توحيد المؤسسة العسكرية وإبعاد المرتزقة يتصدران قائمة الاجتماعات الليبية بمصر

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – عُقد في مدينة الغردقة، المطلة على ساحل البحر الأحمر في مصر، اجتماع أمني وعسكري من شرق ليبيا وغربها ضمن محادثات اللجنة العسكرية المشتركة لليبيا والمعروفة باسم 5 زائد 5 والمنبثقة عن اجتماع ومخرجات برلين لبحث بعض الملفات الأمنية والعسكرية.

“اجتماعات الغردقة”

اجتماعات الوفود الأمنية والعسكرية الليبية في مصر، بحثت تشكيل قوة مشتركة لوقف النار في ليبيا وتوحيد المؤسسة العسكرية، وترتيبات ضمان أمن المؤسسات والمنشآت النفطية والبنية التحتية، وفق تصريحات مصدر مصري مسؤول.

وذكرت تقارير إعلامية أن الاجتماع يناقش تأسيس لجنتين عسكريتين من الشرق والغرب الليبي، لتشكيل قوة مسؤولة عن تأمين مقر الحكومة الجديدة في سرت، فضلا عن إنشاء لجنة عسكرية موسعة، لبحث إعلان قوة عسكرية موحدة في ليبيا، فضلا عن بحث وضع خطط لإبعاد المرتزقة والميليشيات المسلحة وتأمين المواقع النفطية.

وكشفت مصادر أن الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق، توصلا لتوافق مبدئي على جعل سرت مدينة منزوعة السلاح، وتحويلها إلى مقر مؤقت للسلطة الجديدة التي يجري التداول بشأنها، لافتة إلى أن الأطراف المتصارعة ستنسحب من محيط المدينة بعيداً عن خطوط التماس، إضافة إلى إعلان هدنة دائمة بين الجيش وقوات الوفاق.

وأكد الجيش الليبي تمسكه بإلغاء الاتفاقيات العسكرية والتعاون الأمني مع تركيا وتحديد التعاون الاستخباراتي الذي يسمح بتعيين شخصيات عسكرية تركية داخل ليبيا، بالإضافة إلى اتفاق البرلمان والجيش على أن أي معاهدات ستبرم مستقبلا لن تتضمن أي قواعد أو قوات أجنبية على الأراضي الليبية، وأن ينص الدستور الجديد على ذلك، وألا يتم إبرام أي اتفاقيات عسكرية إلا بعد موافقة الجيش الليبي.

“المجلس الرئاسي”

وأكد فتحي المريمي مستشار رئيس مجلس النواب الليبي أن جميع القوى الليبية تمهد حاليا لاجتماع جنيف والذي سيعقد أكتوبر المقبل وسيبحث اختيار مجلس رئاسي جديد يتكون من رئيس ونائبين ورئيس حكومة ونائبين يمثلون الأقاليم الثلاثة برقة وفزان وطرابلس وكذلك المسارات الاقتصادية والعسكرية والأمنية.

وقال إن هذا الاجتماع يأتي في إطار الاتفاق على المناصب السيادية والتشاور للوصول لتسوية سياسية شاملة تنهي الأزمة الليبية وتضمن أمن البلاد والمنطقة والمتوسط، وتحقق الاستقرار للشعب الليبي، مشيرا إلى أن كافة الحوارات ستكون وفق أساس إعلان القاهرة ومخرجات مؤتمر برلين، وفقا لـ”العربية.نت”.

وأضاف أن كافة هذه الاجتماعات سيكون بداية النهاية للوصول لحل شامل يضمن وقف النار وفتح حقوق النفط وإعادة تصديره وبدء التفاوض لعمل اللجان الأمنية والمسار العسكري وفق 5 5، مشيرا إلى تشكيل لجنة بين الأطراف الثلاثة وهم البرلمان الليبي والجيش الليبي ومصر للتنسيق والترتيب للوصول لكافة النتائج المرجوة لحل الأزمة الليبية.

“إشادة الأمم المتحدة”

أعلنت الأمم المتحدة أن وفودا أمنية وعسكرية من شرق ليبيا وغربها اجتمعت في مدينة الغردقة في مصر لبحث تسهيل عمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وقالت إن هذه “الاجتماعات تأتي في إطار المحادثات المستمرة للجنة العسكرية المشتركة 5 5، حيث أعربت عن امتنانها الصادق للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل انعقاد هذه المحادثات المهمة، وعلى استضافتها السخية للوفود”.

وتتطلع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى أن تؤدي هذه اللقاءات المباشرة إلى نتائج إيجابية، على أن تعرض هذه النتائج على اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5 5.

“الثوابت المصرية”

الاجتماعات العسكرية في الغردقة تأتي استكمالا للقاءات التي عقدت في مصر، والتي كان آخرها لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، في سياق الجهود المصرية المستمرة لتحقيق الأمن والاستقرار للدولة الليبية ودعم شعبها في الحفاظ على سلامة ومقدرات بلاده في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وتقويض التدخلات الخارجية.

وشدد الرئيس المصري على “موقف مصر الثابت من دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية بعيدا عن التدخلات الخارجية، والترحيب بأية خطوات إيجابية تؤدي إلى التهدئة والسلام والبناء والتنمية”. 

وقد أطلع السيسي خلال اللقاء من المسؤولين الليبيين على كافة التطورات الأخيرة في ليبيا والتفاعلات الدولية ذات الصلة، وجهود كافة الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق النار وتثبيت الوضع الميداني من جهة، كما اطلع على الجهود الليبية لدفع عملية السلام برعاية الأمم المتحدة من جهة أخرى.

وأضاف المتحدث الرسمي بأن الرئيس المصري “رحب بنتائج كافة الاجتماعات الدولية والإقليمية التي عُقدت خلال الفترة الماضية والتي أكدت على إرساء السلام وتفعيل مسارات الحل السياسي الشامل”.

كما “أثنى الرئيس المصري على الجهود والتحركات التي قام بها عقيلة صالح لدعم المسار السياسي وتوحيد المؤسسات التنفيذية والتشريعية في ليبيا، كما ثمن موقف المؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر في مكافحة الإرهاب والتزامه بوقف إطلاق النار، داعيا كافة الأطراف للانخراط الإيجابي في مسارات حل الأزمة الليبية المنبثقة من قمة برلين برعاية الأمم المتحدة (السياسي، الاقتصادي، العسكري والأمني) و”إعلان القاهرة” وصولا إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستتيح للشعب الليبي الاستقرار والازدهار والتنمية”.

وأوضح المتحدث الرسمي بأن “المسؤولين الليبيين أعربا عن تقديرهما الكبير للدور المصري المحوري والبالغ الأهمية بقيادة السيد الرئيس في تثبيت دعائم السلم وتحقيق الاستقرار في ليبيا وصون مقدرات الشعب الليبي والعمل على تفعيل إرادته، فضلا عن دعم مصر لجهود المؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة وإعادة إطلاق العملية السياسية بمشاركة القوى الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الليبي”.

ربما يعجبك أيضا