بعد انتقاد المرشد الأعلى في إيران .. المحافظون يتبارون للدفاع عن كبيرهم

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

وجَّه محمد موسوي خوئيني، الأمين العام لجمعية رجال الدين المجاهدين، رسالةً إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، وصفه فيها بأنه “اللاعب الرئيسي” في جميع شؤون البلاد، وكتب أنه بالنسبة للناس، فإن “الوضع الحالي غير المستقر” نتيجة أسلوب إدارته.

وفي إشارة إلى الوضع الاقتصادي والمشكلات الأخرى في البلاد، كتب الأمين العام لجمعية رجال الدين المجاهدين، أن حديث الناس يدُلُّ على انعدام الإيمان والثقة في الإدارة العُليا والمُديرين في البلاد.

وأضاف موسوي خوئيني: “بالطبع، لا يزال هناك الكثيرون يتوقعون من أعلى منصب في إدارة البلاد إصلاح الأمور، وتغيير الوضع الحالي غير المُواتي”.

واعترف بالضغط الأقصى الناجم عن الفقر والعوز الذي يعاني منه المواطنون وكتب يقول: “ارتفاع معدل التضخم، إلى جانب انخفاض الدخل لدى شرائح واسعة، لم يجعل حياة الناس صعبة اليوم فحسب، بل نشر مشاكل داخل العديد من العائلات. بالإضافة إلى ذلك، يعيش الناس في اضطرابات ومشاكل تهدد حياتهم. هناك الكثير من الناس غير راضين عن الوضع الثقافي والسياسي، الذين يعانون من مظالم لا يمكن إنكارها”.

وبحسب ما قاله الأمين العام لجمعية رجال الدين المجاهدين: “في نظر هذا الحشد الكبير، فإن حالة عدم الاستقرار الحالية ليست نتيجة قرارات المُديرين الذين يأتون ويذهبون (وهي أيضًا ليست خارج نطاق الإرادة العُليا التي تحكم مصير البلاد بأكمله)، من وجهة نظر الناس، فإن طريقة الإدارة على أعلى مستوى، وسُلطتها النافذة، هي اللاعب الرئيسي في كل، أو معظم شؤون البلاد”.

وكتب الأمين العام لجمعية رجال الدين المجاهدين، مخاطبًا خامنئي: “إذا كانت الإدارة الحالية للبلاد نتيجة حسابات تقليدية، وتستند إلى آراء وتحليلات معروفة في الحكم، فإن كثيرًا من الخبراء ينتقدونها”.

وأضاف: “لكن إذا كان أساس قرارات هذه العقود هو المعرفة بمبادئ غير تقليدية لا تتوفر إلا لخاصة عباد الله تعالى، ولا أمتلكها أنا وأمثالي، فإن ما يحدث للبلد وللشعب ولنظام الجمهورية الإسلامية هو قدر محتوم لا مفرَّ منه، ولذلك سنستسلم جميعًا إلى قدرنا الإلهي المحتوم”.

يُذكر أنه في السنوات الأخيرة نادرًا ما علَّق موسوي خوئيني على القضايا السياسية، وإنه لم ينتقد المرشد خامنئي الا نادرا. وفي عهد المرشد الأول، خميني، كان خوئيني يشغل منصب النائب العام للبلاد، وخلال هذه الفترة أسَّس صحيفة “سلام”.

المحافظون يتبارون للدفاع

كتب حسين شريعتمداري، ممثل المرشد في صحيفة “كيهان”، مقالًا افتتاحيًا بالصحيفة المقربة لخامنئي، أمس الأحد، هاجم فيه محمد موسوي خوئيني، وتساءل شريعتمداري في مقاله: من أملى على خوئيني هذه الرسالة؟ متهمًا أمين عام جبهة رجال الدين بأنه يردد كلام المعارضة الخارجية.

يشير شريعتمداري إلى وصف موسوي خوئيني للوضع الحالي بغير المطلوب، داعيًا إلى ضرورة تغييره، بينما رد شريعتمداري بأن ما يريده خوئيني هو ما تطلبه أمريكا وتتمناه.

كما توجه شريعتمداري لخوئيني بالقول: “عليك أن لا تنسى العقوبات الأمريكية والحملة الشرسة التي يشنها أعداء الجمهورية الإسلامية”، معتبرًا أنها “من أوصلت البلاد إلى ما هو عليه وليس سوء الإدارة التي ادعاها الأخير”.

ووصف شريعتمداري تعاطف خوئيني مع الشعب الإيراني بالمضحك، لعدم جرأته على انتقاد أعضاء حزبه الذين يتولون مناصب عليا في البلاد، مشيراً إلى حمايته لإخوته المتهمين بملفات فساد، إضافة لانتفاع أولادهم من خلال منصب آبائهم واستغلالها للمنافع الشخصية.

صحيفة “صبح نو” المحافظة هي الأخرى تطرقت إلى رسالة خوئيني المفتوحة للمرشد خامنئي واعتبرتها هجومًا على النظام، ووصفتها بأنها “تضليل من رجل رمادي”.

واليوم الإثنين أيضًا، نشرت صحيفة “رسالت” المحافظة نشرت صورة موسوي خوئيني برفقة روحاني على صفحتها الأولى، وكتبت تحتها: “سيرة سيئة”.

وفي المقابل، نشرت صحيفة “كيهان” تصريحًا للكاتب الأصولي، محمد قوجاني، وصف فيه رسالة خوئيني بأنها: “راديكالية اليسار” الإيراني.

كما ذكرت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية، انتقادات المحافظين وهجوم إعلامهم عليه، والأوصاف التي أطلقوها مثل “رجل الدين الأحمر”، و”رجل الظل”، وحمّلوه كثيرًا من التقصير والمشاكل التي تظهر في البلاد، ونقلت الصحيفة موقف صحيفة “كيهان” المحافظة المناصرة لتيار المرشد المتشدد. وقالت “آرمان ملي” إن صحيفة “كيهان” استغلت هذه الرسالة لتفرغ جام غضبها على موسوي خوئيني وتوجه له التهم الكثيرة.

أما عن موقف الإصلاحيين من رسالة خوئيني، فقد نقلت الصحيفة موقف صادق زيبا كلام الذي يعتبر من المؤيدين للتيار الإصلاحي في إيران. وقد وجه زيبا كلام نقدًا لخوئيني نفسه، واتهمه بأنه “جزء من المشكلة ولا يمكن له أن يقدم النصائح للتيار المحافظ”.

ربما يعجبك أيضا