جدل جديد داخل “الكنيسة المصرية”.. غموض وفاة “زينون” تثير ضجة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:
القاهرة – شهدت الكنيسة المصرية حادثة جديدة متعلقة بدير الأنبا مقار، والذي قتل بداخله رئيس الدير الأنبا إبيفانيوس في أواخر شهر يوليو الماضي، حيث أعلنت الكنيسة فجر اليوم، وفاة القس زينون المقاري في دير المحرق بمحافظة أسيوط، جنوب مصر.

وكان القس زينون نقل إلى دير المحرق من بقرار باباوي من ديره الأصلي أبو مقار في أعقاب حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار.

“تفاصيل الواقعة”

وتوفى القس زينون المقاري في مستشفى سانت ماريا بأسيوط بعدما تم نقله لها فجر اليوم من مركز القوصية مقر الدير إلى مدينة أسيوط عبر الطريق الزراعي وهى المسافة التى تستغرق ما يقرب من الساعة، حيث لفظ الراهب أنفاسه الأخيرة قبل وصوله للمستشفى.

وذكر رهبان الدير في تصريحات صحفية، أن الراهب البالغ من العمر 45 عاما، والمنتقل حديثًا إلى الدير من دير الأنبا مقار في منطقة وادي النطرون في محافظة البحيرة توفي في ظروف غامضة عقب شعوره بآلام شديدة في بطنه، موضحين أن سبب الوفاة غير معلوم حتى الآن.

وكانت لجنة “شؤون الأديرة والرهبنة بالمجمع المقدس”، أصدرت في 25 أغسطس المنقضي، قرارًا بنقل 6 رهبان من دير “أبو مقار” بوادي النطرون، إلى 6 أديرة أخرى، بعد تحقيق أعضاء اللجنة، تحت إشراف قداسة البابا تواضروس الثاني مع عدد من الرهبان، بهدف إعادة ضبط الحياة الرهبانية.

وكانت اللجنة استمعت إلى 19 راهبًا من الدير لمتابعة أعمالهم، وأشرف على التحقيق أربعة أساقفة، وتم الاستقرار في نهاية التحقيقات على نقل 6 رهبان من الدير، وهم من أبناء دفعات رهبانية مختلفة، وتختلف أعمارهم، بينهم اثنان في الخمسينات واثنان في الأربعينات واثنان في الثلاثينات، وليس من بين هؤلاء سوى اثنين فقط كانوا ضمن رسامة 2010 في عهد البابا شنودة.

“التحريات الرسمية”

وفور اكتشاف الواقعة، انتقلت قوات أمن أسيوط ومباحث القوصية إلى دير المحرق بعد ورود بلاغ بوفاة القس زينون المقاري بمركز القوصية، وكشفت تحريات العقيد مصطفى حي الله، وكيل فرع بحث الشمال، والمقدم نور عمر، رئيس مباحث القوصية، أن القس زينون المقاري منقول من دير أبومقار على خلفية مقتل مطران دير أبومقار.

وأشارت التحريات إلى أن القس عقب نقله إلى دير المحرق بالقوصية أصيب بحالة نفسية وانعزال عن الناس، خلال الأسبوع الماضي، مضيفة أنه أصيب بحالة نفسية نتج عنها قيامه بتناول مادة السوس، وأنه حاول الرجوع إلى مكانه بدير أبومقار إلا أن القانون الكنسي يرفض ذلك”.

وانتقل فريق من النيابة العامة، لمعاينة جثمان الراهب المتوفى، بمستشفي سانت ماريا بمدينة أسيوط، ومقر الدير المحرق بمركز القوصية، وأمرت بانتداب فريق من الطب الشرعى لتشريح الجثة، وتحريات المباحث حول الواقعة، وسؤال الموجودين في الدير وتفريغ الكاميرات.

وفرضت أجهزة الأمن كردونًا أمنيًا في محيط دير المحرق، ومستشفى سانت ماريا، ومنعت دخول أيٍّ من المواطنين إلى محيط المستشفى؛ لحين انتهاء أعمال النيابة، إضافة إلى تحفظ المباحث الجنائية والأمن الوطني على كاميرات المراقبة بالدير وعلى عدد من المتعاملين مع القس زينون لاستجوابهم حول تعاملاته الأخيرة معهم.

“تضارب الأنباء”

ورغم إعلان الكنيسة أن الراهب المتنيح تم نقله إلى مستشفى سانت ماريا بأسيوط عقب تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، وأن النيابة تجري تحقيقاتها لمعرفة سبب الوفاة، إلا أن تقارير إعلامية محلية أشارت إلى أن الراهب انتحر مستخدما مبيد حشري زراعي يسمى “سوسة القمح”، مشيرة إلى أنه وجد عبوة من المبيد فارغة بجوار جثمان الراهب.

وذكرت التقارير أن الراهب وجد في قلايته ما بين الرابعة والرابعة والنصف فجرا يعاني من آلام شديدة في البطن تم نقله على إثرها للمستشفى، موضحة أن الرهبان طرقوا أبواب قلايته ما بين الساعة الثالثة والرابعة فجرا من أجل استدعائه لتسبحة نصف الليل.

“ابيفانيوس حاضر”

 وتعجب محامي فلتاؤس المقاري المتهم الثاني في قضية قتل الأنبا إبيفانيوس ميشيل حليم، من وفاة القس زينون، مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يحضر إلى محكمة جنايات دمنهور للإدلاء بشهادته في القضية، موضحا أنه طلب استدعاءه للشهادة أمام المحكمة.

وشدد حليم على أن هناك أيدي خفية تريد الوقيعة بين الدولة والكنيسة وجموع الأقباط في مصر، لاستغلال ذلك في أحداث فتنه فى المجتمع، لافتا إلى أن وفاة القس في هذا التوقيت  تطرح تساؤلات حول توقيتها خاصة قبل مناقشة شهادته، غدا، الخميس، خصوصا أنه من شهود الإثبات.

ربما يعجبك أيضا