حماة النيل.. هل مصر والسودان يستعدان عسكريًا لإثيوبيا؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

وسط ضباب المشهد السياسي بشأن أزمة سد النهضة، وإصرار إثيوبيا على المضي قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من عملية ملء وتشغيل السد في شهر يوليو القادم دون التوصل إلى اتفاق مع دول المصب «مصر والسودان»، مما يمثل تهديدًا مباشرًا لهما، أعلنت كل من القاهرة والخرطوم استعدادهما لانطلاق التدريبات العسكرية المشتركة «حماة النيل» لتبادل الخبرات العسكرية ومواجهة التهديدات المحتملة لكلا البلدين.

وقال بيان المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، اليوم السبت: «وصلت عناصر من القوات المسلحة المصرية إلى دولة السودان الشقيقة للمشاركة في التدريب المشترك «حماة النيل»، والذي تشارك فيه عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين، بهدف تأكيد مستوى الجاهزية والاستعداد للقوات المشتركة وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكلا البلدين، والذي يأتي استمرارًا لسلسلة التدريبات السابقة «نسور النيل -1، نسور النيل -2».

فيما لفت بيان القوات المسلحة السودانية إلى اكتمال الاستعدادات لانطلاق المشروع التدريبي السوداني المصري المشترك «حماة النيل» والتي ستجرى في السودان في الفترة من ٢٦ وحتى ٣١ مايو ٢٠٢١م حيث تشارك في المشروع عناصر من كافة التخصصات والصنوف بالجيشين.

وأكدت القوات السودانية إلى أن مناورة «حماة النيل» تأتي كامتداد للتعاون التدريبي المشترك بين البلدين، وقد سبقتها نسور النيل ١ و ٢ وتهدف جميعها إلى تبادل الخبرات العسكرية وتعزيز التعاون وتوحيد أساليب العمل للتصدي للتهديدات المتوقعة للبلدين.

كما رحب اللواء ركن مالك الطيب مدير إدارة التدريب بهيئة الأركان السودانية بالقوات المصرية المشاركة، وأشاد بما تتسم به القوات المصرية من كفاءة وجاهزية عالية وخبرات تدريبية وقتالية متميزة.

القوات المصرية في السودان

حماية المصالح الاستراتيجية الحيوية لكل من مصر والسودان

من جانبه، أكد المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية، الطاهر أبوهاجة، أن مناورات «حماة النيل1» تهدف إلى حماية المصالح الاستراتيجية الحيوية لكل من مصر والسودان.

وفي تصريحات هاتفية لوكالة «سبوتنيك»، قال أبوهاجة: «إن الرئيس أكد أننا لا نريد الحرب مع أي جهة، لكننا نستعد بتلك المناورات والتدريبات لمواجهة التهديدات الأمنية التي تواجه أو تهدد الأمن القومي للبلدين».

وأوضح أن خيار السودان المعلن هو الوصول إلى حلول عبر الحوار وهو الطريقة المثلى لحل المشاكل، ومهما كانت الخلافات مع إثيوبيا سوف نستمر على نهج الحوار لمعالجة مشاكلنا، وندعو إثيوبيا أن تنظر للمصلحة المائية المشتركة للدول الثلاث، ونسعى بكل السبل ألا يحدث الملء الثاني لسد النهضة.

وحول الدور الأمريكي الأخير في أزمة سد النهضة قال المستشار الإعلامي لقائد الجيش السوداني: «نحن نرحب بالدور الأمريكي، فالولايات المتحدة دولة كبيرة  ولها وزنها وثقلها وتأثيرها في المجتمع الدولي، ونحن نقدر كل المبادرات والحراك الدبلوماسي الدولي الذي يسعى إلى تحقيق أهدافنا في الوصول إلى حل للأزمة الحالية بشأن سد النهضة ومسألة الحدود».

وبخصوص «حماة النيل1»، اوضح أبوهاجة أنه مشروع تدريبي يأتي بناء على البروتوكول التدريبي بين القوات المسلحة السودانية والقوات المسلحة المصرية، ضمن المخطط التدريبي السنوي.

تدريبات

بمشاركة كافة التخصصات في الجيشين

وقال: إنه عبارة عن مناورات مشتركة تشارك فيها القوات الجوية والدفاع الجوي والقوات البرية السودانية والمصرية، وتتم إدارتها بواسطة غرفة قيادة مشتركة من قوات البلدين، وترتكز على رصيد تدريبي مشترك ضخم يبدأ من «نسور النيل 1» و«نسور النيل2» التي نفذت بقاعدة «مروى» وما قبلهما، وغيرها من التدريبات والمناورات المشتركة التي شاركت فيها القوات المسلحة بجمهورية مصر العربية مثل تدريب «سيف العرب» بالإسكندرية.

وأشار إلى أن المشروع التدريبي «حماة النيل 1» يعبر عن قناعة البلدين الراسخة بضرورة العمل الاستراتيجي المشترك لمواجهة التهديدات المحتملة وضرورة التنسيق المحكم للدفاع عن المصالح الحيوية والاستراتيجية في البلدين، لأن التعاون والتضامن والتقارب في كل المجالات وفي المجال العسكري خاصة، يعتبر ركيزة أساسية لحفظ الأمن القومي للبلدين.

يشار إلى أنه في 5 أبريل الماضي، اختتمت المناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين المصري والسوداني «نسور النيل 2» والتي استمرت لأيام في قاعدة مروي شمال السودان.

تدريبات عسكرية

اتفاق غير مسبوق!

وقع السودان ومصر، في مارس الماضي، اتفاقية للتعاون العسكري بين البلدين، إثر زيارة رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد، العاصمة السودانية الخرطوم.

وشدد الفريق محمد فريد على أن بلاده «تسعى لترسيخ الروابط والعلاقات مع السودان في كافة المجالات خاصة العسكرية والأمنية، والتضامن كنهج استراتيجي تفرضه البيئة الإقليمية والدولية»، مشيرا إلى أن «السودان ومصر يواجهان تحديات مشتركة وأن هناك تهديدات متعددة تواجه الأمن القومي في البلدين».

كما أعرب رئيس أركان الجيش المصري عن «استعداد القاهرة لتلبية كل طلبات السودان في المجالات العسكرية كافة»، معتبرا أن مستوى التعاون العسكري مع السودان «غير مسبوق».

من جانبه، أكد اللواء محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن التدريبات الجوية المشتركة بين مصر والسودان ليست الأولى من نوعها ولكنها امتداد بتدريبات مشتركة، ومنها التدريب المشترك نسور النيل 2، مشيرًا إلى أن التدريب المشترك نسور النيل 2 يؤكد على استمرار التنسيق للتعاون العسكري المصري والسوداني في كافة المجالات العسكرية والأمنية، والتوافق الكبير الذي يظهر دور القوات المسلحة المصرية والسودانية والتعاون الكبير فيما بينهم.

وأضاف «الألفي» في مداخلة هاتفية لبرنامج «الآن» على فضائية «إكسترا نيوز»، أن التدريبات المشتركة يتم رؤية ثمارها في كل البلدين، موضحًا أن فعاليات التدريب الجوى المشترك يتضمنها العديد من الموضوعات المهمة جدا التي من الممكن أن تصادف أي نوع من القوات المسلحة لكلا البلدين وتنفذ بها أعمال المشتركة تقوم بين البلدين لمواجهة أي عدائيات أو تحديات.

وتابع، أن التدريبات الجوية المشتركة بين مصر والسودان هي الركيزة الأساسية التي يتم الارتكاز عليها بالتنسيق والتعاون وتنفيذ أعمال مشتركة بين البلدين.

وبالتالي فإن القوات المصرية والسودانية يتأهبان لمواجهة التهديدات المحتملة لحماية أمنهما القومي، كما يبعثان برسائل مبطنة إلى أديس أبابا وسط تحركات دبلوماسية مستمرة محذرة إثيوبيا من القرارات الأحادية غير المسؤولة بشأن أزمة سد النهضة.

ربما يعجبك أيضا