بعد الإغلاق الكامل للشواطئ.. الاحتلال يخنق غزة برا وبحرا وجوا

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، حصارًا بحريًا على قطاع غزة، بذريعة استمرار إطلاق البالونات الحارقة من القطاع باتجاه الأراضي المحتلة.

وبحسب إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، فإن الإغلاق الكامل شمل منطقة الصيد بساحل قطاع غزة، وذلك لأجل غير مسمى.

طوق بحري كامل 

وبموجب هذا القرار سيُمنع الصيادون الفلسطينيون من دخول البحر لغرض الصيد حتى رفع الحصار، علما بأن الاحتلال يمنع وصول السفن إلى قطاع غزة، وكان قد فرض “طوقًا بحريًا” على القطاع، خلال التصعيد العسكري الأخير، قبل نحو 90 يومًا.

وقال جيش الاحتلال في بيان: “في أعقاب مواصلة إشعال الحرائق وإطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، تقرر (الأربعاء) فرض طوق بحري على قطاع غزة حتى إشعار آخر”.

مزاعم إسرائيلية

كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد زعمت عدة حرائق اندلعت في مناطق إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، نتيجة سقوط بالونات محترقة أطلقت من غزة، ردا على انتهكات قوات الاحتلال بحق الفلسطينين في القطاع.

وزعم الصحفي الإسرائيلي، متان تسوري، إن ستة حرائق اندلعت في منطقة غلاف غزة، جراء إطلاق بالونات الهيليوم الحارقة، والطائرات الورقية المشتعلة.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن اندلاع حرائق في منطقة غلاف غزة، منذ عدة أسابيع منذ التهدئة بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال.

وقالت لجنة تنسيق انتهاكات الاحتلال بحق الصيادين في قطاع غزة في بيان لها، اليوم الخميس، إن الاحتلال الإسرائيلي “ابلغ الارتباط الفلسطيني بشكل رسمي بإغلاق البحر بشكل كامل ابتداء من الساعة الخامسة صباح اليوم الخميس”.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قلّصت أوائل الشهر الجاري، مسافة الصيد البحري قبالة غزة من 15 ميلاً بحرياً إلى 10 أميال، وفقاً ما قالت لوكالة “فرانس برس”، مسؤولة إسرائيلية، بزعم إطلاق بالونات حارقة من القطاع الفلسطيني.

وأكد نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين أن الاغلاق، سيكون على طول ساحل قطاع غزة، من شماله حتى جنوبه، بدءاً من الساعة الخامسة فجر الخمس، وحتى إشعار آخر.

وكان موقع (0404) الإسرائيلي، قد زعم أن حصيلة الحرائق التي اندلعت في مستوطنات غزة، أنها وصلت إلى 12 حريقاً، منها تسعة بفعل البالونات الحارقة، وثلاثة جاري التأكد من سببها.

أداة للعقاب الجماعي

وخلال العام الأخير، تحولت مساحة الصيد قبالة شواطئ غزة إلى أداة عقاب جماعي يستخدمها الاحتلال، يمارسها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بوتيرة كبيرة جدًا، وبدون آليّة واضحة.

وخلال الشهر الأخير، أصدر نتنياهو عدّة مرات أوامر بإغلاق مساحة الصيد، ثم بتوسيعها ولاحقًا بتقليصها، ثم توسيعها مرّة أخرى، فتقليصها أمس، مرة أخرى، لحين حظر الصيد والإبحار نهائيًا من شواطئ غزة، وفقًا للقرار الصادر اليوم.

ولا تقتصر ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي على تقليص مساحة الصيد فقط، إذ تطلق قواته رصاصها على الصيادين في عرض البحر وتصادر عددًا من قواربهم، بالإضافة إلى الصعوبات التي تلاحق تصدير الأسماك إلى الضفة الغربية المحتلة من القطاع.

 صورة “صلاح”

وحاول الاحتلال الإسرائيلي شرعنة وتبرير حصاره لشواطئ غزة على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، “تويتر”، والذي حاول استغلال صورة اللاعب المصري محمد صلاح وهو يسمك بسمكة اصطادها على ساحل البحر الأحمر ليهاجم الفلسطينيين، وينعتهم بـ”الإرهابيين”.

وبحسب الصورة التي نشرها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، “تويتر”، بعد إدخال التعديلات عليها وعلق بنص قرآني قائلا: “وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا… لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.. صيد الأسماك في قطاع غزة هو أحد أهم المجالات الاقتصادية التي يعتمد عليها الصيادون للرزق. وأي سمك في العالم أطيب من سمك غزة؟.

وزعم أدرعي أنه بسبب مواصلة إطلاق البالونات الحارقة من غزة اضطرت إسرائيل لتقليص مسافة الصيد ليضر الإرهاب المنطلق من غزة بسكان القطاع أولا وأخيرا”.


هجوم جوي

تزامن الحصار البري والبحري للقطاع مع هجوم جوي، حيث شنت غارت طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم الخميس على جنوبي قطاع غزة، بعد ساعات من فرض سلطات الاحتلال الإسرائيلية طوقا أمنيا بحريا على القطاع، وذلك بداعي إطلاق مزيد من البالونات الحارقة من القطاع باتجاه مناطق إسرائيلية.

وأفادت وكالة صفا الفلسطينية للأنباء بأن الطائرات الإسرائيلية “أغارات على أرض زراعية بمنطقة كرم أبو معمر (شرقي مدينة رفح)”، دون أن يبلغ عن إصابات.

فيما نشر  جيش الاحتلال في تصريح مقتضب على صفحته في موقع تويتر- إن طائرته هاجمت نفقا يتبع حركة حماس جنوبي القطاع.

وأضاف البيان العسكري الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة هاجمت بنية تحت الأرض في مجمع عسكري تابع لحركة حماس جنوبي قطاع غزة.

ربما يعجبك أيضا