بعد نقل قواعدها لحمص.. هل تتفادى إيران الضربات الإسرائيلية مجددًا؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

الحسابات الإيرانية في سوريا، ومحاولات طهران فرض نفسها بالقوة في أي اتفاق دولي يخص الشأن السوري، تقابلها من جهة أخرى ضغوط كبيرة تتمثل في الضغوط الأمريكية والضربات الإسرائيلية فضلاً عن الموقف الروسي المخفف في هذا الشأن.

طهران تحاول التأقلم مع التطورات الأخيرة، فتعمل على نقل وجودها العسكري من مطار دمشق إلى مطار تي فور هرباً من القصف الإسرائيلي، وفق وسائل إعلام إسرائيلية. أما في الشرق السوري فتحاول إيران إعادة الزخم لميليشياتها تحضيرا للانسحاب الأمريكي وما قد ينتج عنه من صراعات للسيطرة.

إعادة تموضع

إيران تسحب مركز إمدادها العسكري في سوريا من دمشق إلى حمص وفق تعليمات الحرس الثوري الإيراني  تفادياً للضربات الإسرائليية المتتالية.

القاعدة العسكرية الموجودة قرب قرية التياس بريف حمص الشرقي تعد أكبر مطار عسكري في سوريا، وقد استهدفته إسرائيل مرتين العام الماضي ما أدى إلى مقتل عناصر إيرانية.

تشير وقائع إلى أن نقل طهران لمركزها العسكري من دمشق إلى حمص لن يحميها من الغارات الإسرائيلية التي ترفض الوجود الإيراني في سوريا وتعتبره تهديداً لها خصوصا أنه جاء عقب إعلان واشنطن الانسحاب من سوريا.

وفيما لم تنشر دمشق نظام الدفاع الصاروخي إس 300 المضاد للصواريخ في مطار “تي فور” أكملت تشغيله في مدينة مصياف جنوب غرب مدينة حماة. مشهد يفرض تساؤلات بشأن الموقف الروسي ويعكس تبدلاً في المعادلات العسكرية في ظل ترقب لأي تصعيد جديد في سوريا.

خبراء يشيرون إلى أن القاعدة العسكرية الجديدة قريبة من مناطق نفوذ حزب الله والميليشيات المتواجدة بالقرب من القصير والحدود اللبنانية في محاولة للإبقاء على خطوط الإمداد من إيران عبر العراق مفتوحة.

نظام الأسد.. لإيران أم روسيا ؟

كل الضربات الإسرائيلية تشن بتنسيق عال مع الروس خاصة العمليات الأخيرة ضد أهداف إيران قرب دمشق، فروسيا تمارس ضغوطاً على إيران من أجل مغادرة تلك المناطق وإعادة انتشارها في أماكن أخرى خاصة في ظل الانفتاح الدبلوماسي على دمشق وإعادة بعض الدول فتح سفاراتها مجدداً في دمشق.

أما داخل النظام الأسد، فالانقسام على أشده وأبلغ مثال على ذلك الخلاف الذي وصل إلى حد الاقتتال بين ماهر الأسد قائد ميليشيا الفرقة الرابعة وسهيل الحسن قائد ميليشيا قواتِ النمر والفيلق الخامس التابعة للروس، كما أن هناك صراعًا أجنحة داخل النظام، فهناك فريق يميل إلى الروس وآخر يتمسك بالشريك الإيراني.

خبراء ومحللون للمشهد السوري يشيرون إلى وجود خط ساخن في كل العلميات الإسرائيلية التي قامت ضد المواقع الإيرانية مع الروس.

المواجهة مع إسرائيل

سوريا هي إحدى أهم ساحات المواجهة الإيرانية مع إسرائيل، فاتفاقيات الدفاع المشترك بين البلدين أتاحت للمستشارين الإيرانيين إدارة فصول الحرب خلال السنوات الماضية بجانب عدد من الميليشيات المسلحة المحسوبة على إيران وأهمها حزب الله وفاطميون وزينبون والنجباء وكلها مصنفة في قوائم الإرهاب الأمريكية.

وإسرائيلياً، تبدو حكومة نتيناهو ماضية في خططها باستهداف الوجود الإيراني في سوريا، ويرى نتنياهو أن الرسائل التي كانت توجه عبر موسكو بتجنب اقتراب الأطراف المحسوبة على إيران لم تعد تجدي نفعاً، وعليه كثفت إسرائيل غاراتها تجاه ما تقول تل أبيب بأنه وحدات إيرانية لا يتوانى نتيناهو عن الضرب في ظل دعم أمريكي وغض طرف روسي .

توغل إيراني اقتصادي

بيد أن التوغل الإيراني في سوريا لا يقتصر على الآلة العسكرية فحسب، لكنه تمثل بالتوغل الاقتصادي، فضمان الوجود والبقاء داخل الحيز السوري رُصدت له ميزانية خاصة، بحسب تصريحات سابقة لقادة إيرانيين.

وبغية تطبيق النموذج اللبناني داخل سوريا تتبع طهران مساراً جديداً يتعلق بتكثيف المعاملات الاقتصادية، فبعد أن اشترى إيرانيون ببعض البقاع السورية عقارات ومحال تجارية لفرض وجودهم جغرافيا، كثفت وفود اقتصادية إيرانية كان آخرها إسحاق جهانغيري، النائب الأول للرئيس الإيراني حسن روحان بحثاً عن استغلال اقتصادي في البلد الخارج تدريجياً من ثورة وحرب طاحنة.

وتهدف طهران من زيادة نفوذها الاقتصادي إلى البحث عن قنوات تدر عليها السيولة النقدية الأجنبية الشحيحة، من خلال استغلال الأوضاع الاقتصادية المتردية في عدد من المحافظات السورية.
https://www.youtube.com/watch?v=qK60J0w2LSc

ربما يعجبك أيضا