استئناف هدنة اليمن ومستقبل مكافحة الإرهاب.. جولة المراكز البحثية

هالة عبدالرحمن

تناولت مراكز الأبحاث، اليوم الثلاثاء 25 مايو 2022، عددًا من الموضوعات الهامة، منها قرب انتهاء الهدنة اليمنية ومدى قابلية أطراف الصراع لتجديد الهدنة مرة أخرى.

وأبرزت المراكز البحثية كذلك تطور العلاقات الكردية مع واشنطن حتى بعد انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، العلاقات الصينية الأسترالية، ومستقبل مكافحة الإرهاب عبر الطائرات المسيرة.

الهدنة اليمنية قابلة للتمديد بشروط

تناولت ريسبونسبل ستيت كرافت، في تقرير لها، اليوم، الهدنة اليمنية التي من المقرر أن تنتهي بنهاية مايو بعدما استمرت شهرين. ويتطلب وقف إطلاق النار طويل الأمد المزيد من التنازلات من قبل الحوثيين ومشاركة دبلوماسية متواصلة من القوى الإقليمية.

وأوضح التقرير أن هناك عدة أسباب للأمل في أن تمدد الأطراف المتحاربة الاتفاق، ليس أقلها انخفاض العنف في البلاد مؤخرًا واستئناف الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء، ومع ذلك، فإن الوضع هش ولا يزال هناك خطر من احتمال انهيار الهدنة، خاصة إذا كان الحوثيون غير مستعدين للرد بالمثل على التنازلات التي قدمها خصومهم.

وازداد الزخم السياسي وراء الهدنة مع إعلان الحكومة السعودية، في 10 إبريل، عن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي، وتشكيل مجلس رئاسي من 8 أعضاء. لطالما اعتبر المجتمع الدولي هادي الممثل الشرعي لليمن ، حتى لو كان بعيدًا بنحو متزايد عن التطورات على الأرض، لكن عزله كان أحد شروط الحوثيين المسبقة لمحادثات السلام.

موقف الحوثيين من الهدنة

في حين أشار التحالف العربي والحكومة اليمنية إلى استعدادهما لتغيير مسار عملية السلام، لم يستجب الحوثيون بنفس القدر من التسوية. ولم ينفذ الحوثيون بعد بعض مكونات الهدنة، مثل التزامهم بإعادة فتح الطرق، خاصة تلك الموجودة في تعز.

وبعد ما يقرب من 8 سنوات من الصراع، من الواضح أنه لا الأطراف اليمنية المتحاربة ولا داعميهم الإقليميين لديهم اهتمام كبير بحماية مصالح الشعب اليمني. إذا كان وقف إطلاق النار سيستمر ويتسع، فستحتاج المفاوضات بين المتحاربين إلى إشراك ممثلين عن المجتمع المدني اليمني والمجتمعات التي جرى استبعادها من المحادثات لفترة طويلة.

أهم التحديات التي تواجه الحكومة الكردية

في ذكرى الانتخابات الأولى في المنطقة الكردية، قام خبراء معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بتقييم العلاقات الثنائية مع أمريكا والتحديات السياسية والاقتصادية الداخلية، في إشارة إلى أن أزمة الحرب الروسية الأوكرانية منحت حكومة إقليم كردستان فرصة للمساعدة في سد فجوة الطاقة التي خلفتها روسيا. وربما تكون هذه فرصة للفصائل الكردية العراقية للالتقاء وتعزيز الموقف الاقتصادي والسياسي لحكومة إقليم كردستان.

وأوضح تقرير المعهد الأمريكي، أمس الاثنين، أن المشكلة الأساسية لحكومة إقليم كردستان اليوم هي الانقسام الكردي بسبب الطبيعة القبلية للأكراد وما عززه استفتاء الاستقلال لعام 2017 من عدم وجود هوية كردية متجانسة، وتكبدت حكومة إقليم كردستان خسائر كبيرة نتيجة لهذا التصويت الحاسم.

ويمكن أيضًا رؤية الانقسامات الداخلية الطويلة الأمد داخل الجيل الجديد من القادة السياسيين الأكراد الطموحين. في الوقت الذي تهدف فيه حكومة إقليم كردستان إلى إظهار النضج السياسي، فإن أحزابها تدار بطريقة طبقية.

العلاقات الكردية الأمريكية

يواصل الشعب الكردي التمتع بقاعدة واسعة من الدعم والتعاطف من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا رغم أن السياسيين والمواطنين الأمريكيين لا يعرفون بعض الفروق الدقيقة التي تنطبق داخل كردستان العراق أو عبر الجماعات الكردية في أماكن أخرى من الشرق الأوسط. ولكن على المستوى النفسي، يميل الأمريكيون إلى التعاطف مع الأقليات بخاصة الأكراد، وفقًا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

ورغم الانسحاب الأمريكي، على نطاق واسع، من الشرق الأوسط، سيكون دورها مع الأكراد مختلفًا، مع تداعيات عميقة على كردستان العراق. خلال السنوات الـ30 الأولى لحكومة إقليم كردستان، كانت المساعدة الأمريكية حاسمة لنجاحها وحمايتها، لكن بقاءها في المستقبل سيعتمد على كيفية حكم الأكراد لأنفسهم بعيدًا عن المحسوبية والانقسامات الداخلية.

هل تتغير العلاقات الصينية الأسترالية؟

أوضحت ذا ديبلومات أن هناك الكثير من القضايا لاختبار قدرة رئيس الوزراء الأسترالي الجديد، أنتوني ألبانيز، خاصة بعدما أدى صدام المصالح والقيم الحاد بين أستراليا والصين إلى تدهور حاد في العلاقات، مع عدم وجود مشاركة سياسية رفيعة المستوى، وعدم وجود نهاية واضحة للإجراءات التجارية القسرية التي تتخذها الصين ضد الصادرات الأسترالية.

وتعتبر الاتفاقية الأمنية الجديدة بين الصين وجزر سليمان رمزًا لجهود بكين لتقويض دور أستراليا، بما في ذلك كونها المزود الأمني ​​الرئيس للمنطقة في جنوب غرب المحيط الهادئ، وفي السنوات الأخيرة، عززت استراتيجية أستراليا مع الهند والمحيط الهادئ التعامل مع قضايا مثل التدخل الأجنبي وحماية شبكات الجيل الخامس لمكانة أستراليا في واشنطن وقيمتها كشريك لأمريكا والهند واليابان والاتحاد الأوروبي.

مهمة رئيس الوزراء الجديد في اجتماع الرباعية

يجب أن يقدم رئيس الحكومة الجديد ألبانيز المزيد من الطمأنينة لقادة الرباعية في اجتماعهم القادم باليابان، ويؤكد دعم حزب العمال لجميع تدابير السياسة المتعلقة بالصين، بما في ذلك مشاركة تكنولوجيا الدفاع الرباعية، بعدما كان حزب العمال داعمًا قويًّا لتحالف أستراليا مع الولايات المتحدة في الماضي، وأعلن ألبانيز أن حكومته ستكون شريكًا نشطًا وموثوقًا لأمريكا.

ويعمل حزب العمل الأسترالي على وضع بصمته الخاصة على السياسة الخارجية، منتقدًا التخفيضات السابقة في برنامج المساعدات الأسترالية متعهدًا بإلغائها، لأنه يريد أن تلقي بثقل أكبر على علاقات أستراليا في المحيط الهادئ. التي أعلنت عن عدد كبير من المبادرات الجديدة لدعم ذلك.

ووعدت بإعطاء الأولوية لعلاقات أستراليا مع جنوب شرق آسيا ، وأعلنت أنها ستعين مبعوثًا كبيرًا جديدًا للشؤون الإقليمية وتكثيف العلاقات السياسية والاقتصادية والتنموية مع شركاء جنوب شرق آسيا، بخاصة إندونيسيا، حسبما أفادت ذا ديبلومات.

آثار انضمام فنلندا والسويد للاتحاد الأوروبي

أعلنت السويد وفنلندا أنهما ستتقدمان بطلب للحصول على عضوية “الناتو” في تحول تاريخي يأتي نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وظلت السويد على الحياد في الحرب العالمية الثانية، وتجنبت لأكثر من قرنين من الزمان الانضمام إلى التحالفات العسكرية، وتشترك فنلندا في حدود بطول 1300 كيلومتر، مع روسيا وبقيت خارج “الناتو” لتجنب استعداء جارتها الشرقية، وفقًا لـ“تشاتام هاوس”.

ولهذا القرار تبعات على الرأي العام الداخلي لكلا البلدين، كذلك سيكون له أثر كبير على تغيير القيادة السياسية أيضا لعقود، وبالنسبة لـ”الناتو” فإن دخول دولتين بهذا الحجم وبقوتهما العسكرية سيمثل أهمية كبيرة ويزيد من سيطرته على بحر البلطيق.

مكافحة الإرهاب عن بعد

تتحول الولايات المتحدة إلى عصر عمليات مكافحة الإرهاب “عبر الأفق”، فهي تعتمد على الطائرات الموجهة عن بعد في البلدان التي تفتقر فيها إلى التواجد الفعلي، وتحولت الطائرات الموجهة عن بعد إلى أداة مراقبة ومنصة هجوم مفضلة، ولا تزال هناك مخاوف كبيرة بشأن قرار نشرها في عمليات مكافحة الإرهاب في المستقبل.

وتسببت عمليات الطائرات المسيرة في وقوع خسائر مدنية جانبية، ما أدى إلى تآكل الشرعية الأمريكية وتوفير سبب للتجنيد في المنظمات المتطرفة دون وجود على الأرض، ويمكن أن تؤدي احتمالية عدم كفاية المعلومات الاستخبارية والتحليل الخاطئ إلى تقويض فعالية المهام، وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

ربما يعجبك أيضا