بعد الانسحاب الروسي.. صدام محتمل بين إيران وتركيا في سوريا

يوسف بنده

تمدد تداعيات الحرب في أوكرانيا إلى مربع سوريا يجدد الصراع بين إيران وتركيا بما يهدد بعودة الفوضى بعد أن بدأ الحديث يدور حول إعادة الإعمار


تهدد تركيا بعملية عسكرية وشيكة في سوريا للتعامل مع وحدات حماية الشعب الكردي التي تراها المرادف لحزب العمال الكردستاني المعارض.

التلويح بالعملية يأتي ارتدادًا للانسحاب الجزئي الروسي من سوريا. وتعارض أنقرة الدعم الغربي لوحدات حماية الشعب الكردي بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني، وتشارك تلك الوحدات في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي هزمت “داعش” بدعم من واشنطن.

ارتداد الانسحاب الروسي

انشغالًا بالحرب في أوكرانيا، قررت روسيا خفض حضورها العسكري جزئيًّا في سوريا. وأعلنت وزارة الدفاع  الأمريكية (البنتاجون)، في 26 مايو، سحب روسيا عدداً من قواتها عبر تكتيك “تدريجي” شمل آلاف العسكريين وأسلحة استراتيجية، في تطور مرتبط بتطورات الحرب الأوكرانية الروسية التي أرهقت موسكو بتكلفتها العسكرية والاقتصادية، حسب تقرير “سكاي نيوز“.

وتسعى إيران في المقابل إلى سد الفراغ الناتج عن هذا الانسحاب، لا سيما في المناطق القريبة من الحدود العراقية والأردنية. ما زاد من الهجمات الجوية الإسرائيلية على أماكن التمركز ومخازن الأسلحة الإيرانية. وفي جانب آخر، دخلت تركيا في تنافس مع إيران بتعزيز حضورها العسكري داخل سوريا، الأمر الذي يقوض “إطار آستانة” الذي يشكّل قواعد اللعبة بين البلدين.

احتجاج ايران

أعلنت إيران احتجاجها على خطة تركيا لشن عملية عسكرية داخل سوريا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في تصريح نقلته وكالة “ايرنا“، أمس السبت: إن إيران وضمن تفهمها مخاوف تركيا الأمنية، فإنها ترى أن الطريقة الوحيدة لمعالجتها هي من خلال الحوار، واحترام الاتفاقات الثنائية مع الجيران، واتفاقات عملية أستانا.

ويأتي ذلك عقب إعلان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في 23 مايو، أن الجيش التركي يعتزم تنفيذ عمليات عسكرية لمكافحة الإرهاب على حدود الدولة، موضحًا أن حكومته ستبدأ باتخاذ خطوات جديدة لاستكمال المنطقة الآمنة بعمق 30 كيلومترًا شمال سوريا. واحتجت الخارجية السورية في رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، معتبرةً الإجراء شكلاً من أشكال العدوان.

مواجهة عسكرية

أكد الدبلوماسي الإيراني السابق، علي أكبر فرازي، في حوار مع صحيفة “شرق” الإيرانية، أن استبدال إيران والقوات المتحالفة معها بدلاً من الروس قد خلق حساسية لدى تركيا وإسرائيل. وأن العملية التي تعتزم تركيا شنها تهدف إلى الاستيلاء على مدينة حلب.

ويؤكد فرازي، أن تركيا لا تتردد في شن أي عملية قد تضم بها أجزاءً من سوريا والعراق إلى أراضيها، من أجل تهدئة مخاوفها الأمنية تجاه الأكراد. ولكن بالنسبة لاحتلال حلب فإنه بعيد المنال، لأنه يوجد قوى ستعارض ذلك، منها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران. وكذلك فإن خطة تركيا قد تعيد إحياء الحرب الأهلية، بعد أن بدأت سوريا تستعد لمرحلة إعادة الإعمار.

ربما يعجبك أيضا