رسائل السيسي.. “30 يونيو غيرت مسار أمة”

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – بعث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عددًا من الرسائل للشعب المصري، تزامنا مع احتفالات ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن مجرد انتفاضة شعبية على نظام حكم لا يرضى عنه الشعب، وإنما كان تغييرا لمسار أمة تملك رصيدا كبيرا من المجد وتاريخا فريدا من الحضارة.

“ثورة يونيو”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجه رسائل هامة للمصريين خلال كلمته بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو، وخلال افتتاح عدد من المشروعات القومية، اليوم الإثنين، قائلا: إن ثورة 30 يونيو قضت على كل محاولات البعض المستميتة لطمس الهوية الوطنية.

وأضاف الرئيس- في كلمته بمناسبة الذكرى السابعة لثورة 30 يونيو- أن جماهير الأمة خلال هذه الثورة المجيدة سطرت بإرادتها الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، مضيفا: “شعب مصر العظيم أيها الشعب الأبي الكريم نحتفل اليوم بالذكرى السابعة لثورة الثلاثين من يونيو 2013 تلك الثورة المجيدة التي سطرت خلالها جماهير أمتنا بإرادته الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق”.

وأوضح أن العالم أجمع تابع باندهاش وإعجاب انطلاق شرارة ثورتنا المباركة التي قضت على كل محاولات البعض المستميتة لطمس الهوية الوطنية فقد ظن هؤلاء ومن يقف وراءهم أن مصر قد دانت لهم دون غيرهم من أبناء الوطن وأن أهدافهم التي يسعون إليها قد أصبحت قريبة المنال.

وأردفت: “خرجت جموع الملايين معلنة رفضها القاطع لكل محاولات اختطاف الوطن الذي تولي أمره من لا يدرك قيمة وعظمة مصر وفي خضم هذه الأحداث كانت القوات المسلحة تتابع وتراقب مطالب جماهير هذا الشعب العظيم حيث انحازت إلى الإرادة الوطنية الحرة وذلك استنادا إلى ثوابتها التاريخية وعقيدتها الراسخة وباعتبارها ملاذ الشعب الآمن وسنده الأمين واتخذت قرارها التاريخي بمشاركة مختلف القوى والتيارات السياسية بوضع خارطة مستقبل تسير الدول المصرية على خطاها للعبور من الفوضى والعبث إلى بر الأمان”.

“مواجهة الإرهاب”

وأكمل: :إننا ننظر إلى واقعنا الراهن باعتباره حلقة جديدة من سلسلة حلقات تاريخنا المتصل نرصد الظواهر المتغيرة والتحديات المتجددة نحاول جاهدين أن نبني وننمي لنغير الواقع الحالي على نحو نرضاه ونفتخر به واضعين نصب أعيننا أن تكون مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها وللأجيال القادمة مع إدراك متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة.

وأضاف السيسي: “كنا ندرك منذ اللحظة الأولى لثورة 30 يونيو المجيدة أننا سنخوض مواجهات عنيفة مع تنظيم إرهابي دولي غادر لا يعرف قدسية الأرواح وحرمة الدماء؛ ومن هنا كان خطر الإرهاب على رأس ما نواجهه من تحديات على مدار السنوات الماضية، حيث سعت أيادي الشر لترويع الآمنين في ربوع مصر وخلق حالة من الفوضى من خلال العنف المسلح في محاولة بائسة للعودة مرة أخرى إلى الحكم”.

وشدد على أن الشعب البطل أثبت أصالة معدنه وصلابة عقيدته من خلال الوقوف خلف رجال قواته المسلحة البواسل ورجال الشرطة الأوفياء الذين سطروا ملاحم البطولة والفداء، حيث استطاعوا خلال السبعة أعوام الماضية أن يقضوا على البنية التحتية لتلك العناصر الإجرامية.

“تغيير المسار”

وقال السيسي، إن ثورة الثلاثين من يونيو لم تكن مجرد انتفاضة شعبية على نظام حكم لا يرضى عنه الشعب، وإنما كان تغييرا لمسار أمة تملك رصيدًا كبيرًا من المجد وتاريخا فريدا من الحضارة ومكانا عظيما بين الأمم الأخرى وتتطلع إلى أن تعود إلى سيرتها الأولى وتتبوأ مكانتها التى تستحقها.

وأردف: “كانت الإصلاحات الاقتصادية بمثابة وقفة جادة مع النفس، صرحنا فيها أنفسنا بحقيقة وضعنا الاقتصادى، ووجدنا أنه لا سبيل أمامنا سوى المضي قدما في هذا الطريق الصعب باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الجذرية ترتكز بالأساس على إعادة بناء الاقتصاد الوطني والتي لولا تحمل الشعب لها وثقته في نفسه وفي قيادته ما كانت لتؤتى ثمارها، حيث حققنا في هذا المقام إنجازات شهد لها العالم بأسره”.

وأشار السيسي، إلى أن مستقبل الأوطان لا تصنعه الأماني البراقة والشعارات الرنانة، مؤكدًا أن أمن مصر القومي يرتبط ارتباط وثيقا بأمن محيطها الإقليمي فهو لا ينتهي عند حدود مصر السياسية بل يمتد إلى كل نقطة ممكن أن توثر سلبا على حقوق مصر التاريخية.

وتابع الرئيس: “لا يخفى على أحد أننا نعيش وسط منطقة شديدة الاضطراب وأن التشابكات والتوازنات في المصالح الدولية والإقليمية في هذه المنطقة تجعل من الصعوبة أن تنعزل أى دولة داخل حدودها تنتظر ما يسوقه إليها الظروف المحيطة بها ومن هنا كان استشراف مصر لحجم التحديات التى ربما تصل لتهديدات فعلية تتطلب التصدى لها بكل حزم على نحو يحفظ لمصر وشعبها الأمن والاستقرار ورغم امتلاك مصر لقدرة شاملة ومؤثرة في محيطها الإقليمى ولكنها دائما تنجنح للسلم وأنه ايديها ممدودة للجميع بالخير، لا تعتدى على أحد ولا تتدخل في شؤون أحد ولكنها في الوقت نفسه تتخذ ما يلزم لحفظ أمنها القومي، هذه هي سياسة مصر التي تتأسس على شرف في تعاملاتها دون التهاون في حقوقها”.

“إنجازات 6 سنوات”

الرئيس المصري، قال خلال افتتاح عدد من المشروعات القومية، اليوم الإثنين، إن تنفيذ المشروعات الجديدة كان ضروريًا لموجهة البناء العشوائي المخالف وتنظيم حركة المرور وللمصلحة العامة، مؤكدا أن الدولة واجهت مشكلات الطرق بالقاهرة بسبب البناء المخالف، لافتًا إلى أن الدولة بذلت جهودا كبيرة منذ 5 سنوات لتطوير طرق القاهرة وكان لابد من الموازنة بين المصلحة العامة للمواطن والمصلحة العامة للدولة.

وتابع: “خلال 6 سنوات الدولة صممت على البناء بمشاركة أبناء الوطن لتسهيل الحركة وعملنا على التيسير على المواطنين في العاصمة القاهرة وإعادتها لرونقها”، مضيفا خلال تعليقه على صورة لزحام مروري في القاهرة، قائلا: “إن الزحام المروري ينتشر في العديد من المحافظات في القاهرة والإسكندرية، وغيرها من المناطق في القاهرة الكبرى، متابعًا: “ليه المصريين سكتوا كده؟.. وليه المسئولين فضلوا لحد الشوارع ما بقت كده؟”.

وأضاف الرئيس السيسي: “تاني كنت بكلم الدكتور مصطفى وبقولو هنفتح المحاور بتاعة الجيزة إزاي.. فقالي تعويض الناس في الكيلو علشان أفتح طريق هيكلفني مليار جنيه.. يعني لو عاوز أعمل محور طوله 7 و8 كيلومترات هيكلفني من 7 إلى 8 مليارات جنيه تعويضات لأننا مش هنقول للناس اللي موجودة هناك امشو.. وتحملو انتو الموضوع ده.. إحنا هنشيل الناس وهنعوضها علشان تعيش في أمان وسلام وكمان هنخلي الناس اللي عايشة مكان ما هنفتح تعيش كويس وده إجراء بنعمله مع اي حد”.

وتابع: “أنا بكرر الحديث تاني عشان كتير مننا لا يتوقف أمام قرارات قد تجدونها غريبة”، مستطردا: “النقطة التانية اللي عاوز أقولها.. يمكن الكلام بس بيتقال على الطرق لكن صدقوني إحنا كل قطاعات الدول اشتغلنا فيها كده علشان بس الأمور تبقى واضحة.. كل قطاعات الدولة يعني إيه؟.. يعني إحنا عملنا بنفس المستوى ده الجهد والتكلفة بتاعة شبكة الطرق القومية وغيرها مثلًا في قطاع زي قطاع الطاقة.. أيوة.. وتكلف من 600 إلى 650 مليار جنيه علشان نوصله لمستوى جودة يليق بيكم ويليق بالحاضر و مستقبلنا القادم .. 600 مليار وشغالين ونفس الكلام في قطاع الزراعة”.

ووجه الرئيس السيسي للمسؤولين كلمة قائلًا: “إوعى تفتكر نفسك كمسؤول هتقدر تشوف إلا إذا كنت طول ما إنت ماشي تبص كويس وتفحص وتفكر، علشان تقول إن المشكلة دي ممكن نحلها أم لا، ودي نقطة”.

“إزالة التعديات”

وطالب الرئيس السيسي من رئيس الوزراء بإزالة أي تعد موجود، قائلًا: “قلت سابقًا وسأكررها في كل مرة خلال لقائنا.. نحن لن نعود لما كنا عليه من فوضى في كل شيء، الموضوع ده انتهى، هذه مراحل عشناها واستحملنا فيها حتى تصل الدولة إلى ما كانت تستطيع أن تجابه تحدياتها ومشاكلها، لكن الفوضى مرة ثانية تدخل تعمل ما تريده هذا أمر غير مقبول هذه بلدنا كلنا”.

ربما يعجبك أيضا