تعرف إلى ردود فعل حركات اليمين المتطرف على أزمة أوكرانيا

آية سيد

بعد مرور أسبوع على الغزو الروسي لأوكرانيا, كيف تفاعلت حركات اليمين المتطرف في الغرب مع الحرب؟


على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية تباينت ردود فعل اليمين المتطرف في دول أوروبا وكذلك الحال في الولايات المتحدة الأمريكية على الحرب التي اكتمل أسبوعها الأول اليوم.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الحشد الواضح لجماعات اليمين المتطرف قد يصبح إشكاليًّا للحكومة الأوكرانية، وقد يلعب لصالح تصوير بوتين لأوكرانيا على أنها دولة فاشية، ما يدعم استمرار الحرب الروسية الأوكرانية بوصفها حربًا على النازيين الذين يسيطرون على الحكومة في كييف.

لماذا يحب اليمين المتطرف بوتين؟

أفاد تقرير في صحيفة الجارديان البريطانية يوم أول من أمس الثلاثاء 1 مارس 2022 الحالي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحظى بقاعدة جماهيرية حماسية وسط اليمين المتطرف في الغرب، ذلك أن قيمهم تتواءم بطريقة مثالية مع الأيديولوجيات والميول السياسية لبوتين. وذكر التقرير أيضًا أن اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية يحب بوتين بسبب ما فعله في روسيا والطريقة التي قضى بها على حقوق المرأة.

هذا بالإضافة إلى أن اليمين المتطرف في واشنطن يؤيد بوتين ويحبه لهجومه على المثليين والمتحولين جنسيًّا أيضًا، فضلًا عن  أن الرئيس الروسي يرفض الليبرالية الغربية. وإلى جانب ما سبق من أسباب يحب جناح اليمين قوة بوتين أيضًا. فقد وجد استطلاع لياهو نيوز/يو جوف في شهر يناير الماضي أن 62% من الجمهوريين والمستقلين ذوي الميول الجمهورية يعتقدون أن بوتين “قائد أقوى” من رئيس الولايات الأمريكية جو بايدن.

دوافع اليمين المتطرف للانضمام إلى القتال

أوردت صحيفة نيويورك تايمز في 25 فبراير الماضي 2022 أن “الحرب الروسية الأوكرانيا أثارت موجة من النشاط وسط قادة الميليشيات الأوروبية اليمينية المتطرفة الذين لجؤوا إلى الإنترنت لجمع الأموال وتجنيد المقاتلين وتجهيز السفر إلى الخطوط الأمامية لمواجهة الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب مجموعة سايت للاستخبارات، وهي منظمة أمريكية غير حكومية متخصصة في تعقب الجماعات المتطرفة”.

وقالت مديرة مجموعة سايت ريتا كاتز إن الدافع للسفر إلى أوكرانيا هو الحصول على تدريب قتالي بالإضافة إلى كونه يحمل دوافع أيديولوجية، لأن هذه الجماعات اليمينية المتطرفة ترى القتال ضد روسيا قتالًا ضد الشيوعية وتربط روسيا الحديثة ورئيسها بوتين بالاتحاد السوفييتي السابق. ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أن “الحشد الواضح لجماعات اليمين المتطرف قد يسبب إشكالًا للحكومة الأوكرانية ويصوِّر لبوتين أن أوكرانيا دولة فاشية، وبالتالي تكون حربه معهم هي حرب على النازيين الذين يسيطرون على الحكومة في كييف”.

اليمين المتطرف في أوكرانيا ودعوات فرنسية وفنلندية

بحسب مجموعة سايت يبدو بعض النشاط مرتكزًا على كتيبة “آزوف” وهي وحدة في الحرس الوطني الأوكراني جذبت مقاتلين من اليمين المتطرف حول العالم ونشأت بعد الأزمة الروسية الأوكرانية الأولى عام 2014، وقاتلت الميليشيات الموالية لروسيا. وقبل وقت قصير من الحرب الروسية الأوكرانية الشاملة نشر قائد الجناح السياسي لكتيبة آزوف إعلانًا على منصة تليجرام يدعو إلى “التعبئة العامة” للجماعة ووجّه المتطوعين إلى مصادر التجنيد على الإنترنت.

ونشرت جماعة “كارباتيان سيش” الأوكرانية معلومات خاصة بالتبرعات على قناتها على تليجرام لجمع الأموال من متابعيها عبر باي بال، وفقًا لنيويورك تايمز. وتابعت الصحيفة بأن الدعوات نفسها تشاركتها مواقع يمينية متطرفة فنلندية وفرنسية، منها موقع “أو سي”. ونشرت الجماعة بيانًا مواليًا لأوكرانيا على قناتها على تليجرام لتشجيع مشتركيها على التبرع لجماعة كارباتيان سيش. وذكر تقرير سايت أن مستخدمي تليجرام من النازين الجدد والمتعصبين لسيادة البيض من فنلندا شجعوا الفنلنديين على القتال مع أوكرانيا.

حركة “آزوف”

الصحفي الاستقصائي المتخصص في دراسة ظاهرة اليمين المتطرف في الجيش الأوكراني والجماعات شبه العسكرية في أوكرانيا أوليكسي كوزمينكو أشار في تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية اليوم الخميس 3 مارس الحالي 2022 إلى وجود “مؤشرات واضحة على أن حركة آزوف ليست على وفاق تام مع الحكومة في أوكرانيا” وذكر أن قائد الجماعة أندري بيلتسكي انتقد الرئيس الأوكراني علنًا لدخوله مفاوضات مع روسيا بعد أيام من الحرب الروسية الأوكرانية التي تهدد الآن بتطويق كييف والمدن الكبرى الأخرى.

وذكر الكاتب أيضًا أن هذه التصريحات تشير إلى أن “حركة آزوف اليمينية المتطرفة النشطة دوليًّا سوف تستمر في متابعة أجندتها الخاصة وقت الحرب الروسية الأوكرانية، حتى لو كانت غير متوافقة مع الحكومة”. كما لفت أيضًا إلى أن حركة آزوف حصلت على دعم عسكري غربي، بصفتها جزءًا من الحرس الوطني الأوكراني، الأمر الذي صنع موقفًا معقدًا فأصبح الوضع أكثر استقطابًا بحقيقة أن أوكرانيا في خضم حرب مع روسيا.

حجم نفوذ اليمين المتطرف في أوكرانيا.. وهل تستطيع “آزوف” استغلال الأزمة لصالحها؟

أورد تقرير بتاريخ 22 فبراير الماضي 2022 لموقع نوفارا ميديا، وهي منظمة يسارية مستقلة يقع مقرها في بريطانيا، أن نفوذ اليمين المتطرف الأوكراني محل خلاف بين المراقبين. ففي حين أن الآلة الدعائية الروسية تتجه إلى المبالغة فيه تنحو تغطية الإعلام الغربي إلى التقليل من شأنه لتجنب ترديد روايات الكرملين. نتيجة لهذا اتجهت التغطية الدولية لتدريبات آزوف للدفاع المدني إلى وصفها كمظهر من مظاهر تحرك الأوكرانيين العاديين للدفاع عن أنفسهم أكثر من كونها مثالًا على الاستراتيجية السياسية لآزوف.

وأورد التقرير أنه من الصعب التنبؤ إلى أي مدى ستستطيع حركة آزوف تحويل الأزمة الحالية إلى رأس مال سياسي، فقلق الحركة بشأن صورتها قد يعني أن المتطوعين من اليمين المتطرف من الخارج لن يلعبوا دورًا رئيسًا في آزوف كما فعلوا في المرحلة الأولى من الحرب. ووفقًا للتقرير فإنه عندما اندلع الصراع في 2014 توافد النازيون الجدد من جميع أنحاء أوروبا إلى أوكرانيا للانضمام إلى الجانبين الأوكراني والروسي، لكن وجود مقاتلين يمينيين من الخارج كان مُكلفًا لسُمعة آزوف.

ربما يعجبك أيضا