بعد توقف 6 سنوات.. وزير الخارجية الأمريكي يعلن انطلاق الحوار الاستراتيجي مع مصر

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة إطلاق الحوار لاستراتيجي مع مصر بعد توقف لـ6 سنوات، فعلى مدار يومين، يشارك وزير الخارجية المصري سامح شكري في الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، الذي يتناول كافة أوجه علاقات التعاون الثنائي، فضلاً عن التباحُث حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية.

يلتقي الوزير “شُكري” خلال تواجده في واشنطن مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن وعدد من مسؤولي الإدارة الأمريكية، كما سيتواصل مع مجموعة من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع أبرز مراكز البحث والفكر خلال يومي 8، 9 نوفمبر.

يقول المجلس الأطلسي إن الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر يعد من أقدم الحوارات الاستراتيجية في المنطقة، فقد تأسس في ظل إدارة بيل كلينتون في عام 1998 وعقد بشكل دوري منذ ذلك الحين، بصرف النظر عن توقف من 2009-2015 حدث مع بداية إدارة باراك أوباما وبداية الانتفاضات العربية عام 2011 على الرغم من أن الحوار رمزي في المقام الأول، إلا أنه يمثل فرصة للمشاركة على مستوى رفيع عبر مجموعة واسعة من الأولويات الثنائية.

100 عاماً من العلاقات

صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن؛ أن العلاقات المصرية الأمريكية قوية وتتوسع إلى مجالات تعاون مختلفة، مشددا على ترحيب بلاده بإعلان مصر عن استراتيجيتها بشأن حقوق الإنسان.

وأكد وزير الخارجية الأمريكية، خلال لقاء مع نظيره المصري سامح شكري، قبيل انعقاد الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، أن الأزمة المندلعة في إثيوبيا حاليًا تضع الاستقرار في أفريقيا على المحك.

وأشار إلى  أن العلاقات الاستراتيجية بين مصر وواشنطن تكمل 100 عام، بحلول 2022، لافتًا إلى عقد الحوار الاستراتيجي بين الجانبين للمرة الأولى منذ عام 2015.

وأضاف :«أن التحديات العديدة التي يشهدها العالم تشير إلى أهمية اللقاء والحوارات بين الجانبين المصري والأمريكي للنقاش على بعض الموضوعات أولها التعاون في الأمن الإقليمي، ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمق العلاقات مع مصر على مدى 40 عامًا من تاريخ توقيع معاهدة كامب ديفيد، قائلًا إن العلاقات المصرية الإسرائيلية في أفضل حال».

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أكد على هذا الأمر خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ، متابعًا: «العلاقات حيوية جدا وأدت للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإعادة إعمار القطاع».

وأكد أن مصر تلعب في ليبيا دورًا محوريًا لدفع السلام وإجراء الانتخابات في شهر ديسمبر المقبل؛ لتحسين الأوضاع الاقتصادية وتوحيد البنك المركزي الليبي وخروج المرتزقة من البلاد.

وأضاف أن دور مصر حيوي في دفع عملية السلام في ليبيا، ودعا لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن بلاده تعمل على تحسين التعاون الاقتصادي مع مصر.

وقال: نتشارك مع مصر المخاوف تجاه ممارسات إيران الخبيثة، مؤكدًا أهمية إجراء الانتخابات الليبية في موعدها بديسمبر.

على جانب آخر، أشار بلينكن إلى أنه  تم استثمار 120 مليار دولار في مصر خلال 5 سنوات، مؤكدا أن الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر سيركز على التعاون في مجال الأمن الإقليمي.

صداقة صامدة

من جانبه يقول سامح شكري وزير الخارجية المصري:«إن الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن الاستغناء عنها، مؤكدا أن هناك تنسيقًا وتعاونًا مصريًا أمريكيًا في العديد من الملفات».

وأضاف: «أن التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة يساهم في دعم واستقرار منطقة الشرق الأوسط، وأن الشعب المصري هو من يقرر نظامه السياسي والاقتصادي وحقوقه، مؤكدا أن مصر تعمل علي تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات».

وأكمل شكري: “نثمّن العلاقة الاستراتيجية مع أمريكا في مجالات الأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف الأيديولوجي”.

وأشار إلى أن  مصر شريك موثوق للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وعلاقاتنا لم تخرج عن مسارها برغم الصعوبات في المنطقة ، لذا نحن نعمل على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة خاصة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والتعليم.

وأردف: «نستأنف دورنا كقوة استقرار في المنطقة ونقيمه مع الولايات المتحدة، وصداقتنا صامدة مع الولايات المتحدة وحجر استقرار للمنطقة المتوترة»، مؤكدًا أن “الشراكة مع الولايات المتحدة حجر الزاوية للاستقرار في المنطقة”.

آخر لقاءات شكري وبلينكن 

يذكر أن وزير الخارجية سامح شكري، التقى في 22 سبتمبر الماضي، في نيويورك نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والولايات المتحدة.

وتباحث الوزيران حول العلاقات الثنائية، وكذا القضايا الإقليمية والدولية التي تمثل أولوية للبلدين.

وكان اللقاء في إطار النشاط الدبلوماسي المكثف لوزير الخارجية على هامش مشاركته في أعمال الشق رفيع المستوى للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ربما يعجبك أيضا