دعم الأكراد وتأييد الاحتجاجات.. دلالات زيارة مايك بنس غير المعلنة إلى العراق

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي 

يبدو أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى محافظة الأنبار العراقية بالقاعدة العسكرية الأمريكية دون مقابلة أي من مسؤولي الحكومة قد تحمل دلالات معينة تتعلق بالوضع الحالي التي تعيشه البلاد في ظل احتجاجات شنها المواطنون ضد فساد الحكومة والتغلغل الإيراني.

في زيارته الأولى لبلاد الرافدين، حط  مايك بنس على متن طائرة عسكرية بالقاعدة الأمريكية بمدينة عين الأسد في محافظة الأنبار. وأعقبها بمكالمة هاتفية برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، قبل الانتقال الى مدينة اربيل مركز إقليم كردستان الشمالي، حيث التقى رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني.

يعد مايك بنس هو أعلى مسؤول أمريكي يزور العراق عقب زيارة الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر 2018، والتي اقتصرت على القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد.

تأييد الاحتجاجات؟

اعترض عدد كبير من مسؤولي الحكومة العراقية على زيارة بنس دون لقاء مسؤوليها، ويبدو أن مهاتفة بنس لرئيس الحكومة جاءت لحفظ ماء الوجه للأخير، وجاءت تلك الزيارة تكرارًا لسابقتها التي قام بها دونالد ترامب للبلاد دون مقابلة أي مسؤولين.

نقلت رويترز عن بنس قوله إنه تحدث مع عبد المهدي هاتفيا عن الاضطرابات وإن الأخير أكد له أن العراق يعمل على تجنب العنف وإنه يحترم الاحتجاجات السلمية. وشدد بنس مجدداً على التزام أمريكا بسيادة العراق، وعبر عن قلقه من نفوذ إيران.

من المرجح أن الزيارة جاءت على خليفة الاحتجاجات الواسعة في العراق، وما تلاها من مظاهرات عارمة في جارتها من الناحية الشرقية في إيران، للتأكيد على رفض التدخل الإيراني في الشئون العراقية، ولاسيما عقب خروج أعداد كبيرة من المناطق الشيعية مطالبة بنزع الوصاية الإيرانية على الداخل.  

دعم الأكراد

عقب زيارته القاعدة العسكرية الأمريكية، التقى بنس برئيس حكومة كردستان العراق، ومن الواضح أنها دلالالة على تأكيد الدعم الأمريكي لإقليم كردستان، والقضية الكردية بشكل أكبر.  

قال بنس -في لقائه مع رئيس حكومة كردستان نيجيرفان برزاني في مطار أربيل- “نيابة عن الرئيس دونالد ترامب أغتنم الفرصة أيضاً لتأكيد الروابط القوية التي توطدت بين الأمريكيين والأكراد أثناء الحرب في هذه المنطقة”.

ورداً على مخاوف الأكراد من تخلي القيادة الأمريكية عن دعمهم، قال بنس: “لا أعتقد أن هناك أي لبس الآن بين القيادة هنا في المنطقة الكردية في أن التزام الرئيس ترامب بحلفائنا هنا في العراق، وكذلك بالنسبة إلى من هم في قوات سوريا الديمقراطية، القوات الكردية التي قاتلت إلى جانبنا، لم يتغير”.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين الطرفين قد توترت عقب الانسحاب الأمريكي المفاجئ من الشمال السوري وترك الظهير الكردي دون أية تغطية أمام تقدم القوات التركية التي انتشرت في مساحة لا تقل عن 120 كيلومتر مربع بعمق 30 كم داخل سوريا، وانتشرت الأقاويل حول خيانة أمريكا للقوات الكردية التي ساهمت بشكل كبير في هزيمة تنظيم داعش.

العبادي: الزيارة اختراق للسيادة

من جهته، دان ائتلاف “النصر” بزعامة رئيس الحكومة العراقية السابق حيدر العبادي، اليوم السبت، زيارة مايك بينس نائب الرئيس الأمريكي إلى العراق.

وقال الائتلاف: إن “الزيارة التي قام بها نائب الرئيس الأمريكي بينس إلى العراق، مخلة بالسيادة الوطنية، وبغداد هي عاصمة العراق وليست أربيل”.

ورفض ائتلاف العبادي، “قبول الحكومة العراقية بترتيبات هذه الزيارة التي اقتصرت على قاعدة (عين الأسد) وأربيل”.

وأشار، إلى أن “قضايا السيادة الوطنية ليست ملكا لأحد ليضحي بها، وكان الأولى رفض الزيارة، في حال لم تراع سيادة الدولة العراقية”.

التزمت إدارة الرئيس ترامب الصمت بشكل كبير إزاء الاحتجاجات العراقية الراهنة  ضد نظام ساعدت في إرسائه عقب سقوط حكم صدام حسين في 2003. وقامت واشنطن إبان الغزو بحل غالبية مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها، بحيث وصلت إلى الحكم طبقة جديدة من النخب السياسية التي أقامت معها صلات شخصية وثيقة.

ربما يعجبك أيضا