مارين لوبان.. الابنة التي تفوقت على أبيها

علاء بريك

للمرة الثالثة، تسعى مارين لوبان إلى الوصول إلى قصر الإليزييه. في هذا التقرير، نرصد أبرز مواقفها ونشأتها.


تدخل مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، السباق الانتخابي الفرنسي للمرة الثالثة يحدوها الأمل في الفوز هذه المرة، مع وصولها للجولة الثانيوة من الاقتراع.

وعلى عكس أبيها مؤسس حزب لوبان وزعيمه لأكثر من 40 عامًا، عملت لوبان الابنة على تنقية الحزب من بعض الأفكار شديدة التطرف، لكنها ما زالت تحافظ على العُدَّة الفكرية اليمينية التقليدية.

أب إشكالي

عاشت مارين لوبان لعدة سنوات في جلباب أبيها، جون ماري لوبان، مؤسس الجبهة الوطنية في 1972، بحسب شبكة “سي إن إن”. تعرّض منزل العائلة في باريس لهجوم بالمتفجرات عندما كانت مارين في عمر 8 سنوات، وبعد انفصال والديها ظلت تتردد على مكتب والدها، وحصلت من احتكاكها المبكر مع الشأن العام ملكات خطابية جيدة، وفي الجانب الدراسي فقد درست لوبان الحقوق في جامعة باريس الثانية وعملت مستشارًا قانونيًّا لوالدها، وترقت في حزبه لتصبح نائب رئيس الحزب، ولاحقًا انتخبت لعضوية البرلمانين الأوروبي والفرنسي.

وعلى العكس من توجهات الأب العنصرية والمعادية للسامية، حاولت الابنة تغيير هذه الصورة عن الحزب وتنقية خطابه مما ينفِّر العوام. ولَّدت توجهات الابنة توترات مع الأب،انتهت إلى إبعاده من الحزب بعد توليها رئاسته عام 2011، وبعدما صرَّح الأب تصريحاتٍ عنصرية ومعادية للسامية لا تناسب الصورة الجديدة التي تريدها الابنة، وكأبيها الذي دخل السباق الانتخابي أمام جاك شيراك دخلت لوبان السباق الانتخابي في 2012 لكنها لم تجتَز الجولة الأولى.

لوبان، العرب والمسلمين

في 2017، أعلنت لوبان أنَّ لها جذورًا مصرية من جهة جدتها، وحسب ما قالته لوبان آنذاك فجدتها قبطية عاشت في صعيد مصر أغلب حياتها، وفق موقع “جلوبال إيكو”. لكن لم تشفع هذه الأصول المصرية للعرب والمسلمين عندها. فصعود لوبان إلى أعلى هرم السلطة في فرنسا سيعطي الضوء الأخضر لخطابٍ معادٍ للأجانب والمسلمين وربما أسوأ، بحسب موقع “سكوب إمبايَر”.

في آخر التصريحات، أعلنت لوبان أنَّها ستفرض غرامات على مرتديات الحجاب من المسلمات في إطار سعيها إلى منع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة والطرقات حال نجحت في الانتخابات الرئاسية الحالية. وقالت “سيدفعن غرامات شأنهن شأن من لا يرتدي حزام الأمان، وأعتقد أن الشرطة لن تتوانَ عن تطبيق هذا القانون”، حسب ما نقل موقع WION الإخباري.

ما أبرز مواقفها؟

بحسب قناة بي بي سي، اشتهرت لوبان بموقفها ضد المهاجرين ودعوتها لترحيل المقيمين بصفة غير قانونية فورًا، وإمهال الأجانب 3 أشهر لإيجاد وظيفة أو الترحيل بصرف النظر عن حالتهم القانونية. على الصعيد الإفريقي، وعدت لوبان في زيارة سابقة إلى القارة السمراء قبيل انتخابات 2017 الرئاسية بإنهاء سياسة “الفرانكأفريكا” وإلغاء العملة المفروضة فرنسيًّا لصالح عملة وطنية في الدول الإفريقية.

على الصعيد الأوروبي، لا ترى لوبان في الاتحاد الأوروبي نفعًا كبيرًا على العكس من منافسها إيمانويل ماكرون، وظهر هذا بوضوح خلال مشاركتها في البرلمان الأوروبي، وحديثًا بإشادتها بخروج بريطانيا من الاتحاد. بإيجاز، تحمل لوبان رؤية يمينية شعبوية تؤيد تقييد الهجرة وإعطاء الأولوية لفرنسا والداخل الفرنسي على حساب أي كيانات أو تحالفات خارجية، وعلى الجانب الاقتصادي تُبدي لوبان توجهات تدعم تدخل الدولة لضبط الأسعار وتقديم الإعانات وإنشاء صندوق سيادي فرنسي للاستثمار في القطاعات الاستراتيجية، بحسب قناة فرانس 24.

ربما يعجبك أيضا