بعد تحويله إلى سجن مفتوح.. الهند تغتال براءة أطفال كشمير

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

لم توقف الهند تجاوزاتها في كشمير، فمنذ إعلانها إلغاء الحكم الذاتي على الإقليم، يعاني الكشميريين منذ 51 يوما من الحصار المفروض عليهم من قِبل القوات الهندية، ودأبت حكومة ناريندرا مودي بتضييق الخناق عليهم وعلى ذويهم وملاحقتهم وسجنهم بمختلف الحجج.

وأثار تقرير جديد يقول إن نيودلهي سجنت الآلاف من الأطفال الكشميريين، الشكوك حول تقارير هندية تقول بأن الحياة تعود إلى طبيعتها في كشمير.

وتقول صحيفة “تليجراف” في تقرير أن حوالي 13000 طفل تم احتجازهم منذ إلغاء وضع الحكم الذاتي في 5 أغسطس، بحسب نشطاء.

وقدم التقرير الذي نشره الاتحاد الوطني للنساء الهنديات، ادعاءات مفصلة مفادها أن الأولاد – الذين تتراوح أعمارهم 14 سنة – قد سجنوا لمدة تصل إلى 45 يومًا، وأشار إلى أن الأسر كانت تدفع ما يصل إلى 60،000 روبية (678 جنيهًا إسترلينيًا) لإطلاق سراح أطفالهم.

تخضع الدولة ذات الغالبية المسلمة لحظر تجوال صارم وقطع الاتصالات منذ إلغاء المادة 370 والمادة 35A الشهر الماضي.

قالت حكومة جامو وكشمير إنه لا يوجد أرقام رسمية ومؤكدة لأعداد الكشميريين الذين تم اعتقالهم خلال الحملة، لكن رئيس أركان الجيش الهندي ينفي ذلك قائلا إن أي قصص عن الاعتقالات هي “قصة يقودها الانفصاليون”.

وقال كريشنا ساجار راو، كبير المتحدثين باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، إنه احتجز سياسيين كشميريين لضمان الاستقرار في الولاية، مضيفًا: “كان السياسيون في كشمير يخططون لإثارة الاضطرابات بين الناس عن طريق التحريض عليهم”.

ووفقًا للبيانات الحكومية، تم اعتقال أكثر من 200 سياسي محلي، بمن فيهم رئيس الوزراء السابق محبوبة مفتي وعمر عبد الله.

لم يتم نشر بيانات رسمية عن عدد الأطفال المسجونين، كما أنه من غير الواضح سبب اعتقال القاصرين، على الرغم من أنه يعتقد أن البعض قد تم احتجازهم لرشقهم بالحجارة على أفراد الجيش.

زار النشطاء كشمير في الفترة من 17 إلى 21 سبتمبر، وأجروا مقابلات مع أفراد من شرطة جامو وكشمير والأطباء والأساتذة، ويقول تقريرهم إن السلطات استخدمت العنف والقوة المفرطة عند القبض على الأولاد، وأن بعضهم تعرضوا للتعذيب أثناء سجنهم.

قامت وسائل الإعلام المحلية والدولية بتفصيل استخدام التعذيب ضد الكشميريين، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية، مما تسبب في انتحار صبي يبلغ من العمر 15 عامًا في سريناجار بعد تعرضه للاعتداء من قبل الجيش، السبت الماضي.

وقالت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الهنديات، آني رجا: “إنه هذه الاعتقالات ما هي إلا نوع هندي من الإبادة الجماعية”، داعية الهند إلى إطلاق سراح جميع الأطفال المحتجزين في كشمير منذ 5 أغسطس.

أنقذوا أطفال كشمير

وفي مسيرة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، دعا آلاف الأطفال قادة العالم لإيجاد حلول لأطفال إقليم جامو كشمير الخاضع لسيطرة القوات الهندية.

ورفع الأطفال المنظمين للمسيرة في إسلام آباد، صور زعماء العالم، مزوّدة بعبارة “عمّاه من فضلك أنقذ أطفال جامو كشمير”.

وتجمع آلاف الأطفال أمام مبنى البرلمان الباكستاني، يتقدّمهم زاموراد خان مسؤولي جمعية “Pakistan Sweet Homes، التي ترعى شؤون الأيتام في البلاد، قائلا: “القوات الهندية اغتصبت جميع حقوق أطفال جامو كشمير، وحولت الإقليم إلى سجن مفتوح”.

ويقول أحد الأطفال، يسمى سلمان رفيق، إن الأطفال في كشمير يعانون صعوبات كبيرة، ويُحرمون من المدارس والخروج إلى الشوارع، ونحن نظمنا هذه المسيرة دعما لهم”، بحسب “الأناضول.

حرب محتملة

من جانبه حذر رئيس وزراء باكستان عمران خان، الأمم المتحدة بشأن خطر اندلاع حرب نووية على كشمير المنطقة المتنازع عليها بين نيودلهي وإسلام آباد.

تخضع المنطقة ذات الأغلبية المسلمةً لحظر التجوال، لكن خان توقع رد فعل عنيف شعبي بمجرد رفع حظر التجوال، قائلا “سوف يخرج الناس إلى الشوارع، لكن ماذا يحدث بعد ذلك، مع وجود قوة هندية قوامها 900 ألف جندي هناك، “أخشى أن تكون هناك مذبحة وستبدأ الأمور في الخروج عن السيطرة”.

“كان السبب الرئيسي لمجيئي إلى هنا هو مقابلة قادة العالم في الأمم المتحدة والتحدث عن هذا، نحن نتجه إلى كارثة محتملة ذات أبعاد لا أحد يدركها هنا، هذه هي المرة الوحيدة منذ الأزمة الكوبية التي تواجه بلدين مسلحين نوويين وجهاً لوجه ونحن نبذل قصارى جهدنا حتى لا يتحول هذا إلى صراع”، بحسب خان.

ربما يعجبك أيضا