دعم أمريكي للأكراد شرق الفرات من أجل الضغط على غربه

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

في لقائه أمس مع النائب الأول للرئيس العراقي، نوري المالكي، مساء أمس السبت في بغداد، قال مستشار المرشد للشئون الخارجية، علي ولايتي: “يجب على جبهة المقاومة أن تحول دون انتشار القوات الأمريكية بشكل تدريجي في شرق الفرات”… “يجب على جبهة المقاومة أن لا تسمح بأن يقوم الناتو بإنشاء قاعدة له في غرب آسيا”.

يبدو أن إيران قد تعمل على دفع مليشياتها الشيعية في المنطقة، لتفتيت قوة الأكراد العسكرية في شرق الفرات، إذا هدد الأمر مصالحها في سوريا ومعابرها نحو المتوسط. كما قد تعمل إلى جانب الحكومة السورية على تفكيك العلاقة بين العشائر والقيادات المحلية مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.

وقبل هذه الزيارة التي يقوم بها ولايتي إلى العراق، كانت تركيا في إطار مساعيها لاحتواء الصدام مع واشنطن وتحقيق مكاسب في منطقة عفرين في حربها مع قوات الحماية الكوردية، قد اقترحت على واشنطن انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية إلى شرق الفرات، وأن تتمركز قوات تركية وأميركية في منبج السورية.

وفي اطار التهديدات التركية أمام الدعم العسكري الأمريكي للقوات الكردية، كانت تركيا قد أعلنت أن حملتها العسكرية لن تقتصر فقط على منطقة عفرين، بل ستمتد بعد ذلك إلى شرق الفرات، لتطهير المنطقة هناك من القوات الكردية، وتحديدًا في مناطق تل أبيض، وعين عيسى، والقامشلي، ورأس العين.

وكانت كلٌ من روسيا وأمريكا اتفقتا في مايو 2017 على اعتبار نهر الفرات خط الفصل بين جيشيهما وحلفائهما على الأرض وتشغيل خط (منع الصدام) بين طائرات الجانبين خلال العمليات التي خاضها حلفاؤهما في دحر داعش من هذه المنطقة، وبموجب ذلك باتت منطقة شرق نهر الفرات، شرق النهر ومعسكر التنف في زاوية الحدود السورية – العراقية – الأردنية وسد الطبقة ومدينة منبج غرب النهر تحت سيطرة حلفاء واشنطن، مقابل ترك باقي المناطق غرب الفرات إلى حلفاء موسكو.

شبه كيان كردي من أجل التفاوض

في نوفمبر 2017، كشف “ولايتي” أن واشنطن أنشأت 12 قاعدة عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات بسوريا.

وتفيد التقارير، أن واشنطن تعمل على دعم الأكراد على مناطق شرق الفرات، التي فيها معظم مصادر الطاقة والمصادر الطبيعية، والتي تعرف بـ”سوريا المفيدة اقتصاديا” بعيدًا من “سوريا المفيدة عسكريًا”، الخاضعة لسيطرة قوات الأسد وإيران وروسيا غرب الفرات.

ويعتقد مراقبون، أن هذه السيطرة ستعزز الموقف التفاوضي لـقوات سوريا الديمقراطية مع نظام الأسد مستقبلاً، ذلك أن مناطق سيطرتهن ستكون في حاجة إلى تفاهم مع مناطق شرق البلاد للإبقاء على مصادر اقتصادية مقابل حاجة مناطق سيطرة الأكراد على منفذ إلى البحر المتوسط وطرق لمعالجة النفط وتشغيل محطات الكهرباء.

كما أن سيطرة الأكراد على مناطق الثروة النفطية شرق الفرات، سيعزز من دعم المليشيات الكردية المسلحة عسكريًا واقتصاديًا.

وتعمل واشنطن على اتخاذ خطوات ملموسة تجاه منطقة شرق نهر الفرات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية الكردية تشمل الاعتراف الدبلوماسي بهذه المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 28 ألف كيلومتر مربع، أي ما يساوي ثلاثة أضعاف مساحة لبنان.

حيث تتجه واشنطن، أيضاً، لتقوية المجالس المحلية بعد داعش وإعادة الإعمار وتعزيز الخدمات والبنية التحتية وتدريب الأجهزة الحكومية، إضافة إلى توفير حماية لهذه المناطق والاحتفاظ بقواعد عسكرية فيها، وصولاً إلى الاعتراف الدبلوماسي.

كما تسعى واشنطن إلى تعيين مبعوث رئاسي إلى سوريا يكون المسؤول الرئيسي عن هذا الملف بما في ذلك التفاوض مع حلفاء إقليميين وروسيا إزاء الموضوع السوري بعد القبض على ورقة تفاوضية رئيسية تتعلق بالسيطرة على شرق سوريا.

واهتمام واشنطن ببقاء قواتها في سوريا، رغم أن هذا البقاء كان مرهونًا بوجود داعش، يهدف إلى:- تقليص النفوذ الإيراني وعرقلة طريق الإمداد البري من إيران إلى العراق وسوريا والضغط على موسكو ودمشق للوصول إلى حل سياسي وتنفيذ القرار 2254 (ديسمبر2015: وقف اطلاق النار واجراء انتخابات حرة)، إضافة إلى منع ظهور داعش.

وأمام عدم تنفيذ القرار الأممي، ترد واشنطن بتقاسم مناطق النفوذ، وتقوم بتعزيز حلفاءها عسكريًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا بما يدفع النظام السوري وحلفاءه للقبول بالتفاوض مع واشنطن.

ربما يعجبك أيضا