بعد الإذاعة والجامعة.. هل تمضي طالبان في مصالحة «نصف المجتمع»؟

حسام السبكي

بعد أكثر من 5 أشهر على سيطرتها على مقاليد الحكم، في البلد الذي أنهكته الحروب والصراعات، منذ حقبة العهد السوفيتي، يبدو أن حركة “طالبان”، ذات التوجه الإسلامي، باتت أكثر انفتاحًا على تكريم المرأة، أو إن جاز التعبير، منحها الحق الطبيعي في الحياة، من تعليم وعمل، وممارسة شتى مناحي الحياة.

واختصارًا قبل الخوض في التفاصيل، يمكن التطور الجديد في علاقة طالبان بالمرأة الأفغانية، أو حتى بشكلٍ عام، في السماح بعودة محطة إذاعية إلى العمل مجددًا والذي تحظى بتواجد نسائي بين طاقمها.

فضلًا عن إتاحة عودة الدراسة الجامعية.

وبالمناسبة، فقد تم تعطيل عمل الإذاعة وعودة الدراسة، لأسباب “مُعلنة” مُخالفة لماهية الحقيقة، وفق ما قاله أصحاب الشأنين، ربما من قبيل كسب التعاطف أو التأييد أو حتى القبول من جانب المجتمع الدولي.

مصالحة إعلامية

في بادرة إيجابية، كشف أحد الموظفين في إذاعة حريم زان الأفغانية، التي تبث من إقليم بدخشان الواقع في شمال شرقي البلاد، إنها “استأنفت عملها بعد أن أغلقت وسط وصول حركة طالبان إلى السلطة”.

ووفق ما أفادت به وكالة “آني” المعنية بأخبار جنوب آسيا، أضاف المسؤول في المحطة الإذاعية أنه “على الرغم من قول الإدارة إن الإغلاق كان بسبب صعوبات مالية، فإن السبب الحقيقي هو الخوف من طالبان، حيث يوجد في الإذاعة 11 موظفة”

وأوضح المصدر أنه “بسبب عدم حظر السلطات الجديدة لأصوات النساء في الإذاعة، استأنفت نشاط الإذاعة نشاطها”.

كانت منظمة “مراسلون بلا حدود“، قد ذكرت أن طالبان ومنذ استيلائها على السلطة في أفغانستان في شهر أغسطس من العام الماضي 2021، تم إغلاق 231 من المنافذ الإعلامية في البلاد.

كما فقد – وفق للمنظمة المعنية بحقوق الصحفيين – ما يقارب 6400 صحفي وظائفهم، وهو ما أثر بشكل مباشر على النساء العاملات في المجال، إذ توقف 4 من أصل 5 صحفيين عن أداء مهامهم في هذا المجال.

انفتاح تعليمي

بعد أشهر من الإغلاق، ولأسباب عزتها السلطات الأفغانية “المحسوبة بالطبع على حركة طالبان”، إلى الأحوال الجوية، قررت السماح بعودة تدريجية للدراسة الجامعية في الجامعات الحكومية.

في هذا السياق، قال الشيخ عبد الباقي حقاني، أمس (الأحد)، والذي يشغل منصب وزير التعليم العالي بالإنابة في حركة طالبان إن الجامعات الحكومية في أفغانستان التي أغلقت أبوابها منذ أغسطس الماضي ستعاود فتحها أبوابها في فبراير القادم.

غير أن المسؤول الأفغاني لم يحدد ما إذا كان بإمكان الطالبات العودة.

وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الأفغانية كابول، فبحسب رويترز، أوضح حقاني أن الجامعات في الأقاليم “الأكثر دفئًا” ستفتح أبوابها اعتبارا من يوم الأربعاء 2 فبراير 2022، فيما سيُعاد فتح تلك الموجودة في المناطق “الأكثر برودة” في 26 من الشهر ذاته.

غير أن المسؤول الطالباني لم يتطرق للحديث عن الترتيبات التي ستُتخذ حيال الطالبات إن وجدت.

إلا أن ثمة بادرة إيجابية أخرى في قرار الحركة بعودة التعليم داخل الجامعات الحكومية، خاصةً مع ما تعهدت به طالبان في وقتٍ سابق، من السماح بعودة التعليم للنساء، ولكن في “فصول منفصلة”.