«بيرقدار تي بي 2».. مسيرات تركيا تشعل الصراع الليبي مجددًا

أحمد  حويدق

قدم المبعوث الأممي في ليبيا عبدالله باتيلي، استقالته للأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريش، وذلك لما وصفه بتعنت القادة الليبيين وعدم رغبتهم في التوصل لحل للأزمة الليبية.

الاستقالة جاءت قبل أيام من عقد “المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة الوطنية” المقرر في مدينة سرت الساحلية يوم 28 أبريل، وبالتزامن مع الاتهامات التي وجهها بعض الساسة الليبية مجددًا بشأن أهداف وجدوى البعثة العسكرية البحرية الأوروبية في البحر الأبيض المتوسط “إيريني”، الخاصة بمكافحة تهريب الأسلحة التابع للأمم المتحدة.

تجاوزات في الملف الشائك

كشف التقرير الشهري الرسمي لعملية إيريني، عن رصد 10 رحلات جوية مشبوهة من تركيا إلى ليبيا خلال شهر مارس الماضي، رغم الحظر الأممي، حيث تم فحص إجمالي 1388 رحلة جوية في إطار الرصد والمراقبة.

وبحسب التقرير فهناك 7 رحلات نقلت طائرات بدون طيار من نوع “بيرقدار تي بي 2” التركية إلى غرب ليبيا؛ وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت في تقرير سابق لها أن “تركيا على رأس الدول التي لم توقف توريدها للسلاح إلى ساحات القتال في ليبيا، ولكنها أوقفت مساعيها الدبلوماسية لحل الأزمة”.

وأشارت إلى أن أنقرة أرسلت على مدار السنوات الثلاث الماضية عشرات الأجهزة ومعدات الحرب الإلكترونية والصواريخ الموجهة وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المسيرة والطائرات الهجومية إلى غرب ليبيا.

اتفاق توريد الطائرات

في السياق، يقول الخبير العسكري الليبي، محمد الترهوني، إنه خلال زيارة وفد رفيع المستوى تابع لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة إلى تركيا في مطلع مارس الماضي، تم التوصل إلى اتفاق بشأن توريد طائرات بدون طيار إلى طرابلس، وتم التوقيع على مذكرة تفاهم في “المجال العسكري وزيادة فعالية وحدات الجيش الليبي من خلال برامج تدريبية نوعية” بين وزير الدفاع التركي، يشار جولر، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية ووزير الدفاع عبد الحميد الدبيبة، حيث وصف الأخير التعاون مع تركيا في هذا المجال بأنه أولوية لبلاده.

واعتبر الخبير العسكري الليبي، أن توريد أسلحة مثل طائرات “البيرقدار” ووضعها بيد الميليشيات المسلحة، يخل بموازين القوى في المنطقة، ويغير قواعد الاشتباك المسلح الذي يندلع بشكل مستمر بين هذه الميليشيات لأسباب متعددة ومختلفة.

وأشار الترهوني، إلى أن مناطق طريق المطار، وجزيرة المدار، بالعاصمة طرابلس منذ أيام، شهد اشتباكات عنيفة بين ميليشيات تتبع جهاز دعم الاستقرار، وأخرى تتبع “القضائية” التابع لجهاز الردع، الأمر الذي تكرر لأكثر من مرة على مدار السنوات الأخيرة الماضية.

أكثر الطائرات بدون طيار تطورًا

تعتبر “البيرقدار” التركية من أكثر الطائرات بدون طيار تطورًا في العالم، حيث حطمت المسيرّة رقما قياسيًا في تاريخ الطيران التركي من خلال التحليق المستمر لمدة 27 ساعة و3 دقائق في ظروف جغرافية ومناخية صعبة مثل ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية.

وأثبتت طائرات “بيرقدار” كفاءتها في ليبيا بين عامي 2019-2020 ضد قوات الجيش الوطني، وفي العديد من المواجهات المختلفة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تم استخدامها من قبل مجموعات مسلحة مختلفة في طرابلس لمكافحة المهربين في مدينة الزاوية، بالإضافة إلى مواجهة الجماعات المسلحة الموالية لرئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا، وحتى في الاشتباكات العديدة التي اندلعت بين الميليشيات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

ربما يعجبك أيضا