جريمة عنصرية تشبه «فيلم رعب».. ماذا نعرف عن هجوم نيويورك؟

رنا أسامة

حوادث جرائم الكراهية قفزت في الولايات المتحدة إلى 8263 حادثًا في عام 2020، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عقدين.


قُتل 10 أشخاص وأُصيب 3 آخرون في حادثة إطلاق نار يوم 14 مايو 2022، داخل متجر بمدينة بوفالو في ولاية نيويورك، على يد شاب أبيض بثّ هجومه مباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفيما قالت السلطات الأمريكية إن الحادثة “تطرف عنيف بدوافع كراهية عنصرية” أعلنت الشرطة أنها أوقفت شابًّا مُشتبهًا به، 18 عامًا، في موقع الحادثة بمدينة بوفالو، مُضيفة أنه دخل إلى سوبر ماركت، 14 مايو الحالي، وشرع في إطلاق النار، مستخدمًا كاميرا لبثّ الهجوم مباشرة على الإنترنت.

ماذا حدث؟

من موقع هجوم نيويورك

منفذ هجوم نيويورك فتح النار على 13 شخصًا، 11 من ذوي البشرة السمراء و2 من البيض، قبل أن يستسلم للسلطات في حالة هياج بثها على الهواء مباشرة، عبر مِنصة تويتش التابعة لشركة أمازون، حسب ما ذكرت قناة دبليو يو إس إيه 9 الأمريكية. وعرّفت الشرطة المُشتبه به بأنه، بايتون جندرون، من مدينة كونكلين بنيويورك، على بُعد نحو 200 ميل، جنوب شرق بوفالو.

وأوضح مفوض شرطة بوفالو، جوزيف جراماجليا، أن منفذ الهجوم المُسلّح قتل 3 أشخاص. وفور دخوله المتجر، أطلق النار على حارس أمن به فأرداه قتيلًا، وهمّ في إطلاق النار على ضحايا آخرين. وبعدها دخلت الشرطة المتجر وواجهت المسلح. وقال جراماجليا: “في تلك اللحظة وضع المشتبه به البندقية على رقبته، قبل أن يقنعه ضابطان بإلقائها” والاستسلام.

مُطلق النار قاد سيارته لساعات.. وصنع فيلم رعب

منفذ هجوم نيويورك قاد سيارته لأكثر من 3 ساعات

وفق مجلة نيويورك بوست الأمريكية، قاد جندرون سيارته لأكثر من 3 ساعات من كونكلين، إلى سوق توبز في شارع جيفرسون، بحي تقطنه أغلبية سوداء، لكن لم يتضح سبب توجّهه إلى متجر البقالة في بوفالو. ووصل مُطلق النار إلى المتجر، 2:30 مساء، ومعه بندقية نصف آلية وبندقية صيد وبندقية اشتراها بصفة غير قانونية، حسب ما قال مسؤول كبير في إنفاذ القانون.

وروت شونيل هاريس، التي كانت تعمل في المتجر، في أثناء الهجوم، لصحيفة بوفالو نيوز، أنها سمعت نحو 70 طلقًا ناريًّا لدى هروبها من المبنى، مُشيرة إلى أن “المتجر كان يعج بالزبائن، أشعر وكأنني في كابوس”. ووصف ضابط شرطة الهجوم، بأنه بمثابة “فيلم رعب، لكن كل شي حقيقي”. وقالت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوكول، إن المشتبه به “أبيض شديد العنصرية نفذ عملًا إرهابيًّا”.

القبض على منفذ هجوم نيويورك

شر محض

قال رئيس بلدية بوفالو، بايرون براون، في مؤتمر صحفي: “هذا أسوأ كابوس يمكن أن يواجهه أي مجتمع، إننا متألمون وغاضبون. عمق الألم الذي تشعر به عائلات الضحايا ونلمسه جميعًا لا يمكن وصفه”. وكذلك ذكر المسؤول بمكتب التحقيقات الفيدرالي في بافالو، ستيفن بيلونجيا، أن الهجوم يمكن أن يندرج تحت “العداء العنصري”.

ووصف قائد شرطة مقاطعة إيري، جون جارسيا، الحادثة بأنها جريمة كراهية، قائلًا: “إنه شر محض. ولقد كانت جريمة كراهية بدوافع عنصرية مباشرة من شخصٍ ما خارج مجتمعنا”، وأدان أيضًا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الهجوم، واضفًا إياه بالبشع، وفق “دبليو يو إس إيه 9”.

تهديدات سابقة

منفذ هجوم بوفالو بزي وقناع أبيضين

لا تُعد هذه المرة هي الأولى التي يلفت فيها جندرون انتباه سلطات إنفاذ القانون، فقد أفادت بوفالو نيوز أنه هدّد زملاء له بالمدرسة، خلال المرحلة الثانوية، يونيو 2021. وقال مسؤول بالمدرسة للصحيفة المحلية، إن جندرون “أدلى بتصريحات تشير إلى أنه يرغب في إطلاق نار، إما في حفل تخرج، وإما في وقت لاحق”.

وظهر جندرون في محكمة بوفالو، مساء 14 مايو 2022، بزي ورقي أبيض وقناع وجه أبيضين، ووجّه إليه القاضي تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى، لكنه أنكر ذلك. وقال المدعي العام بمقاطعة إيري، جون فلين، إنه في حال إدانته قد يواجه “عقوبة بالسجن مدى الحياة دون إفراج مشروط”، وهي أقسى عقوبة في نيويورك. وأُحيل إلى اختصاصيين نفسيين لتقييم صحته العقلية.

معدلات جرائم الكراهية في الولايات المتحدة

يتزامن ذلك مع ارتفاع جرائم الكراهية في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ العام الماضي 2021، مدفوعًا بزيادة الحوادث التي تستهدف أمريكيين آسيويين وآخرين من اليهود، كما تشير بيانات أولية، من أكثر من 36 إدارة شرطة أمريكية، وفق إذاعة صوت أمريكا.

وفي المتوسط، زادت حوادث التحيز في 37 مدينة أمريكية كبرى، بنحو 39%، مع تسجيل أكبر 10 مناطق حضرية في أمريكا زيادة قياسية في تلك الحوادث، بلغت 54.5%، وفق بيانات الشرطة الوطنية لمركز دراسة الكراهية والتطرف بجامعة ولاية كاليفورنيا. وقال المدير التنفيذي للمركز، بريان ليفين، “حوادث التحيز ارتفعت 30% في 15 مدينة أمريكية كُبرى، وسوف تستمر في الارتفاع”.

منفذ هجوم نيويورك بعد القبض عليه

قفزة قياسية في جرائم الكراهية بأمريكا

في شهر أكتوبر الماضي 2021، أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي، بالولايات المتحدة الأمريكية، أن حوادث جرائم الكراهية داخل أمريكا قفزت إلى 8 آلاف و263 حادثة في عام 2020، وهو أعلى مستوى لهذه الجرائم، منذ أكثر من عقدين من الزمان، بحسب صوت أمريكا.

وفي العام الماضي 2021، قفزت حوادث جرائم الكراهية المناهضة لآسيويين في الولايات المتحدة 224%، في مستوى قياسي بواقع 369 حادثة في 20 من أكبر المدن الأمريكية، في حين أن الحوادث المعادية ليهود ومثليين زادت بأكثر من 50%، لتصل إلى 373 حادثة.

ربما يعجبك أيضا