بعد زيارة فيتنام.. هل يسعى بايدن لاحتواء الصين أم إشعال حرب ضدها؟

شروق صبري
بايدن في فيتنام

وصف الرئيس الأمريكي زيارته فيتنام بأنها تهدف لتوفير الاستقرار العالمي، وليس لأجل خلق حرب باردة مع الصين، فهل هذا صحيح؟


قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن زيارته فيتنام لا تهدف لبدء حرب باردة مع الصين، بل كانت جزءًا من جهد أوسع لتوفير الاستقرار العالمي.

وأضاف بايدن، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الفيتنامية بعد حضوره قمة مجموعة الـ20 في الهند: “الأمر لا يتعلق باحتواء الصين، بل يتعلق بإظهار علاقات أقوى ومستقرة مع هانوي”، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس، اليوم الاثنين 11 سبتمبر 2023.

مواجهة الصين

أشارة الوكالة الأمريكية إلى أن بايدن ذهب إلى هانوي،  في حين رفعت فايتنام الولايات المتحدة إلى أعلى مكانة دبلوماسية، فضلًا عن كونها شريكًا استراتيجيًّا شاملً، معتبرةً هذا دليل على مدى تطور العلاقة بين الجانبين.

اقرأ أيضًا| قمة الـ20 بنيودلهي.. هل تكشف أمريكا عن بديل لمبادرة الحزام والطريق؟

وجاء في تقرير الوكالة، أن هذه الشراكة الموسّعة تعكس جهدًا أوسع في مختلف أنحاء آسيا لمواجهة نفوذ الصين، وقال بايدن إن فيتنام تريد إظهار درجة من الاستقلال، وإن الشركات الأمريكية تبحث عن بديل للواردات من المصانع الصينية.

زعماء الصين وأمريكا

زعماء الصين وأمريكا

حرب باردة

أشار الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الفيتنامية، إلى أنه سافر بأنحاء العالم في 5 أيام من واشنطن إلى نيودلهي والآن هانوي، مستعرضًا الجهود التي تبذلها إدارته لتشكيل تحالفات، وسيتوقف بايدن في ألاسكا في طريقه إلى منزله، اليوم الاثنين، لإحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر.

وقال بايدن: “إننا نفكر كثيرًا في مصطلحات الحرب الباردة، والزيارة لا علاقة لها بذلك، لكنها تهدف لتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار في جميع أنحاء العالم، فضلًا عن تهدئة التوترات مع الصين”. وأضاف:”لدينا فرصة لتعزيز التحالفات بأنحاء العالم للحفاظ على الاستقرار، وهذا هو ما تدور حوله هذه الرحلة.

استقرار العلاقات

أوضح الرئيس الأمريكي للصحفيين أنه التقى رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانج، في أثناء وجوده بالهند لقمة الـ20، التي حضرها الأخير نيابة عن الرئيس شي جين بينج، وتحدثا عن الاستقرار ولم يسع للمواجهة على الإطلاق”، ويعد هذا أعلى مستوى من التفاعل بين مسؤولي البلدين، منذ أن أجرى بايدن وشي محادثات على هامش مجموعة الـ20 بإندونيسيا، العام الماضي.

اقرأ أيضًا| تقرير: غياب بوتين وشي عن مجموعة العشرين فرصة بايدن لتعزيز نفوذ أمريكا

ونقلت أسوشيتد برس عن مسؤول في إدارة بايدن، لم تكشف عن هويته، إن التبادل بين جلسات مجموعة الـ20، يوم السبت الماضي، كان قصيرًا، ولم يكن من الواضح من الذي اتصل بمن، لكن بايدن كان مهتمًا برؤية لي، والتأكيد على رغبته في تحقيق الاستقرار في العلاقة المتقلبة بين البلدين.

بايدن في فيتنام

عقد بايدن اجتماعات مع قادة فيتنام، بعد وصوله إلى البلاد، ورحب بالشراكة الجديدة، وقال إنه يأمل تحقيق تقدم في مجالات المناخ والاقتصاد وقضايا أخرى. وأضاف، خلال لقاء الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي، نجوين فو ترونج: “يمكننا تتبع تقدم مدته 50 عامًا من الصراع إلى التطبيع، إلى هذا الوضع الرفيع الجديد”.

واعتبر بايدن نفسه جزءًا من “جيل فيتنام”، رغم أنه لم يخدم في حرب. بعد تأجيله 5 مرات حتى أعفي من الخدمة العسكرية، لأنه كان يعاني من الربو عندما كان مراهقًا. ووصف فيتنام بأنها صديقة وشريكة موثوقة، وعضو مسؤول في المجتمع الدولي، حسب ما ذكر تقرير أسوشيتد برس.

الرئيس الأمريكي جو بايدن

الرئيس الأمريكي جو بايدن

الولايات المتحدة وفيتنام

حسب تقرير الوكالة الأمريكية، وصف بايدن الولايات المتحدة وفيتنام بأنهما شريكان مهمان في وقت حرج للغاية. ولم يناقش كيف ساهم صعود الصين الاقتصادي والجيوسياسي في توسيع الشراكة بين البلدين، ومع ذلك كان من الصعب تفسير الاحتضان المتبادل دون نفوذ بكين المتزايد.

ومنحت فيتنام في السابق نفس المستوى من العلاقات للصين وروسيا. لكن رفع مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة يشير إلى أن فيتنام تريد حماية صداقاتها، في حين تبحث الشركات الأمريكية والأوروبية عن بدائل للمصانع الصينية. ومع التباطؤ الاقتصادي في الصين وتوحيد شي للسلطة السياسية، يرى بايدن فرصة لجلب المزيد من الدول، مثل فيتنام وكمبوديا، لصف أمريكا.

العلاقات التجارية

أعرب بايدن وترونج عن سعادتهما برؤية بعضهما البعض مرة أخرى، بعد اجتماعهما الأخير قبل حوالي 8 سنوات في واشنطن. وكان بايدن نائبا للرئيس في ذلك الوقت. وقالت وزيرة التجارة الأمريكية، جينا ريموندو، إن الرؤساء التنفيذيين الذين تحدثت معهم يصنفون فيتنام كمكان لتنويع سلاسل التوريد، التي كانت، قبل جائحة فيروس كورونا، تعتمد بقدر مفرط على الصين.

ووفق بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي، تضاعفت الواردات من السلع الفيتنامية تقريبًا منذ عام 2019، لتصل إلى 127 مليار دولار سنويًا. ولكن من غير المرجح أن تتمكن فيتنام، التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة، من مجاراة حجم التصنيع الصيني. وفي عام 2022، صدرت الصين، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، 4 أضعاف ما قدمته فيتنام من السلع إلى الولايات المتحدة.

ربما يعجبك أيضا