كوريا الشمالية متهمة بواحدة من أكبر عمليات السطو في التاريخ.. ماذا حدث؟

آية سيد

اخترقت جماعة مرتبطة بحكومة كوريا الشمالية لعبة آكسي إنفنيتي الشهيرة، واستولت على عملات مشفرة بقيمة 615 مليون دولار.


في 29 مارس الماضي، استطاع مخترقون من كوريا الشمالية، سرقة عملات مشفرة تصل قيمتها إلى 615 مليون دولار.

وأوردت مجلة فورتشن الأمريكية، في تقرير بتاريخ 15 إبريل 2022، أن مخترقين على صلة بحكومة كوريا الشمالية يقفون وراء عملية السطو. وتُعد هذه العملية أكبر اختراق للتمويل اللا مركزي في التاريخ وثاني أكبر اختراق للعملات المشفرة على الإطلاق.

من يقف وراء عملية السطو؟

وفقًا لتقرير “وول ستريت جورنال” الأمريكية، 14 إبريل 2022، ربطت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس الماضي، عملية السطو بجماعة لازاروس المدعومة من حكومة كوريا الشمالية. ووفقًا لشركة ” تشايناليسيس” الأمريكية لتحليل البلوكتشاين، فإن “لازاروس” هي منظمة متخصصة في الجرائم السيبرانية. وبحسب تقديرات الشركة، سرقت الجماعة عملات مشفرة قيمتها 1.75 مليار دولار، بين 2017 و2020.

وبحسب تقرير فورتشن، في 2017، كانت الجماعة مسؤولة عن هجوم “واناكراي” السيبراني الذي أصاب أكثر من 300 ألف جهاز كمبيوتر حول العالم. ولفت التقرير أيضًا إلى أن المخترقين الذين تدعمهم حكومة كوريا الشمالية، نفذوا 7 هجمات على الأقل، على منصات العملات المشفرة العام الماضي وحده، وسرقوا ما يساوي 400 مليون دولار تقريبًا من الأصول الرقمية، بحسب تشايناليسيس.

ماذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية؟

ذكر تقرير فورتشن أن وزارة الخزانة الأمريكية أضافت عنوان الإيثريوم الخاص بالجماعة إلى قائمة العقوبات، فتمنع الشركات الأمريكية من التعامل مع عنوان لازاروس، بهدف منع المخترقين من غسيل الأموال، عبر تبادل العملات المشفرة في أمريكا. إلا أن تقديرات شركة تحليل البلوكتشاين “إيلبتيك” تشير إلى أن 18% تقريبًا من العملات المشفرة المسروقة في عملية آكسي إنفنيتي جرى غسيلها بالفعل حتى الخميس الماضي.

ووفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، قال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية إن حكومة كوريا الشمالية اعتمدت اعتمادًا متزايدًا على الأنشطة غير المشروعة، مثل الجريمة السيبرانية لتوليد العائدات اللازمة لبرامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الباليستية. وأفاد التقرير أن اكتشاف عملية الاختراق جاء من خلال تحقيق مشترك لوزارة الخزانة ومكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي”.

آكسي إنفنيتي

انطلقت لعبة آكسي إنفنيتي في 2018، وهي جزء من عدد صغير متنامٍ من الألعاب التي تعتمد على اللعب للكسب، وتُعرف أيضًا بألعاب البلوكتشاين. وترتكز هذه الألعاب، إلى حد كبير، على شراء وتبادل وبيع الأصول الافتراضية المدعومة برموز غير قابلة للاسترداد، وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال.

وقالت شركة سكاي مافيس الفيتنامية التي أنشأت اللعبة إن آكسي إنفنيتي حظيت بأكثر من 1.7 مليون مستخدم يومي في شهر فبراير الماضي. وفي هذه اللعبة يجمع اللاعبون حيوانات أليفة رقمية تُسمى آكسي، يجمعونها للتنافس في معارك. ويمكنهم بيع ومبادلة هذه الحيوانات مقابل عملات رقمية داخل اللعبة، والتي يمكن تحويلها لاحقًا إلى أموال حقيقية.

كيف ردت الشركة على عملية الاختراق؟

عن عملية الاختراق، كتبت شركة سكاي مافيس على منصة “سبستاك” للرسائل الإخبارية، “نود أن نعرب عن شكرنا لكل وكالات إنفاذ القانون التي دعمتنا في هذا التحقيق الجاري”. وبحسب تقرير فورتشن، فقد أوضحت شبكة “رونين” المبنية على عملة الإيثيريوم والتي تشغل لعبة آكسي إنفنيتي، أن الـ”إف بي آي” تعقب المسؤولين عن هذا الاختراق الأمني.

وأوضحت الشبكة أنها تجري تغييرات على إجراءاتها الأمنية لمنع المزيد من الهجمات. وكتبت في منشور على سبستاك: “نحن لا نزال في عملية إضافة المزيد من الإجراءات الأمنية، قبل إعادة تشغيل جسر رونين للتخفيف من المخاطر المستقبلية”. وأضافت، في منشورها، أن “الأمن يأتي قبل كل شيء”.

 

ربما يعجبك أيضا