يجادل البعض بأننا لا ينبغي أن نقدم أسلحة ثقيلة خشية أن نستفز شيئًا أسوأ. لكن من وجهة نظري التقاعس هو أكبر استفزاز. هذا وقت الشجاعة وليس الحذر،” معترفةً أنه كان ينبغي فعل المزيد لمنع الغزو”. ووصفت بوتين بأنه “داهية مارق وبائس لا يهتم بالأعراف الدولية”.

هل يتأثر بوتين بالانتشار البريطاني؟

رأى الصحفي والمحلل المختص بشئون الدفاع، تيم ريبلي، أن بوتين لن يشعر بالخوف من الانتشار البريطاني، بحسب ما أورد تقرير لصحيفة ديلي إكسبرس البريطانية، في 29 إبريل. وقال ريبلي إن القوات البريطانية التي ستذهب إلى الحدود مع روسيا هي فقط الـ14 دبابة التي ستذهب إلى فنلندا. ولفت إلى أن باقي القوات ستكون بعيدة تمامًا عن روسيا. وأن 2000 من هذه القوات متواجدة بالفعل في إستونيا.

وأشار ريبلي إلى أن هذه الخطوة هي مجرد “وسيلة لكي تشعر الحكومة البريطانية بالرضا عن النفس وليست شيئًا سيثير خوف الروس حقًّا”.

 

ربما يعجبك أيضا