بعد الهجوم على آرامكو .. واشنطن تستعد للرد وطهران تحذر من حرب شاملة

يوسف بنده

رؤية

الأربعاء الماضي، نفی الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اتهام بلاده بتنفيذ الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية. وطالب من وصفهم بـ”أعداء المنطقة” بأن یأخذوا العبر من هذه الهجمات.

ويبدو أن روحاني قد أيد في تصريحاته، هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية السعودية؛ حيث قال، “إن اليمنيين لم يقصفوا مدرسة ولا مستشفى ولا سوقًا، بل هاجموا مركزًا صناعيًا، لتحذير أعدائهم”.

وقد أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي وقع يوم السبت الماضي على منشآت مملوكة لشركة آرامكو السعودية، لكن المسؤولين الأميركيين شککوا في ذلك، وألقوا باللوم على إيران في هذه الهجمات.

والهجوم الحوثي، يأتي في وقت تحاول فيه إيران الضغط على المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية للسماح لها ببيع نفطها، بعدما هددت مرارًا وتكرارًا، ردًا على العقوبات، بأنه إذا لم تتمكن إيران من تصدير النفط، فلن تسمح للدول الأخرى بتصدير النفط من الخليج ومضيق هرمز.

وذكرت شبكة “سي بي إس” أيضًا أن الهجوم على المملكة العربية السعودية نُفذ من قاعدة الأهواز الجوية، عبر سماء الكويت.

إتهام إيران

والأربعاء الماضي، كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد تركي المالكي، أن الهجوم على موقعي شركة أرامكو السعودية، مصدره الشمال، وليس اليمن. وأن المعلومات التي تم التوصل إليها تفيد بأن مصدر القصف كان إيران، وأن “التكنولوجيا المستخدمة في هذه الأسلحة تكنولوجيا إيرانية”.

وكشف عن أن المملكة العربية السعودية تقوم حاليًا بـ”مشاركة معلوماتنا مع خبراء الأمم المتحدة، ومع حلفائنا”.

عقوبات منتظرة

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد صرح، بأن الولايات المتحدة ستصدر بيانًا حول كيفية الرد على الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، وسوف تعلن في الوقت نفسه عن فرض عقوبات جديدة متزايدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلالَ اليومين المقبلين.

وكان ترامب قد طالب وزير الخزانة الأميرکية، الأربعاء الماضي، بـ”زيادة العقوبات بشكل كبير على إيران، وسيتم الإعلان عن التفاصيل خلال 48 ساعة”.

كما قال ترامب: “سنصدر بيانًا حول كيفية الرد على هجوم أرامكو”، مضيفًا: “لدينا خيارات كثيرة، والحرب هي آخر خيار”.

خيارات البنتاجون

وعقدت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الخميس، مؤتمرًا صحافيًا، استنكر فيه المتحدث باسم البنتاغون ما وصفه بـ”التصعيد الدرامي”، مطالبًا إيران بوقف أنشطتها الخبيثة في منطقة الشرق الأوسط.

وحسب وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، اليوم الجمعة، “من المتوقع أن يعرض مسؤولو البنتاجون على الرئيس الأميركي (مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية) في الساعات القادمة”، وذلك في سياق الرد على مهاجمة المنشآت النفطية السعودية.

حيث أوضحت الوكالة، أن البيت الأبيض سيعقد اجتماعًا للأمن القومي، اليوم الجمعة، استمرارًا لدراسة الطرق المختلفة للرد على إيران. وسيتم عرض “قائمة من الأهداف المحتملة في الأراضي الإيرانية”، أمام دونالد ترامب، من أجل الهجمات الجوية.

وحسب الوكالة الأمريكية، حذر المسئولون من أن “العمل العسكري ضد الجمهورية الإسلامية قد يؤدي إلى الحرب”.

ويشمل الرد الأميركي إجراءات عسكرية وسياسية واقتصادية، ويمكن أن تتراوح الخيارات العسكرية من عدم اتخاذ أي إجراء على الإطلاق إلى الضربات الجوية أو التحركات الأقل وضوحا مثل الهجمات الإلكترونية.

وتتمثل إحدى الخطوات المحتملة في تقديم الولايات المتحدة دعما عسكريا إضافيا لمساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها من الهجمات شمالا، لأن معظم دفاعاتها ركزت على تهديدات الحوثيين في اليمن جنوبا.

وأكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد لعدد قليل من الصحفيين الذين سافروا معه يوم الإثنين أن مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة سترد على ذلك “قرار سياسي” ولا يعود للجيش.

وقال دانفورد “مهمتي هي تقديم خيارات عسكرية للرئيس إذا قرر الرد بقوة عسكرية”.

وقال إن ترامب يريد “مجموعة كاملة من الخيارات”. مضيفا “في الشرق الأوسط، بالطبع، لدينا قوات عسكرية هناك ونقوم بالكثير من التخطيط ولدينا الكثير من الخيارات”.

حل سلمي

وتعليقًا على تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من أن أي عمل عسكري ضد إيران سيؤدي إلى “حرب شاملة”، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس الخميس، خلال زيارته إلى الإمارات، إن أميركا تبحث عن “حل سلمي” فيما يتعلق بالهجمات الأخيرة التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية.

وصرح بومبیو للصحافیین: “نحن لا نزال نسعی إلى إنشاء تحالف من خلال الدبلوماسية، في حين یهدد وزير الخارجية الإيراني بحرب شاملة حتى آخر جندي أميركي”.

وقال بومبيو أيضًا إن الهدف من هذا التحالف هو “تحقيق السلام”.

وكان بومبيو قد وصف الأربعاء الماضي، خلال زيارته التي أجراها إلى السعودية، وصف الهجمات على منشآت شركة أرامكو بأنها “إعلان حرب”، متهمًا إيران بأنها هي التي تقف وراء الهجوم.

التحذير من الحرب

هذا، وقد هدد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في حوار له مع قناة “سي إن إن”، أمس الخميس، أن أي هجوم عسكري على بلاده سيشعل “حربًا شاملة”.

ونفى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أي دور لطهران في الهجمات التي استهدفت منشآت النفط السعودية، محذرًا بشدة من القيام بإجراء عسكري ضد إيران.

كما قال يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، اليوم الجمعة، إن رد إيران على أي عدوان أمريكي سيكون من البحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الهندي.

وأضاف صفوي أن حلفاء طهران في المنطقة باتوا أقوى من حلفاء أمريكا الإقليميين.

وأكد صفوي أنه “إذا فكر الأمريكيون في أي مؤامرات، فإن الأمة الإيرانية سترد من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي”.

ربما يعجبك أيضا