تقرير: المخططات الاستيطانية تستعر في الأراضي الفلسطينية

مراسلو رؤية

رؤية

نابلس – تناول تقرير الاستيطان الأسبوعي الذي يعده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، التسارع المحموم للأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، بالتزامن مع الخطوات العملية التي تنفذها حكومة الطوارئ في إسرائيل لضم أراضٍ فلسطينية للسيادة الإسرائيلية، دون الاكتراث بردود الفعل الدولية المنددة بذلك.

وأشار التقرير -الذي وصلت لـ”رؤية” نسخة عنه ويغطي الفترة من (9-15 مايو الجاري)- إلى أن الذكرى الـ72 للنكبة تأتي هذا العام والمخططات الاستيطانية الإسرائيلية تستعر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال الإعلان عن عشرات المخططات الاستيطانية، وتجريف أراضٍ، وتدمير ممتلكات، إضافة لتصعيد المستوطنين عربدتهم واعتداءاتهم، خاصة في المناطق الزراعية والرعوية والمصنفة (ج)، لترحيل سكانها عن أراضيهم.

وتطرّق التقرير إلى ردود الفعل العربية والدولية المنددة بمحاولات استغلال إسرائيل انشغال العالم بجائحة “كورونا” من أجل تكريس السيطرة على الأراضي الفلسطينية، والتي كان آخرها تصريح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأخير، بأنه إذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية في تموز المقبل، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية، وتأكيده أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط.

كما قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” -في بيان، تزامنًا مع الذكرى الـ72 لنكبة الشعب الفلسطيني- إن السياسات العنصرية والاضطهاد الإسرائيلي الذي يُمارس يتم تنفيذه بشكل منهجي صارم على مدار العقود السبعة الماضية، وفي كل فلسطين التاريخية.

وفي المقابل، تواصل الإدارة الأمريكية مناوراتها في سياق دعواتها لتطبيق “صفقة القرن” باعتبارها البضاعة الوحيدة المعروضة في السوق، وقد استبق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وصوله إلى إسرائيل بتصريح قال فيه: إن قرار تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة الغربية يعود لإسرائيل، وليس للإدارة الأمريكية، فيما احتفى مسؤولون آخرون في الإدارة الأمريكية بذكرى مرور عامين على نقل سفارة بلادهم إلى القدس من خلال سلسلة تغريدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت وصف ما جرى بـأنه “خطوة تاريخية”.

وعلى النقيض من ذلك، وقع قادة أكثر من 50 مجموعة ليبرالية في الولايات المتحدة الأمريكية على رسالة موجهة للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، تطالبه فيها بتغيير السياسة الخارجية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية وقضايا أخرى.

ورصد التقرير قرارات سلطات الاحتلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، ويأتي قرار الاستيلاء على مناطق محاذية للحرم الإبراهيمي في الخليل في مرحلته الأخيرة، حيث ينزع بموجبه الصلاحية القانونية والإدارية عن المكان من بلدية الخليل، ويحولها للقائد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وفي القدس، قررت ما يسمى “اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء” في بلدية الاحتلال إيداع مخطط تهويدي يستهدف توسيع نفق المصرارة الذي يسمى نفق “تساهل”، على حساب شريط واسع من الأراضي الفلسطينية شرقًا من موقف السيارات والحافلات باتجاه حي الشيخ جراح، ليبلغ طوله حاليًا 800 متر؛ بحجة تخفيف أزمة السير، في محاولة لتغير وجه المدينة وطابعها.

 وسيبتلع هذا المشروع مساحة واسعة من الأراضي الفلسطينية على طول الشارع رقم (واحد)، الذي يفصل القدس الشرقية عن الغربية، ويشمل كل المنطقة الشمالية للبلدة القديمة من باب العامود، وشارع نابلس حتى شارع النفق أسفل الجامعة العبرية إلى شعفاط والعيسوية شمالًا وشرقًا حتى وادي الجوز، ويلتف إلى الشيخ جراح”.

ويقضي المخطط ببناء نفق يتفرع عن النفق الحالي في باب العمود، ويوازيه ليمتد على مدى 1300 متر على طول الشارع رقم واحد من جهة الشرق، ويخرج من نقطة موازية للفندق على أراضي الأوقاف الإسلامية في الشيخ جراح.

وفيما يلي مجمل الانتهاكات الإسرائيلية التي تم توثيقها خلال الأسبوع الماضي:

رام الله :هدمت قوات الاحتلال خيامًا وبركسات جنوب بلدة الطيبة شرق رام الله. وقطع مستوطنون نحو 40 شجرة زيتون في أراضي المغير شمال شرق رام الله، فيما منعت قوات الاحتلال التي تواجدت في المنطقة المواطنين من الوصول إلى أرضهم وتفقدها.

وفي بيتين إلى الشرق من رام الله، خط مستوطنون عبارات عنصرية على جدران منازل المواطنين منها “أنا لا أبرح حتى يُسفك الدم هنا”، و”حياة جنودنا أهم من حياة أعدائنا”، قبل أن يكتشف الأهالي أمرهم ويلوذوا بالفرار.

الخليل: استولت قوات الاحتلال على معدات وجسور حديدية من فرش الهوى غرب الخليل، كان تستخدم لاستصلاح أرض.

بيت لحم: تشير التقديرات إلى أن الاحتلال يخطط للاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي بلدات غرب بيت لحم، ويحاول منع الأهالي من البناء؛ فقد أخطرت سلطات الاحتلال بوقف العمل بثمانية منازل قيد الإنشاء وغرفًا زراعية في بلدة نحالين غرب بيت لحم في مناطق خلة العدس، وطايل، ووادي سالم.

ويخشى الأهالي من هجمة استيطانية شرسة تتعرض لها أراضيهم، وتحديدًا خلال حالة الطوارئ لمواجهة فيروس “كورونا”، من أجل توسيع حدود مجمع مستوطنة “غوش عصيون”. بعد أن نشرت مؤسسة استيطانية تدعى “ريجافيم”  فيديو لها على صفحات التواصل الاجتماعي، تقول فيه: “إنها تتابع التوسع العمراني للفلسطينيين، وهذا يعيق خطة الضم والمخطط المنوي تنفيذه لتوسيع الاستيطان في المنطقة”.

أخطرت قوات الاحتلال بوقف العمل في جدران استنادية ومتنزه يعود لبلدية نحالين غرب بيت لحم، كما اقتحم مستوطنون بلدة تقوع شرقًا، وتمركزوا عند المدخل الغربي، وتحديدًا في محيط مقر البلدية، وقاموا بأعمال استفزازية.

نابلس: يواصل المستوطنون بحماية جيش الاحتلال منذ أسبوعين تجريف أكثر من 30 دونما زراعيًّا من أراضي قرية بورين لصالح توسيع “مستوطنة يستهار”، كما اقتحمت مجموعة منهم مطلع الأسبوع الماضي الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال مدينة نابلس، بهدف تهويد المنطقة التي تحتضن العديد من الآثار والقبور التاريخية.

وعلى طريق طولكرم – نابلس سرق مستوطنون أشتال ومعدات زراعية من مشتل غرب نابلس.

فيما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، عقب استهدافهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال إقامة صلاة الجمعة فوق أراضي بلدة الساوية المهددة بالاستيلاء جنوب نابلس.

 كما رشق مستوطنو “يتسهار” مركبات المواطنين بالحجارة قرب قرية بورين جنوبا، وتسللوا بعدها إلى قرية بورين في محاولة لمهاجمة منازل المواطنين فيها، لكن الأهالي تصدوا لهم.

الأغوار: في إطار سياسة التضييق على المواطنين الفلسطينيين في الأغوار؛ بهدف ترحيلهم من المنطقة، سلمت قوات الاحتلال إخطارات بهدم منشآت زراعية في عدة مناطق.

وفي خربة أم القبة، يواصل المستوطنون رعي أبقارهم في أراضي المواطنين الزراعية؛ بهدف تخريب المحاصيل والسيطرة على أراضي الخربة.

وهدمت قوات الاحتلال، حظائر ماشية في منطقتي الرأس الأحمر والبقيعة في الأغوار الشمالية، واستولت على خطوط مياه زراعية، كما هدمت مجموعة حظائر ماشية في منطقة الرأس الأحمر.

جنين: قررت سلطات الاحتلال الاستيلاء على عشرات الدونمات، بهدف توسعة “مستوطنة ريحان” القريبة من جنين، وطرح عطاء من أجل إنشاء قرية استجمام للمستوطنين في تلك المنطقة، من خلال الاستيلاء على نحو 37 دونمًا محاذية للمستوطنة.

 كما اقتحم عشرات المستوطنين منطقة “ترسلة” بالقرب من قرية صانور جنوب جنين. وهي المنطقة التي سبق وأقيم عليها مستوطنة وتم إخلاؤها عام 2005، ورددوا هتافات عنصرية معادية للعرب والمسلمين، وأدوا طقوسًا تلمودية قبل أن يغادروا المنطقة.

ربما يعجبك أيضا