تمثال سليماني يثير الجدل في لبنان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

العلاقة بين ميليشيا حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لم تعد خفية، كلما اتضحت مظاهر هذه العلاقة، تظهر من جديد علامة تؤكد مدى الارتباط الوثيق بين الطرفين.

هذه المرة وفي تحد واضح للبنانيين والمجتمع الدولي كشفت ميليشيا حزب الله النقاب عن تمثال لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي قتل قبل أسابيع في غارة أمريكية قرب مطار بغداد الدولي، التمثال الجديد الذي نصبه حزب الله يؤشر إلى فلسطين.. لكن إلى أين تؤشر بوصلة فيلق القدس؟

جدل في لبنان

الخطوة هذه أثارت جدلًا واسعًا لدى اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتساءل النشطاء حول موقف الحزب إن نصبت بلدة أخرى مثلا نصبًا لقائد عسكري أمريكي أو عربي أو غيره، فيما رأى آخرون أنه كان من الأجدى نصب تماثيل لشخصيات لبنانية حقق في لبنان إنجازات.

الناشط الأحوازي محمد مجيد الأحوازي علق قائلًا “في منطقة مارون الراس جنوب لبنان يزيلون الستار عن تمثال لقاتل أطفال اليمن والعراق وسوريا قاسم سليماني.. لبنان محتل من قبل إيران”.

وكتبت ديانا مقلد “تمثال لقاسم سليماني في جنوب لبنان، وقبله ورقة مسربة من مدارس المهدي عن أسئلة توجه للأطفال عنه. وطبعا هناك الكلام المذيابي الذي قاله نصرالله عن مناشدته ملك الموت أن يقبض روحه لا روح سليماني كما دوما. محاولات عبثية تثير السخرية لتطويب مجرم قاتل بغلاف القداسة المزيف”.

سليماني في ورقة الامتحان

الأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصرالله، يرى بأن مقتل سليماني يشكل بداية مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة معتبرا أن سليماني ليس شأنا إيرانيًا فقط، بل هو يعني فلسطين ولبنان وسوريا والعراق.

يشار إلى أنه بعيد مقتل سليماني رفعت ميليشيا حزب الله على طريق مطار بيروت الدولي صورا لسليماني أثارت استنكار اللبنانيين والزوار القادمين إلى البلاد. كما أن بعض المدارس الفئوية في لبنان عمدت مؤخرا إلى تلقين التلاميذ معلومات عن سليماني ومناشدة زعيم الميليشيا حسن نصرالله قبل أيام لملك الموت أن يقبض روحه بدلا من سليماني!

نص الامتحان جاء كالتالي: من المقصود بعابر الأوطان؟ – اختر الإجابة الصحيحة: وُلد قاسم سليماني في: قم، أم طهران، أم كرمان؟ – متى عُيّن قائد فيلق الفجر؟ – متى منحه الخميني وسام الحرس الثوري؟ – متى استشهد بغارة أمريكية؟ – حدّد صفتين لسليماني، مبدياً رأيك بشخصيته.

مطلوب على قائمة الإرهاب

يعتبر قاسم سليماني أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، والأكثر تفضيلا لدى المرشد علي خامنئي، كما أنه قائد فيلق القدس الذي لا يتلقى أوامره إلا من المرشد شخصيًا. تحول سليماني خلال السنوات الماضية، إلى “رأس حربة إيران” في المنطقة العربية، حيث امتدت أصابعه إلى جبهات عدة بهدف العمل على تعزيز نفوذ طهران في دول عربية عدة، تشمل العراق وسوريا واليمن ولبنان.

وظل اسم سليماني، الذي انضم للحرس الثوري الإيراني عام 1979، لصيقا بدوائر ميليشيات الإرهاب في عدد من دول العالم”، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

وفي أعقاب اغتياله، قالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إن سليماني كان يعمل بنشاط ودأب على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأميركيين في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، مشيرة إلى أن سليماني وعناصر فيلق القدس “مسؤولون عن مقتل المئات من أفراد القوات الأمريكية وقوات التحالف”.

ربما يعجبك أيضا