ثلاثية الهزيمة في أوكرانيا.. تقدم الروس واستنفاد ذخيرة المدفعية وإنهاك القوات

أوراسيا ريفيو: الدفاع الأوكراني ضعيف أمام تكتيكات روسيا

بسام عباس
جندي أوكراني يحفر خندقًا

كشف مقطع فيديو بالأبيض والأسود نشره اللواء الميكانيكي المنفصل رقم 67 في أوكرانيا، عن ضعف محتمل في الدفاع الأوكراني، أمام تكتيكات روسية أكثر ذكاءً مقارنة بما كان في بداية الحرب.

ويبدو أن القوات الأوكرانية أصابها الإرهاق، وتعاني من نقص القذائف المدفعية، وفي حاجة ماسة إلى التعزيزات والتناوب، وتكافح من أجل صد الهجوم الروسي في عدة مواقع عبر خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1200 كيلومتر.

عواقب وخيمة

أوضح موقع “أوراسيا ريفيو” في تقرير نشره اليوم السبت 13 إبريل 2024، أن بلدة “تشاسيف يار” أصبحت بمثابة البوتقة التالية بالنسبة للقوات الأوكرانية ولإرادة الغرب في تسليحها ودعمها، خاصة مع قصف الجيش الروسي المتواصل الذي يمحو تشاسيف يار من الخريطة، فيما تتقدم وحدات النخبة المحمولة جوًّا إلى الضواحي الشرقية للمدينة.

وأضافت أن “المعركة من أجل تشاسيف يار… هي اختبار حاسم لكلا الجانبين”، وفقًا لمنظمة Frontelligence Insight الأوكرانية مشيرة إلى أن فقدان أوكرانيا للسيطرة على تشاسيف يار، سيكون له عواقب وخيمة، لأنها ستتيح ممرًا مباشرًا للجيش الروسي للتقدم نحو المدن الرئيسية في دونباس، مثل كوستيانتينيفكا وكراماتورسك.

وقال الضابط المتقاعد في القوات الجوية الأوكرانية، أوليكسي ميلنيك، إن تشاسيف يار “هي واحدة من أهم النقاط على خط المواجهة”، مع اقتراب روسيا من هدف احتلال كامل المنطقتين الشرقيتين لأوكرانيا اللتين تشكلان المنطقة. دونباس: دونيتسك ولوهانسك.

خسائر فادحة

أوضح الموقع أن أوكرانيا، في الصيف الماضي، علقت آمالها في حدوث تحول حاسم في ساحة المعركة، على شن هجوم مضاد كبير، مسلحًا بالأسلحة الغربية ومدعومًا بـ9 ألوية دربها حلف شمال الأطلنطي، ولكن بحلول أواخر الخريف، واجه الجنود الأوكرانيون دفاعات روسية قوية، فتعثرت الجهود الطموحة لاختراق دفاعات روسيا في الجنوب، وسحب قواتها بعيدًا عن المواقع الأخرى.

وسلطت الخسارة المتكررة الضوء على المشاكل المتعلقة بتكتيكات أوكرانيا ومعداتها واستراتيجيتها فيما يتعلق بأفرادها، ولم تكشف أوكرانيا سوى القليل عن حجم خسائرها منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل في فبراير 2022، وفي فبراير الماضي، قدم زيلينسكي أول اعتراف رسمي له بالخسائر القتالية التي تكبدتها البلاد، قائلا إن 31 ألف جندي قتلوا في العامين الماضيين.

وتزايد تذمر القادة الأوكرانيين بشأن الحاجة إلى المزيد من الجنود، وبعد أشهر من الجدل، أقر البرلمان الأوكراني هذا الأسبوع تشريعًا أضفى طابعًا رسميًّا على نظام جديد لتعبئة الأفراد، بهدف تجديد القوات المنهكة في البلاد، بالإضافة إلى تقص المعدات المنقذة للحياة لإجلاء الأشخاص بسرعة وأمان من الخطوط الأمامية.

نقص العدد وتعثر الدعم

ذكر الموقع أن الأمر لا يقتصر على نقص الجنود الذي تعاني منه أوكرانيا، فالجيش يعاني أيضًا نقصًا حادًا في الأسلحة، بدءًا من ذخيرة البنادق وحتى قذائف المدفعية، ويعود هذا النقص إلى عدم قدرة أكبر مورد لأوكرانيا، الولايات المتحدة، على الموافقة على تمويل وشحن دفعات جديدة من الأسلحة.

وأفادت القوات الأوكرانية أنها اضطرت إلى تقنين قذائف المدفعية، حيث تطلق القوات الروسية حاليًا 5 أضعاف عدد القذائف، وصرح الجنرال الأمريكي، رئيس القيادة الأمريكية الأوروبية، كريس كافولي، هذا الأسبوع إن هذا العدد سيرتفع إلى 10 في غضون أسابيع.

ورغم الدعم القوي من البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي، فإن حزمة جديدة من الأسلحة الجديدة بقيمة 60 مليار دولار قد تعثرت بسبب مجموعة صغيرة من الجمهوريين جعلوا تمريرها مشروطًا بإصلاحات رئيسة لسياسات الهجرة والحدود الأمريكية.

منعطف حرج

قال الموقع إن المسؤولين الأوكرانيين طالبوا بتوفير صواريخ مضادة للطائرات، خاصة تلك المستخدمة في نظام باتريوت الأمريكي الصنع، والتي يُنظر إليها على أنها فعالة ضد الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الروسية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، فيما طلب زيلينسكي توفير 25 طائرة.

وقال النائب الجمهوري، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، مايك تورنر: “إننا في منعطف حرج على الأرض حيث بدأنا نكون قادرين على التأثير ليس فقط على معنويات الأوكرانيين الذين يقاتلون، ولكن أيضًا على قدرتهم على القتال”، لافتًا إلى أن هذه منطقة لا يمكن السماح لبوتين بالفوز فيها. فهدف بوتين شن حرب تتجاوز أوكرانيا إلى أوروبا.

هل يمكن تخفيف التفاوت؟

أفاد الموقع بأن أوكرانيا ستحصل على دعم صغير، في شكل شحنات مدفعية تقودها جمهورية التشيك، والتي حشدت مجموعة من الدول لشراء قذائف من دول أخرى، وقال القائد الحالي للقوات الأوكرانية، الجنرال أولكسندر سيرسكي، إن البلاد تعمل أيضًا على تعزيز قدرتها على إصلاح مدافع الهاوتزر داخل أوكرانيا.

وأضاف الموقع أن الميزة الوحيدة التي تتمتع بها القوات الأوكرانية، والتي تساعد على تخفيف هذا التفاوت الكبير، هي جودة الأسلحة الغربية، مشيرًا إلى أن الأنظمة الأخرى التي تسمح لأوكرانيا بالوصول إلى نفس التأثير باستخدام عدد أقل.

وحذر مسؤولون أوكرانيون وغربيون من أن روسيا ربما تستعد لهجوم جديد في الأشهر المقبلة، وقد تمكن القادة الروس من مواصلة تجنيد الرجال، معتمدين على الأجور المرتفعة والتعويضات المربحة الأخرى، كما أن روسيا مستعدة لنشر ما يصل إلى 100 ألف جندي بحلول الصيف، ما يجعل مدينة خاركيف هدفًا أساسيًّا للقوات الروسية.

ربما يعجبك أيضا