حادثة حفر نفق قرب منزل السفير الفرنسي.. الإرهاب يستهدف أصدقاء تونس

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

مثل اكتشاف الأجهزة الأمنية التونسية لنفق بطول 300 متر يؤدي إلى مقر إقامة السفير الفرنسي بجهة المرسى شمال العاصمة حدثا صادما في ظل المخاوف من عودة الإرهاب.

وتأتي الحادثة تزامنا مع حديث الأجهزة الأمنية عن تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تنوي تنفيذ اعتداءات نوعية وضبط كميات من الأسلحة المختلفة.

ويرى كثير من المراقبين أن عملية استهداف مقر السفير الفرنسي لها دلالة سياسية واضحة من قبل التيارات المتطرفة بأنها ستستهدف القوى الدولية الداعمة اقتصاديا وماليا للمسار السياسي الحالي.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قرر في 25 يوليو الماضي اتخاذ إجراءات استثنائية متمثلة في حل الحكومة السابقة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.

وهذا النهج أثار غضب الإسلام السياسي الذي تضاعف مع إعلان العديد من الدول الشقيقة والصديقة خاصة من دول الخليج مضاعفة دعمها الاقتصادي لتونس التي تمر بأزمة مالية حالية نتيجة 10 سنوات من حكم حركة النهضة الإخوانية.

وتتخوف السلطات التونسية أن تلجا القوى المتطرفة التي ارتبطت بشكل أو بآخر بالإسلام السياسي إلى تنفيذ عمليات نوعية لإرباك الوضع في البلاد.

وبعد اكتشاف النفق اجتمع الرئيس قيس سعيد مع وزير الداخلية توفيق شرف الدين، للتباحث بشان ملابسات الحادثة.

وقال قيس سعيد أنه تحول مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزير الداخلية لمعاينة هذا النفق، مؤكدا أن هناك قرائن تؤكد وجود تدبير إجرامي وراء ما تم اكتشافه.

وأفاد قيس سعيد لوسائل الإعلام أنه “بفضل قواتنا المسلحة، تونس ستبقى آمنة رغم كل المحاولات اليائسة، وبلادنا قوية بمؤسساتها وتلاحم شعبها رغم الجهات التي تقف وراء الستار”.

وقال قيس سعيد ” لا يمكن لمن حاول التدبير أن يصل إلى مبتغاه بلمس بمؤسسات الدولة وبعلاقاتنا مع أصدقائنا، ومن يتصورون أنه يمكنهم ضرب مصالحنا سيكشفهم التاريخ ولن يصلوا إلى مبتغاهم”.

وأكد الرئيس التونسي أن تونس ستبقى آمنة ولن يصل الذين يعملون في الظلام إلى تحقيق مآربهم.

التحريض ضد فرنسا

ورغم أن الحادث لم يتأكد بشكل قاطع أن وراءه جهات إرهابية رغم تأكيد وزارة الداخلية اقتحام منزل يتردد عليه عنصر متطرف قرب مكان حفر النفق لكن لا يمكن أبدا أن نفصل الحادثة عن الوضع السياسي العام في البلاد.

وتعرضت فرنسا وسفيرها مؤخرا لحملة انتقادات ممنهجمة من قبل التيار الإسلامي خاصة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

واتهمت القوى الإسلامية بالتحريض ضد فرنسا بعد أن قررت دعم المسار السياسي الجديد في تونس وهو موقف فريد من نوعه بالمقارنة مع مواقف قوى غربية أخرى.

وتعددت الزيارات والمكالمات الهاتفية بين الرئيس التونسي قيس سعيد ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي شدد على مواصلة دعم تونس اقتصاديا.

ولوحظ التهجم على فرنسا والسفير الفرنسي بأبشع العبارات في مسيرات ومظاهرات أنصار الحركة الإسلامية متهمين قيس سعيد دون دليل بربط مصير البلاد بالمصالح الفرنسية.

كما أن المواقف الفرنسية الرافضة للجماعات الإسلامية والإخوانية تدفع المتطرفين لمهاجمة القيم الفرنسية وهو ما تشهده تونس بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وأنصار التيار الإسلامي لا يستثنون دول الخليج من انتقاداتهم كون أن القيادات الخليجية عبرت عن مساندتها للتغير في تونس وأكدت سعيها غير المشروط لدعم تونس وشعبها اقتصاديا.لإصلاح ما أفسده الإخوان.

تونس دولة آمنة

ويرى كثير من المراقبين أن الدولة التونسية والأجهزة الأمنية تعافت كثيرا بعد 10 سنوات من الاختراق من قبل التيارات الإسلامية.

وكانت تونس شهدت خلال العشرية الماضية عمليات إرهابية دموية نفذتها خلايا مرتبطة أمام بتنظيم القاعدة أو بتنظيم داعش كما توجد بعض الخلايا في جبال الشمال الغربي.

لكن تحسن الوضع الأمني كثيرا في الفترة الأخيرة مع تمكن القوات التونسية من القضاء على العديد من القيادات الإرهابية.

وبعد 25 يوليو لوحظ عودة غريبة لنشاط الجماعات المسلحة بالتزامن مع جهود الرئيس لمحاسبة الأحزاب والقوى المتورطة في الفساد وفي محاولة تركيع الدولة التونسية ما جعل الأجهزة الأمنية في حالة يقظة شديدة

وقالت رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول أن 25 يوليو سيفتح ملف العمليات الإرهابية في تونس والأطراف التي تقف رواءها.وحذر الرئيس قيس سعيد مرارا بان هنالك غرفا مظلمة ومخططات مدعومة من الخارج لإرباك الوضع وتوتير الأجواء مشددا على قوة الدولة التونسية وكفاءة أجهزتها في مقاومة الإرهاب.

ربما يعجبك أيضا