رغم تحذيرات إدارة بايدن وتهديدات الصين.. بيلوسي ستزور تايوان

أفادت وسائل إعلام تايوانية بأنه من المرجح أن تصل رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان مساء غد الثلاثاء 2 أغسطس 2022.

وقالت وسائل الإعلام هذه إن بيلوسي ستلتقي الرئيسة التايوانية، تساي إنج ون، في اليوم التالي للزيارة. وفي حين أن مكتب الرئاسة ووزارة الخارجية التايوانية رفضا تأكيد صحة هذه الأنباء رسميًّا، ستثير الزيارة غضب بكين التي تقول إن الجزيرة الديمقراطية الذاتية الحكم تابعة لها.

بيلوسي ستزور تايوان رغم التحذيرات

نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول حكومي تايواني رفيع وآخر أمريكي، لم تسمهما، إن بيلوسي ستزور تايوان رغم تحذيرات مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذين يشعرون بقلق من استجابة الصين للزيارة الأولى لرئيس مجلس نواب أمريكي منذ ربع قرن.

وأضاف المسؤول التايواني أنه من المتوقع أن تبقى بيلوسي في تايوان طوال الليل غدًا الثلاثاء، ولم يتضح متى ستهبط بالضبط في تايبيه. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن مسؤولي وزارة الدفاع يعملون على مدار الساعة لمراقبة أي تحركات صينية في المنطقة وتأمين خطة للحفاظ على سلامتها.

معارضة أمريكية وجولة آسيوية

قال بايدن الشهر الماضي إن الجيش الأمريكي يعارض زيارة بيلوسي لتايوان، لكنه لم يفضح عن سبب المعارضة. وقال البيت الأبيض إنه لا يتدخل في قرارات رئيسة مجلس النواب الأمريكي الخاصة بسفرها. مع ذلك، عمل مسؤولو إدارة بايدن خلال الأسابيع الماضية على توضيح مخاطر زيارة تايوان، في اجتماعات مع بيلوسي وفريقها.

ويأتي ذلك في إطار جولة آسيوية بدأتها بيلوسي بزيارة صباح اليوم الاثنين 1 أغسطس 2022، إلى سنغافورة. وأعلنت بيلوسي، التي تحل ثالثًا في سلم القيادة الأمريكية، أمس الأحد، أنها سترأس وفدًا من الكونجرس لزيارة منطقة الهندباسيفيك، لإعادة تأكيد التزام أمريكا إزاء حلفائها بالمنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين.

I'm leading a Congressional delegation to the Indo-Pacific to reaffirm America’s unshakeable commitment to our allies & friends in the region. In Singapore, Malaysia, South Korea & Japan, we’ll hold high-level meetings to discuss how we can further our shared interests & values.

— Nancy Pelosi (@SpeakerPelosi) July 31, 2022

اجتماعات رفيعة المستوى

الوفد سيعقد اجتماعات رفيعة المستوى بسنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان، لبحث سبل تعزيز المبادئ والمصالح المشتركة، بما في ذلك السلام والأمن والنمو الاقتصادي والتجارة، ووباء كوفيد-19، وأزمة المناخ، وحقوق الإنسان والحكم الديمقراطي.

وذكرت وزارة الخارجية السنغافورية أن الزيارة المُزمع أن تستغرق يومين، ستتضمن اجتماعات مع رئيسة سنغافورة حليمة يعقوب ورئيس الوزراء لي هسين لونج، بجانب عدد من الوزراء. ومن المقرر أن تقيم غرفة التجارة الأمريكية بالبلاد حفل استقبال لوفد بيلوسي بعد ظهر اليوم الاثنين.

إغضاب بكين

انتشرت تكهنات واسعة منذ أسابيع بأن بيلوسي قد تخاطر بإغضاب بكين زيارة تايوان المتمتعة بحكم ذاتي في أغسطس الجاري. كان الجمهوري نيوت جينجريتش آخر رئيس لمجلس النواب يزور تايوان وذلك في عام 1997، حسب شبكة “سي إن إن“.

وتنظر الصين إلى زيارات المسؤولين الأمريكيين لتايوان على أنها إشارة مشجعة للمعسكر المؤيد للاستقلال بالجزيرة، في وقت لا تقيم فيه واشنطن علاقات دبلوماسية رسمية مع تايبيه، لكنها ملزمة، بموجب القانون، بتزويدها بوسائل للدفاع عن نفسها.

تحذير صيني وقلق أمريكي

الحزب الشيوعي الصيني، الذي يدعي أن تايوان جزء من أراضيه رغم أنه لم يسيطر عليها مطلقًا، حذر مرارًا وتكرارًا من زيارة بيلوسي المحتملة، متعهدًا باتخاذ “إجراءات حازمة وقوية” حال المضي قدمًا في الرحلة. كذلك يشعر مسؤولون أمريكيون بالقلق من رد عسكري صيني محتمل، بما سيؤدي إلى أسوأ أزمة عبر مضيق تايوان منذ عقود.

وخلال اتصال هاتفي يوم 28 يوليو الماضي، نبه الرئيس الصيني شي جين بينج، نظيره الأمريكي جو بايدن، إلى ضرورة التزام واشنطن بمبدأ “صين واحدة”، محذرًا من “اللعب بالنار”. في المقابل، أبلغه بايدن بأن سياسة أمريكا بشأن تايوان لم تتغير وبأن واشنطن تعارض بشدة الجهود أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن أو تقويض السلام عبر مضيق تايوان.

تهديد عسكري صيني: لن نقف مكتوفي الأيدي

على المنحى ذاته، واصلت وزارة الخارجية الصينية تهديداتها باتخاذ إجراءات حاسمة وفعالة في حال زارت بيلوسي تايوان، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي إفادة صحفية اليوم الاثنين، وصف متحدث الخارجية الصينية الزيارة المحتملة بأنها ستمثل تدخلًا صارخًا في الشؤون الداخلية لبلاده، بما سيضرب العلاقات الصينية الأمريكية ويزعزع الاستقرار في مضيق تايوان، مهددًا بأن جيش التحرير الشعبي الصيني لن يقف مكتوفي الأيدي.

عدم حسم تايواني

وبسؤاله اليوم الاثنين حول زيارة بيلوسي المحتملة، لم يحسم رئيس الوزراء التايواني، سو تسينج تشانج، ما إذا كانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي ستزور بلاده يوم الخميس، كما تتوقع وسائل إعلام محلية، مكتفيًا بالقول إن بلاده ترحب بحرارة بزيارات الضيوف الأجانب، وفق “سي إن إن”.

وعزت صحيفة “الجارديان” البريطانية عدم تعلق حكومة تايوان مباشرة على زيارة بيلوسي، لرغبتها في الموازنة بين الحفاظ على سلامة الوضع الراهن وتنمية علاقاتها مع الولايات المتحدة. وفي حين أن سكان تايوان يعيشون تحت تهديد صيني لعقود من الزمن، لم تظهر أي مؤشرات تذكر على مخاوف كبرى بشأن زيارة بيلوسي المحتملة على وجه التحديد.