بعد ملاحقته جنائيًّا.. «نيويورك تايمز»: ترامب موصوم بـ«عار أبدي»

رنا أسامة

الإحالات الجنائية غير المسبوقة تشير إلى أن الرئيس الأمريكي السابف، دونالد ترامب، انتهك القسم الدستوري وارتكب أيضًا سلسلة جرائم يعاقب عليها القانون.


رأت الكاتبة الأمريكية، بريندا وينيبل، إن الرئيس السابق، دونالد ترامب، صار موصومًا بـ”عار أبدي”، بعد تصويت لجنة تشريعية لصالح توجيه تهم جنائية ضده.

وأشارت الكاتبة، في مقال نشرته “نيويورك تايمز“، يوم الجمعة 23 ديسمبر 2022، إلى تصويت “لجنة 6 يناير” بمجلس النواب، المعنية بالتحقيق في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، العام الماضي، لصالح توجيه تهم جنائية إلى ترامب، بينها التحريض على العنف.

مخطط ترامب

خلال الجلسة العلنية النهائية، يوم الاثنين الماضي 19 ديسمبر 2022، شدد رئيس لجنة “6 يناير”، النائب بيني طومسون، على عدم السماح بتكرار أي محاولة لإلغاء النتائج المشروعة للانتخابات، أو إعاقة التداول السلمي للسلطة، أو إثارة تمرد.

وأفاد عضو الكونجرس، جيمي راسكين، بوجود أدلة تدفع إلى إحالة ترامب إلى وزارة العدل بـ4 تهم جنائية، زاعمًا أن الرئيس السابق دبر مخططًا كان من شأنه، إذا نجح، أن يحرم الأمريكيين من حقهم الانتخابي المقدس.

إحالات غير مسبوقة

قالت بريندا وينيبل، في مقالها، إن هذه الإحالات الجنائية غير المسبوقة تشير إلى أن ترامب، الذي أقسم بصفته رئيسًا للولايات المتحدة اليمين لدعم الدستور، لم ينتهك هذا القسم فقط، بل ارتكب أيضًا سلسلة جرائم يعاقب عليها القانون.

وأضافت أن الإحالة ذات الصلة بالتحريض على التمرد، هي الأكثر إثارة للدهشة، والأصعب في التنبؤ، والأهم، بالنظر إلى عواقبها التي تشمل منع الرئيس السابق من تولي منصب سياسي، ما يهدد خططه للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024.

ترامب

قصة تحذيرية

أشار المقال إلى أن اللجنة عندما وضعت هذه الإحالات، أخذت في اعتبارها أحداثًا من الماضي. وخلال الجلسة، ألقت النائبة، ليز تشيني، حديثًا مؤثرًا عن جدها الأكبر، صموئيل فليتشر تشيني، الذي خدم بمشاة أوهايو خلال الحرب الأهلية.

وقالت إنه بعد الحرب، سار مع زملائه الجنود في استعراض عسكري أمام الرئيس السابق، أندرو جونسون،. ومثل ترامب، خضع جونسون، الرئيس الـ17 للولايات المتحدة، لمساءلة، لكن جرت تبرئته وعاد إلى منصبه، كأن شيئًا لم يحدث. أضافت: “هذه قصة تحذيرية”.

جونسون وترامب.. تشابهات واختلافات

بعد فوز يوليسيس إس. جرانت في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 1868، عاد جونسون إلى منزله في تينيسي، وبدأ يخطط لعودته، التي لم تكن غير قانونية، رغم صعوبتها.

وفي حين أن جونسون لم يحاول إلغاء انتخاب جرانت، أو عرقلة تسليمه السلطة سلميًّا، فإنه، كما ترامب، رفض حضور تنصيب خليفته. وأساء استخدام منصبه، وانتزع مهام الكونجرس، بما في ذلك حقه في تحديد مؤهلات أعضائه، وسط شكوك بشأن تحريضه على التمرد أو تواطئه فيه، بحسب المقال.

ترامب وأندرو جونسون

نجاة من العزل

عندما بدأت إجراءات عزل جونسون في العام 1868، واجه تهمًا بانتهاك الكونجرس وتهميشه وعرقلة قوانينه. وعندما دافع عنه النائب جون بينجهام من ولاية أوهايو، ذكّره أعضاء بمجلس الشيوخ بأن “لا أحد فوق القانون. ولا يمكن السماح لمنصب، مهما كان عاليًا، أو محسوبية، مهما بلغت قوتها، بإيواء الجريمة”.

غير أن جونسون نجا من العزل المحقق بفارق صوت واحد، ولم يواجه إدانة، وهو الأمر الذي مكن جونسون “الشائن” من العودة إلى واشنطن عام 1875، عضوًا في مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي، متجردًا من أي شعور بخزي أو عار، كونه كان يرى أنه لم يرتكب أي خطأ، وفق المقال.

بصيص أمل

بالعودة إلى ترامب، فإن الإحالات الجنائية الـ4 تبعث بصيص أمل في حرمانه من تولي أي منصب سياسي، بالانتخاب أو التعيين، مجددًا. وهذا هو الهدف من المساءلة، “ضمان وفاته سياسيًّا”، وفق تعبير الكاتبة، التي رأت أنه أيًا ما تقرره وزارة العدل، فإن “لجنة 6 يناير” حققت ما عجزت محاكمة عزل ترامب عن تحقيقه.

وبسلسلة إحالات تستند إلى أدلة على إساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونجرس، والمساعدة والتحريض على التمرد من جانب رئيس أمريكي، “سيذكر التاريخ ترامب بأنه خارج عن القانون، سواء أدين أم لا، على أن يلاحقه عار أبدي، في نهاية كان يستحقها أيضًا  أندرو جونسون”، على حد تعبير المقال.

ربما يعجبك أيضا