معركة جديدة أمام ماكرون بعد فوزه بولاية ثانية.. ما هي؟ «تفاعلي»

رنا أسامة
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون

بإمكان ماكرون، نظريًا، حلّ البرلمان الحالي مبكرًا وتقديم موعد الانتخابات التشريعية الفرنسية أسبوعين.


نجح إيمانويل ماكرون، في الفوز برئاسة فرنسا لولاية ثانية، في انتخابات حقق فيها فوزًا سهلًا على منافسته اليمينية مارين لوبان، لتبدأ الكتل السياسية معركة الانتخابات التشريعية المُقررة في يونيو المقبل.

وبحسب وكالة رويترز، تعهّدت زعيمة اليمين المتطرف إلى جانب جون لوك ميلانشون من اليسار المتطرف، بتحقيق انتصارات في الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي ستُحدد ما إذا كان ماكرون 44 عامًا يتمتع بأغلبية برلمانية للتصويت على سياساته. فما المُتوقع حدوثه قبل هذا الاستحقاق؟

خطوات أوليّة

المحكمة الدستورية الفرنسية

ستعلن المحكمة الدستورية الفرنسية رسميًا نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 24 إبريل 2022، يوميّ 27 و28 أبريل 2022. في غضون ذلك، يمكن لحكومة رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس، تقديم استقالتها. إذا وافق ماكرون، قد يُسمّي رئيس وزراء جديدًا لتشكيل حكومة انتقالية حتى انتخابات يونيو.

ومقرر عقد مراسم أداء اليمين قبل انتهاء ولاية ماكرون الحالية في 14 مايو. ويُتوقع أن يُجري سيد الإليزيه أول رحلة خارجية له بعد التصويت، إلى برلين، للقاء المستشار الألماني أولاف شولتز. وقد يحدث هذا في غضون أيام. كذلك سيُقدم ماكرون رؤيته لمستقبل أوروبا بمؤتمر في ستراسبورج في 9 مايو، وفق رويترز.

الانتخابات التشريعية.. ما آليتها؟

الانتخابات التشريعية الفرنسية...

في الفترة من 16 إلى 20 مايو 2022، يُتوقع أن يتقدم مرشحون من جميع الأحزاب للتسجيل من أجل التنافس على 577 مقعدًا في الانتخابات التشريعية التي تجري كل 5 أعوام، لاختيار أعضاء الجمعية الوطنية، وهي الغرفة الثانية في البرلمان الفرنسي إلى جانب مجلس الشيوخ. الجولة الأولى مُقررة في 12 يونيو. وفي الدوائر الانتخابية التي لا يحسم فيها أي مرشح الفوز بأغلبية مطلقة، ستجري جولة إعادة بعد ذلك بأسبوع.

يمكن للمرشحين خوض جولة الإعادة إذا فازوا بما لا يقل عن 12.5% من الأصوات في الجولة الأولى. ووفق رويترز، بإمكان ماكرون، نظريًا، حلّ البرلمان الحالي مبكرًا وتقديم موعد الانتخابات أسبوعين، وبالتالي قد يستغل الزخم من فوزه بالرئاسة أملًا في الفوز بمزيد من المقاعد بالبرلمان.

الحكومة الفرنسية الجديدة.. متى تُعين؟

بعد الانتخابات التشريعية، يُسمّي الرئيس الفرنسي “تقليديًا” رئيس وزراء جديدًا من الحزب الحاصل على أكبر عدد من الأصوات لتشكيل حكومة جديدة. وكان حزب ماكرون “الجمهورية إلى الأمام”، فاز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الماضية.

وإذا جاءت النتيجة مختلفة هذه المرة، فلن يكون أمام ماكرون خيار سوى تسمية رئيس وزراء من حزب آخر، ما قد يؤدي إلى ما كانت عادة فترة تعايش متوترة تشهد تقييدًا شديدًا للسلطات الرئاسية. أثناء فترة التعايش تلك، يظل الرئيس هو قائد القوات المسلحة، محتفظًا بنفوذ في السياسة الخارجية، مع تولّي الحكومة إدارة معظم الأمور اليومية المتعلقة بالدولة.

توقع بفوز حزب ماكرون

حزب ماكرون

توقع استطلاع حديث أجرته مؤسسة هاريس انتراكتيف، يوم 25 إبريل الجاري، فوز حزب ماكرون في الانتخابات التشريعية، ليرفع عدد المقاعد التي يشغلها بنحو ما بين 328 إلى 368 مقعدًا، بدلًا من 267 مقعدًا حاليًا، بأغلبية مُطلقة من 577 مقعدًا في الجمعية الوطنية الفرنسية.

وتوقّع الاستطلاع حصول حزب لوبان على 75 إلى 105 مقاعد، مقارنة بـ 8 مقاعد في انتخابات عام 2017، على أن تتراجع مقاعد جمهوريي يمين الوسط، إلى ما بين 35 لـ65 مقعدًا، مقارنة بـ 101 حاليًا. وأظهر الاستطلاع حصول “فرانس أونبويد” أو “فرنسا الأبيّة” اليساري المتطرف الذي يرأسه جان لوك ميلينشون على 25 إلى 45 مقعدًا، وحصول الحزب الاشتراكي وحلفاؤه على 20 إلى 40 مقعدًا.

رئيس وزراء فرنسا.. من أبرز المُرشّحين؟

قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس، إنه سيستقيل إلى جانب حكومته، مما يسمح لماكرون باختيار رئيس وزراء وحكومة جديدين لفترة رئاسته الثانية البالغة 5 سنوات.

ويتوقع محللون أن يُعيّن ماكرون إليزابيث بورن، وزيرة العمل الفرنسية، رئيسة للوزراء، وهي ثاني امرأة في فرنسا تشغل هذا المنصب، من بين أسماء أخرى أبرزها وزراء المالية والاقتصاد برونو لو مير، والداخلية جيرالد دارمانين، والزراعة جوليان دينورماندي. ويملك البرلمان السلطة لإجبار الحكومة على الاستقالة، لذا فإن اختيار رئيس الوزراء يجب أن يعكس إرادة الأغلبية، وفق الجارديان.

مهمة صعبة

وصفت الجارديان مهمة تعيين رئيس وزراء وحكومة جديدين في فرنسا بأنها “صعبة”، خصوصًا أن ماكرون سيتطلع لجذب الناخبين اليساريين الراديكاليين، الذين دعموا ميلينشون في الجولة الأولى من رئاسيات فرنسا، مع تجنب إبعاد مؤيدي لوبان.

ويواجه ماكرون مطالب بإظهار أنه رئيس “كل الفرنسيين” بعد فوزه بـ58.54٪ مقابل 41.46٪ للوبان، في تصويت جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة. كان ممكنًا أن يطلب سيد الإليزيه من كاستكس البقاء في منصب رئيس الوزراء، لكنه قال للإذاعة الفرنسية بوقت سابق من هذا الشهر، إن فرنسا ستبحث عن “قوة دافعة جديدة” إذا فاز ماكرون.

3 قوى سياسية جديدة

بحسب الجارديان، ظهرت 3 قوى سياسية بعد تراجع حزب الجمهوريين التقليديين من يمين الوسط، وحزب يسار الوسط الاشتراكي، وسط مؤيد لأوروبا يمثله حزب ماكرون “الجمهورية إلى الأمام”، مُحاطًا بيسار راديكالي يمثله ميلينشون، ويمين متطرف تمثله لوبان. وسيجد رافضي ماكرون صعوبة في تقبّل الأفكار المتطرفة، يسارية أو يمينية، بما في ذلك حزب الخضر، فإنه سيتعين عليهم اختيار تيار مُعين.

قالت مانون أوبري، المُنتمية إلى حزب فرنسا الأبيّة اليساري: “سننشئ اتحادًا حول برنامج ومشروع. ثمة 3 كتل سياسية الآن في البلاد، يمين متطرف ويمين ليبرالي وكتلتنا اليسار الراديكالي”. كان ماكرون وعد باحتواء غضب داعمي اليمين المتطرف أو الممتنعين عن التصويت في الجولة الثانية من رئاسيات فرنسا.

ربما يعجبك أيضا