تغيير السياسة الأمريكية وخفض المساعدات.. ومستشار الرئيس: نتحضر للأسوأ

محمود

رؤية – محمد عبد الكريم
 
 القدس المحتلة – بعد قراره الاعتراف غدًا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة التاريخية في قرار يلغي سياسة أمريكية قائمة منذ عشرات السنين ويهدد بإثارة اضطرابات جديدة بالشرق الأوسط.
 
وتصديق واشنطن على زعم إسرائيل بأحقيتها بكل المدينة كعاصمة لها سيقضي على سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين والقائلة بأن وضع القدس يجب أن يحدد من خلال المفاوضات مع الفلسطينيين الذين يريدون القدس الشرقية عاصمة لبلدهم في المستقبل.
 
ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ومسيحية مقدسة.
 
وانضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان، الذين اتصل بهم ترامب، إلى قائمة الأصوات المعارضة التي حذرت من أن أي خطوات أمريكية أحادية بشأن القدس ستخرج جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة عن مسارها وتفجر اضطرابات بالمنطقة.
 
وقال البيت الأبيض إن ترامب تحدث أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
 
ونتنياهو هو الوحيد الذي لم يصدر مكتبه بيانا بعد الاتصال. ورحب وزير إسرائيلي بقرار ترامب وأكد أن إسرائيل ستكون مستعدة لمواجهة أي أعمال عنف.
 
ويبدو ترامب، الذي وعد خلال حملته الانتخابية الرئاسية العام الماضي بنقل السفارة إلى القدس، عازما على إرضاء القاعدة اليمينية المؤيدة لإسرائيل التي ساعدته في الفوز بالرئاسة، ولا توجد لأي دولة أخرى سفارة في القدس.
 
وبرغم ذلك فإن المشاورات الداخلية بشأن وضع القدس لا تزال مشوبة بالتوتر، فقد ذكر مسؤولون أمريكيون آخرون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم أن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي وديفيد فريدمان سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ضغطا بقوة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها في حين عارض وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس نقل السفارة.
 
لكن ترامب المتلهف تدخل أخيرا وأبلغ مساعديه الأسبوع الماضي أنه يريد تنفيذ وعده الانتخابي.
 
وأثارت أنباء إعلان ترامب الوشيك بخصوص القدس بالفعل شبح اندلاع احتجاجات عنيفة.
 
وأمرت وزارة الخارجية الأمريكية بفرض قيود على حركة دبلوماسييها داخل وحول أجزاء من القدس وحذرت البعثات الدبلوماسية الأمريكية في أرجاء الشرق الأوسط من احتمال وقوع اضطرابات.
 
وقال نبيل أبو ردينة -المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس- إنه “حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم”، وإنه ناشد أيضا البابا فرنسيس وزعماء روسيا وفرنسا والأردن بالتدخل.
 
لكن مسؤولا أمريكيا قال: إن ترامب أكد للرئيس عباس أنه لا يزال ملتزما بتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني.
 
ورغم أن ترامب لم يعلن دعم حل الدولتين للصراع فقد قال المسؤولون الأمريكيون، للصحفيين، إنه مستعد لفعل ذلك إذا اتفق عليه الطرفان في استمرار للتملص مما كان حجر زاوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.
 
وفي سياق متصل، أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يخفض بشدة مساعدات قدرها 300 مليون دولار أميركي تقدمها الولايات المتحدة سنويا للسلطة الفلسطينية.
 
وأيد المجلس الليلة الماضية،  قانون “تايلور فورس” الذي سُمي باسم جندي أمريكي عمره (29 عامًا) قتل في عملية طعن نفذها فلسطيني خلال زيارته للبلاد في آذار 2016.
 
وربط بين استمرار تنفيذ المشروع واتخاذ السلطة خطوات لوقف ما قالوا إنها “مدفوعات وصفها مشرعون بالمكافأة على جرائم العنف” على حد زعمهم.
 
ويستهدف التشريع منع السلطة من دفع معاشات لأسر فلسطينية قتلتهم السلطات الإسرائيلية، أو زجت بهم في سجونها.
 
ولكي يصبح التشريع قانونا يتعين أن يقره مجلس الشيوخ أيضًا قبل أن يوقعه ترامب، وأقرت لجنتان بمجلس الشيوخ تشريعًا مماثلًا لكن لا توجد أنباء عن موعد نظر المجلس بكامل هيئته المشروع.
 
وجرى تعديل التشريع الذي أقره مجلس النواب ليسمح باستثناءات، مثل: استمرار التمويل لمشروعات المياه، ولقاحات الأطفال.
 
وقال مستشار الرئيس للشؤون الخارجية نبيل شعث: إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيدمر دور واشنطن في أي وساطة.
 
وصرح نبيل شعث -في مقابلة مع فضائية روسيا اليوم- أنه “إذا قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس أو اعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل فهو بذلك يكون قد دمّر الدور الأمريكي في أي وساطة لعملية سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.
 
وأضاف: “إننا كفلسطينيين نعد العدة للأسوأ وأن كل البدائل مقترحة وكلها تٌدرس بما فيه العودة إلى المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في الأرض المحتلة”.
 
وقال: إن الرئيس الأمريكي، قبل أن نسمع ما هو اقتراحه المتعلق بعملية السلام يبدأ بإغلاق السفارة الفلسطينية بواشنطن ثم بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ثم الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل”، متسائلا: “ماذا بقي له لكي يكون وسيطا نزيها وأمينا، هو بهذا الشكل لا وسيط ولا نزيه ولا أمين”.
 
وأكد مستشار الرئيس أن اعتراف ترامب بـ”القدس الموحدة” عاصمة لإسرائيل سواء نقَل السفارة أو لم ينقلها، وإذا نقلها يكون رمزيا قد اعترف أن العاصمة لإسرائيل هي القدس.
 
وعرج شعث قائلا: “في الحالتين نحن سنتوقف عن التواصل مع الولايات المتحدة حول أي أمر يتعلق بعملية السلام، موضحا أن ما يسميها الرئيس الأمريكي “صفقة القرن” قد انتهت ودُفنت.

ربما يعجبك أيضا