بعد عزمه خوض الانتخابات.. اتحاد الشغل التونسي يوجه صفعة لـ”النهضة”

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

مواجهة سياسية بدأت ملامحها تتشكل في تونس، الاتحاد العام للشغل يستمر في تسجيل نقاط إيجابية في رصيده قبيل انتخابات تشريعية ورئاسية في أكتوبر المقبل.

فبتمثيله الهيئات النقابية يستعد الاتحاد لخوض المغامرة الانتخابية للمرة الأولى بعدما أكد أمينه العام نور الدين الطبوبي أن المنظمة النقابية لن تقف مكتوفة الأيدي، توجه قد لا يسّر عدداً من القوى المتواجدة في البرلمان التونسي حالياً، بعدما ألمح أمينه العام إلى أن الاتحاد سيدعم تيارات سياسية تكون قريبة إلى ما سماه “الهوى العمالي”.

صفعة لـ”النهضة”

دخول الاتحاد العام للشغل المعترك الانتخابي ستكون له تداعيات مباشرة على موازين القوى السياسية في البلاد، فوجوده في البرلمان قد يوجه صفعة ستقلص من حجم حركة النهضة.

التوتر بين الجانبين يتفاقم حديثاً بعدما قال الاتحاد إن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة يحاول استغلال حدث انفراج التعليم الثانوي لتسجيل بطولة واهية، وهو ما رد عليه الغنوشي بالقول إن حركته جزء رئيسي في الحكومة التي يفاوضها اتحاد الشغل وإن كل ما قررته الحكومة، النهضة جزء منه.

الشاهد والشغل.. تسويات واختلافات

رغم التسويات والاتفاقات الأخيرة بين حكومة يوسف الشاهد واتحاد الشغل التونسي، فإنها لا تلغي الاختلافات بينهما، فالاتحاد وصف الحكومة في وقت سابق بـ”الحكومة الأفشل” منذ ثورة الياسمين عام 2011 .

وبينما تركز حكومة الشاهد على ضرورة أن تكون المفاوضات في مستوى قدرتها على تحقيق المطالب. تتذمر الحكومة من تعرضها من نيران صديقة في إشارة إلى حزب نداء تونس.

وبحسب خبراء فإن الساحة السياسية التونسية تشهد إعادة تشكيل للتوازنات والتحالفات، بظهور تحالف جديد يضم النداء واتحاد الشغل التونسي وبعض الأحزاب اليسارية، فيما يضم  التحالف الآخر حركة النهضة وحزب يوسف الشاهد الذي يتم العمل على تأسيسه حاليًا.

شعبية جارفة

على مدار الأشهر الماضية حصد اتحاد الشغل التونسي نقاطاً عديدة وشعبية جارفة في الشارع التونسي، بعدما أجبر حكومة الشاهد على توفير أموال لزيادة أجور العاملين بالدولة، بعد شهور من المفاوضات بين الاتحاد والحكومة، تخلله خلافات وصلت حد تنفيذ إضراب شامل في مختلف مؤسسات البلاد الرسمية، آخرها الشهر الماضي.

 الاتحاد بات يتمتع بشعبية ونفوذ كبيرين في تونس، ودخوله الانتخابات بشكل مباشر يعني تقليص دور عدد من الأطراف على رأسها النهضة في البرلمان. بناء على ذلك، تحاول حركة النهضة مهادنة الاتحاد خوفا منه من جهة، فيما تحاول من جهة أخرى تحجيم دوره وشعبيته في الشارع.

 

ربما يعجبك أيضا